المحافظ اكتشف الإهمال والتسيب ووجد علم مصر ممزقا وسط الفناء إلي جانب غياب الناظر وعدد كبير من المدرسين والطلاب وإهمال الأثاث الجديد وعدم الصيانة!
وما وجده أو ما اكتشفه محافظ مرسي مطروح في جولته التفقدية سوف يجده أي محافظ آخر يقوم بجولة مماثلة في مختلف محافظات مصر!
وإذا كان محافظ مطرح قد وجد علم مصر في هذه المدرسة ممزقا فإنه في مدارس أخري قد لا يجد ان هناك علما لمصر سليما أو ممزقا وربما كان الطلاب ايضا لم يروا شكل العلم فالعلم الممزق الملقي علي الأرض هو انعكاس وترجمة لكل الأشياء التي تمزقت واختفت وتلاشت من مجتمعنا فقد اختفي طابور الصباح من مدارسنا وحين كانت تحية العلم هي أولي برامج الصباح وحيث كنا نردد الأناشيد الوطنية بكل فخر واعتزاز وقوة وكانت كلمات هذه الأناشيد عهدا متجددا كل يوم علي الولاء والانتماء.. كما كان طابور الصباح هو أفضل حصص التربية السلوكية والانضباط.
ولا يمكن أن ننسي أبدا هذا الجيل الرائع من المربين الأفاضل من مدراء المدارس الذين كانوا يمرون كل صباح علي الطلاب في طابور المدرسة يتأكدون من نظافتهم الشخصية ودوام حضورهم ويطوفون ايضا الشوارع المحيطة بالمدرسة يراقبون سلوك الطلاب بعد انتهاء الدوام ويتأكدون من أنهم ملتزمون داخل وخارج المدرسة!
وعندما اختفي هذا الجيل. وظهر جيل الدروس الخصوصية فإن العملية التعليمية كلها انهارت رأسا علي عقب وأصبح الطالب بما يدفعه هو للأستاذ والأستاذ بما يتقاضاه من الطالب الذي عليه أن ينال رضاء أستاذه وأهل أستاذه!
ولذلك عندما يجد المحافظ ان العلم ممزق وملقي علي الأرض فإنه لا غرابة في ذلك. لأن أحدا من المدرسين لم يهتم أن يشرح للطلاب معني وقيمة هذا العلم الذي يعتبر رمزا وشعارا للأمة ينبغي أن نتعامل معه بكل الاحترام والتقديس.
ولأن هذه المعاني لم تعد موجودة. ولم تجد الأجيال الجديدة من يغرسها ويعمقها داخلهم فإن الإنتماء الوطني يشهد أيضا حالات من التراجع مثل أي شيء آخر. فلو ان هناك انتماء حقيقي لما كان كل هذا التسيب في العمل والتراخي في أداء الواجب وتفضيل المصلحة الشخصية علي المصلحة الوطنية.
ولو كان هناك انتماء حقيقي لما وقعت حوادث التحرش الجنسي الجماعي التي أضرت بسمعة مصر والتي تمتد آثارها إلي السياحة بعد أن انتشرت تقارير في عدد من المواقع الالكترونية عن زيادة معدلات التحرش الجنسي بالسائحات وهو ما قد يدفع بعض الدول إلي تحذير مواطنيها قبل السفر إلي مصر!
والأمثلة كثيرة لحالات تترجم ضعف الانتماء أو غياب مفاهيمه أو ضياع الروح الوطنية الوثابة التي كانت أبرز ما يميز المجتمع المصري ومصدر قوته.
ان اللواء سعد خليل محافظ مطروح لاحظ غياب عدد كبير من المدرسين والطلاب اعتبر ذلك اكتشافا لم يتوقعه أحد مع ان العديد من المدارس الثانوية في مختلف محافظات مصر فإن كل الطلاب لا يذهبون للمدرسة علي الاطلاق ويتفرغون للبقاء في المنازل للمذاكرة وللدروس الخصوصية ولم نقرأ أو نسمع ان هناك مدرسة قد قامت بفصل عدد من طلابها لاستنفاد نسبة الغياب المقررة.
وليس مستبعدا لو قام المحافظ بجولة أخري مفاجئة بعد عدة أسابيع في نفس المدرسة أن يجد ملابس الأساتذة هي الممزقة والملقاة في الغفناء بدلا من العلم.. ففي هذه المدارس الثانوية سواء الحكومية أو الخاصة مجموعات من الإرهابيين الجدد تنشرالرعب والخوف في قلب أشجع مدرس وتجعله يفضل العودة إلي بيته سالما! الحكاية كلها أصبحت منظومة من التراكمات السلبية اللي تجيب القرف!
ملحوظة أخيرة:
الذين يقدمون البرامج الرياضية في الفضائيات التليفزيونية. أصبح بعضهم أكثر تعصبا من مشجعي الدرجة الثالثة وأكثر استفزازا أيضا وما يقوله علاء صادق في برنامجه غير الرياضي لا يقع إلا تحت طائلة القانون..!
------------------------------------------------------
المساء