رغم مرور أربع سنوات علي قصة اختفاء وفاء قسطنطين إلا أن الحديث عنها عاد مجددا بعد القنبلة التي فجرها د. زغلول النجار بأن وفاء قتلت ودفنت في الدير مما تسبب في انقلاب داخل الكنيسة لأن كلام د. زغلول النجار اتهام صريح للكنيسة بالقتل العمد.. وقد أصدرت الكنيسة بيانا رسميا الثلاثاء الماضي للرد علي اتهامات بمقتل وفاء قسطنطنين وأكد البيان - الصادر عن الانبا موسي اسقف الشباب والانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس - أن السيدة وفاء قسطنطين حية ترزق وتعيش
داخل دير الانبا بيشوي بوادي النطرون.. ولكن بعيدا عن هذه التصريحات هناك تساؤلات مشروعة في هذه القضية: إذا لم تكن وفاء قد ماتت أو قتلت فلماذا لا تظهر في وسائل الإعلام حتي يصمت د. زغلول النجار أو غيره؟
وكانت وفاء قسطنطين وهي زوجة كاهن كنيسة أبو المطامير بالبحيرة قد تسببت في مظاهرات ضخمة في الكاتدرائية عام 2004 عندما اعلنت اعتناقها الإسلام بعد اختفائها لفترة ثم خضعت بناء علي طلب البابا شنودة لجلسات نصح عادت بعدها إلي العقيدة المسيحية ولم تظهر بعد ذلك وقيل وقتها إنها انتقلت للعمل كمهندسة زراعية في دير وادي النطرون.
غير أنه بعد أربع سنوات عادت القضية للظهور مرة أخري بعد تصريحات د. زغلول النجار لصحيفة 'الخميس' التي أكد فيها أن الكنيسة القبطية أخفت وفاء قسطنطين ثم قتلتها لئلا تعود إلي الإسلام مرة أخري، وأضاف أن وفاء قتلت في دير وادي النطرون وأنه علي علم بطريقة غير مباشرة بأنهم قتلوها لأنها رفضت أن ترتد عن الإسلام.
وأضاف: أنني قمت بإهداء آخر كتاب إليها وسميتها شهيدة العصر لأنها اثبتت باعتزازها بتوحيد الله سبحانه وتعالي أن الإيمان بالله الواحد الأحد هو أفضل ما في الوجود.. وهي قالت في آخر مقال صحفي: إنها أسلمت بسبب مقال النجار، وهذا يكفيني شرفا.
أما نجيب جبرائيل مستشار الكنيسة ورئيس الاتحاد المصري لحقوق الانسان فقال ل'لأسبوع': إنه تأكد بنفسه من خلال اتصال مع شقيقها أنها بخير وتعيش في مصر بسلام مع أسرتها، وتمارس عقيدتها المسيحية بحرية بعيدا عن الكنيسة والدير.
وأضاف مستشار الكنيسة المصرية 'عودة النجار اليوم ليفجر المشكلة مجددا، معناها أنه يشكك في حكم القضاء لأنه سبق أن تقدم الداعية يوسف البدري ببلاغ ضد الكنيسة يتهمها باختطاف وفاء قسطنطين وإجبارها علي العودة الي المسيحية بعد أن أسلمت ولكننا قدمنا دليلا دامغا علي كذب هذا الادعاء وهو وثيقة بخط يدها تؤكد أنها ولدت مسيحية وستبقي عليها وتموت'.
وأضاف جبرائيل 'كان يكفي هذا دليلا علي صدق الكنيسة أما الاتهامات الزائفة التي يروج لها د. زغلول فلا تشعل إلا الفتنة'.
• ظهور وفاء
وأكد نجيب جبرائيل أن شقيقها قال إنه لا يمكنها الظهور أمام وسائل الإعلام الآن خشية علي حياتها بعد تصريحات د. زغلول النجار.
وعن سبب عدم قيام الكنيسة بإحضار وفاء أمام النائب العام لإثبات كذب تصريحات النجار، رد جبرائيل ان القانون يقول 'علي المدعي أن يثبت ما يدعيه، أي أن علي النجار أن يثبت أقواله بمستند تحت يده، سواء مستند خطي أو تسجيلي أو كتابي من وفاء، لكننا في ذات الوقت لا نستطيع إجبارها علي الظهور في وسائل الإعلام، وتحديد مكان إقامتها، لأن في هذا خشية علي حياتها خاصة بعد تصريحات النجار'.
وأكد جبرائيل وجودها علي قيد الحياة، مشيرا إلي أنه اتصل مؤخرا بشقيق وفاء، فأخبره أنها في مصر وبخير وأمان، وتمارس عقيدتها المسيحية بحرية تامة، ولا صلة للكنيسة مطلقا بها.
وأضاف أن شقيقها قال لي: لا يمكنها الظهور بعد تصريحات النجار، خشية علي حياتها التي أصبحت في خطر حقيقي من تأليب الأغلبية البسطاء والسذج من الناس، الذين قد يعتبرونها مرتدة عن الاسلام، لكن لا علاقة للكنيسة بحياتها ولا تعيش اطلاقا في الدير'.
وتحدي جبرائيل النجار أن يقدم دليلا وحيدا أو مستندا أو ورقة أو صوتا تسجيليا يؤكد صدق ادعاءاته، فالمادة الأولي من قانون المرافعات تنص علي أن علي المدعي أن يثبت ما يدعيه.
وأوضح أن وفاء تعيش مع أسرتها بحرية تامة كما كانت من قبل.
وتصاعدت من جديد قضية وفاء قسطنطين وصدرت تصريحات صحفية من الكنيسة بأن وفاء سوف تظهر في قناة 'أغابي' الفضائية المسيحية لكن الأنبا مرقس المتحدث الإعلامي للكنيسة القبطية الارثوذكسية نفي أن يكون قد صدر قرار من البابا شنودة بظهور 'وفاء قسطنطين' علي شاشة قناة 'أغابي' القبطية ردا علي اتهامات د. زغلول النجار للكنيسة بقتلها.
وأكد الأنبا مرقس ل'الاسبوع' أنه من المحتمل ان يكون الأمر محل دراسة وتشاور بين البابا شنودة ومستشاريه في الكنيسة، لكن لم يحسم هذا الأمر بعد.. وأشار الي أن الأنبا موسي اسقف الشباب والأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس أصدرا بيانا يؤكدان فيه أن وفاء قسطنطين علي قيد الحياة وهي موجودة بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حية ترزق وأنني كمسئول لجنة الإعلام بالمجمع المقدس أؤكد أنها موجودة بالدير وفي صحة تامة.
وقال الأنبا مرقس: 'يكفي هذا البيان للرد علي ادعاءات د. زغلول النجار فلم يكن من المعقول ان نؤكد وجودها في الدير وهي ليست كذلك ونحن نرفض اتهام الكنيسة بهذه الاتهامات التي لا تجر علينا سوي الفتن'.
وأوضح الأنبا مرقس أننا لا نرفض إظهارها للجميع لكن لأن قضيتها شغلت الرأي العام وتشكل حساسية بالغة لدي العامة لهذا فإن ظهورها ربما يشعل فتيل الفتنة من جديد لكن اتهامات د. زغلول النجار لا تحتمل ونحن نطالبه بالكف عن هذه الامور التي لا تضر ولا تنفع فهناك مئات يدخلون الاسلام من المسيحيين لاأحد يعلم عنهم شيئا والعكس صحيح فليس من المعقول أن نترصد لبعضنا البعض
أما ظهور وفاء قسطنطين فهو مرتبط بمناخ عام حينما يصفو هذا المناخ يكون لنا شأن آخر ونحن هنا نراعي الأبعاد الاجتماعية دائما في مثل هذه القرارات حتي لا تثار الفتن.
وكان مصدر بالمقر البابوي قد صرح مؤخرا بحسب صحيفة 'المصري اليوم' أن قرار ظهور وفاء قسطنطين اتخذ للرد علي اتهام الدكتور زغلول النجار للكنيسة بقتل وفاء قسطنطين ودفنها في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
قال إن رهبان الأديرة أبلغوا البابا شنودة بخطورة تصريحات النجار، مما قد يعرض سلامتهم للخطر، لذا كلف البابا الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بالإشراف علي ظهورها وإعداد حلقة خاصة بمثابة حوار عن كيفية حياتها بالدير عقب أزمتها الشهيرة بعد إشهارها إسلامها ثم إدخالها الدير فيما بعد.
وقال رمسيس النجار المحامي أحد مستشاري البابا شنودة ل'الأسبوع' 'إن وفاء قسطنطين سوف تظهر في قناة 'أغابي' قريبا وسوف تقدم برنامجا عن التعاليم المسيحية وأن البرنامج تم تسجيله وإعداده ولكن متي سيذاع لا أحد يعلم وهو أمر يقرره البابا شنودة'.. ومن جانبه يؤكد كمال زاخر كاتب ومفكر قبطي 'أن قضية وفاء قسطنطين تعتبر مثالا حيا علي التراجع الثقافي الذي تشهده مصر فالقضية ليست دينية بقدر ما هي اجتماعية تعبر عن النفاق الديني لدي الطرفين المسلم والمسيحي'.
أما الأنبا موسي أسقف الشباب بالكنيسة المرقسية وعضو اللجنة المجمعية فقد نفي أيضا علمه بصدور قرار ظهور وفاء قسطنطين وقال: ليس هناك شيء رسمي من قداسة البابا بظهور وفاء قسطنطين في قناة 'أغابي' ولم يصلنا شيء بهذا الخصوص، لكنها فكرة جيدة ولو حدثت يكون أفضل لأن الكنيسة ليس لديها ما تخفيه'.. ونفي الأنبا موسي ما تردد مؤخرا عن وجود وفاء قسطنطين في 'كنيسة دير الملاك' قائلا: 'ليس هناك كنيسة بهذا الاسم وانما هناك ما يسمي دير الملاك أشرف عليه ويقع في قلب القاهرة أما وفاء قسطنطين فتعيش خارج القاهرة وهي بصحة جيدة ويزورها أهلها باستمرار والمكرسات في الدير يقمن علي خدمتها'.
ولفت الأنبا موسي إلي أن 'وفاء تمارس طقوس الديانة المسيحية بكامل حريتها وتعيش حالة ايمانية تقترب من الرهبنة'.
وأكد 'لا أحد يستطيع إجبارها علي اعتناق المسيحية وإنما اختارتها بمحض إرادتها'.
وحول عدم ظهور ذلك الامر واضحا بحيث تعيش وفاء بين اسرتها بشكل طبيعي اذا كان اعتناقها للمسيحية حقيقيا، قال الأنبا موسي 'لو عاشت وفاء بشكل طبيعي بين أهلها فستثار الشكوك وسنكون خائفين عليها من تعرضها لأي مكروه من الجانبين سواء المسيحي أو المسلم لذا اخترنا إبعادها في مكان ناءي تعيش فيه بهدوء وتمارس حياتها الطبيعية بشكل يومي'.
--------------------------
جريده الاسبوع
26/9/2008