جريمة تصنت في غرف النوم

كشف ضبط عامل فى سنترال الهرم عن أغرب قضية تصنت يقوم بها أفراد يستخدمون أدق أجهزة التصنت والتصوير لساعات طويلة فى الليل والنهار ويستمعون ويصورون كل ما يحدث فى غرفة نوم إحدى السيدات وبثه إلى سكان العقار بأكمله فى محاكاة تشبه فيلما أمريكيا فى أوائل التسعينيات مثلته شارون ستون وأريك بالدوين بعنوان «سيلفر».

السيدة التى تحولت حياتها الى جحيم اتهمت ضابط شرطة بأنه وراء الأمر لكن الضابط أنكر ولا تزال التحقيقات مستمرة.

تفاصيل ما سبق كشفته تحقيقات أجهزة الأمن والنيابة فى المحضر رقم 3247 لسنة 2009 الذى تقدمت به ربه المنزل ــ 43 سنة ــ ضد ضابط شرطة وأحد العاملين فى سنترال الهرم وموظف بإحدى شركات قطاع الأعمال تتهمهم فيه بالقيام بأعمال التصنت ومراقبتها ودخول شقتها بمفتاح مصطنع أثناء غيابها وتركيب أجهزة دقيقة ترصد أى تحركات لها وسماع كل ما يدور فى غرفة نومها على مرأى ومسمع من سكان العقار الذى تقطن فيه ويستمع السكان لأدق الأسرار الزوجية وامتدت المراقبة إلى أفراد أسرتها فى أماكن أخرى وتهديدها بإفشاء أسرارها الزوجية فى كل مكان.

كانت البداية عندما فوجئت السيدة أثناء صعودها إلى شقتها بخروج أحد الأشخاص منها يدعى محمد ومعه ضابط شرطة من شقتها وعندما سألتهما عن السبب أجابا بأنها تعليمات عليا وأنه عليها أن تترك الأمر لهما وتصمت.. جن جنون السيدة خصوصا عندما وجدت كل منقولاتها الزوجية رغم وجود مصوغات ذهبية ومبلغ مالى فى غرفة النوم مما جعلها تفكر فى الأمر خاصة أنها ليس لها أهمية بهذه الدرجة وبهذه الطريقة ولم تسافر للخارج وليس لها أى علاقات مشبوهة مع أحد ولكن لها خلافات فقط مع طليقة زوجها.

تركت الأمر.. وبعدها اكتشفت فور دخولها الشقة مرة ثانية بعثورها على لعبة العروس الخاصة بطفلتها ريهام مذبوحة ووضع عليها سكين المطبخ دون أن تتم سرقة شىء من الشقة وقامت على إثر ذلك بتغيير كالون الشقة لأكثر من مرة حتى تمنع دخول أحد وعلمت من سكان العقار عن مراقبتها وكشف أسرارها الزوجيه والخاصة.. لم تصدق نفسها، فاضطرت إلى الذهاب إلى جهة سيادية لمعرفة إن كان هناك شىء ضدها وزوجها وما مدى أهمية مراقبتها عن طريق بعض الأشخاص وبسيارات مختلفة وفى أماكن كثيرة وإنها ليست من علية القوم واكتشفت أنه لا يوجد شىء ضدها ونصحها المسئول بالذهاب إلى جهه سيادية أخرى.. وفى اليوم التالى ذهبت إلى أمن الدولة لتتأكد من الأمر وتبين أنها غير مطلوبة على جميع المستويات ولا يوجد عليها أى ملاحظات ولا يوجد أى تكليفات بمراقبتها نهائيا.

عادت إلى بيتها تضرب أخماسا فى أسداس هى وزوجها وفجأة تذكرت المشاكل بينها وبين طليقة زوجها التى كانت تقول إنها مسنودة من أشخاص وعندما وصلتها تهديدات على محمولها بالقتل والذبح هى وطفلتها تأكدت أن هناك من يحاول إيذاءها. فقامت بتحرير محضر ضد كل من هددها وأرسل لها رسائل على المحمول بأرقام غريبة.

وذات يوم فوجئت السيدة بخروج أحد الأشخاص من شقتها حاولت الإمساك به ولكنها فشلت ووصلت لها تهديدات أخرى على تليفونها المحمول بقتلها وطفلتها إذا ذهبت إلى الإعلام أو أجهزة الأمن.. التهديدات جاءت من أرقام تليفونات محمولة كثيرة كما تلقت أكثر من 36 رسالة تهديد على المحمول.

وفى اليوم التالى شاهدت عامل السنترال يخرج من شقتها هو الآخر وعندما سألتة عن مفتاح الشقة وكيفية الدخول أجاب هو الآخر بأن ضابط شرطة هو الذى يأمره بذلك وأنه ينفذ فقط تعليمات ضابط الشرطة وآخرين.

أسرعت إلى قسم الهرم وحررت المحضر رقم 18289ضد على جاب الله عامل السنترال وقدمت شكوى رقم6467 نيابة الهرم وعريضة رقم 975 نيابة جنوب الجيزة وعندما علمت أن الضابط يمنع كل الإجراءات القانونية لجأت إلى المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام وقدمت بلاغا برقم 930 لسنة 2009.

وقدمت عدة شكاوى إلى السيد حبيب العادلى قالت فيها إنها فى خطر ولا يمكن أن يحدث مثل هذا داخل مصر.

اضطرت إلى إبلاغ مباحث التليفونات للكشف على تليفونها المنزلى وعند حضور مباحث التليفونات وأثناء صعود ضباط المباحث شاهدوا عامل التليفونات يسرع إلى سطح العقار لقطع عدة توصيلات أعدها قبل ذلك من أجل تسهيل عمليات التصنت وتم القبض عليه متلبسا وتبين من المعاينة قيامه بتوصيل سلك تليفون السيدة بعدة أسلاك أخرى ويقوم الآخرون بسماع جميع مكالماتها وأيضا توصيل كهرباء الشقة بأحد الأسلاك الموصلة إلى طبق الدش وتركيب جهاز ينقل الصوت لم يعرف هويته كما قام بإتلاف بعض الأسلاك عمدا حتى لا يتم كشف ألاعيبه فى التوصيلات الخاصة بالمراقبة.

وفى التحقيقات التى تم إجراؤها فى النيابة اكتشف وكيل النيابة أن عامل السنترال كان يرسل رسائل تهديد إلى السيدة من تليفونه الخاص وأن موظفا كبيرا يقطن بجوار السيدة على اتصال دائم بعامل السنترال وأن هناك مكالمات كثيرة تلقاها من عامل السنترال والعكس وأيضا من ضابط الشرطة الذى يقوم بتهديدها.

وكشفت مباحث التليفونات بإشراف اللواء رشاد بيرم والعميد هشام مانستيرلى عن قيام عامل السنترال بدخول شقتها فى غيابها وإتلاف جميع فيش الشقة بأسلوب فنى وإتلاف الشبكة الداخلية للكهرباء داخل الشقة وتوصيل خط كهرباء الشقة بأحد الأسلاك الموصلة إلى أحد الأطباق الخاصة بالدش فوق سطح العقار وكشفت المعاينة الدقيقة للجنة الفنيه بجهاز سيادى كبير عن وجود كاميرا صغيرة داخل «فازة» كبيرة داخل غرفة النوم تم توجيهها على السرير الخاص بها وكاميرا أخرى فى صالة الشقة. ألقى القبض على عامل السنترال ويدعى على جاب الله محمود ورقم بطاقته 1700878ومقيم بالمنوفية وتم ضبط محاسب بإحدى شركات قطاع الأعمال صاحب الشقة المجاورة لها وأمرت النيابة حبسهم على ذمة التحقيقات وأرسلت النيابة استعلاما إلى شركات المحمول الثلاث لبيان أصحاب أرقام التلفونات التى أرسل منها المتهمون رسائل التهديد والتى ادعوا فيها أنهم فوق المساءلة القانونية وأنهم على علاقة بأعلى الجهات فى الدوله وتم ذكر اسم وزير الداخلية وشخصيات كبيرة فى رسائل المحمول المختلفة.

وقالت السيدة فى بلاغها إن الضابط استخدم عامل السنترال وغيره من أجل تنفيذ هوايته فى مراقبتها وإنه قام بكشف علامات كثيرة فى جسدها وأرسل لها بعض الرسائل التى تدل على مراقبته لها وأن عامل السنترال وجندى المراسلة الذى يعمل معه دخلا شقتها بتحريض منه أكثر من مرة. وإنها اضطرت إلى عدم التحدث مع زوجها نهائيا داخل الشقة وانها تستخدم الورقة والقلم للتحدث معه كتابيا وذلك منذ أكثر من عام مما تسبب فى حالة من الانهيار التام فى علاقتها الزوجية وشعورها بأن كل شىء تفعله يسمعه الجميع وتسمعه من الجيران فى اليوم التالى.

وقرر الضابط فى التحقيقات أن خلافات الجيرة بينه وبين السيدة جعلها تفكر التفكير السيئ وأنها تقدم كل يوم الشكاوى الكيدية ضده وسكان العقار جميعا وهناك محاضر بينها وبين باقى السكان وانه ليس له صلة بأجهزة التصنت التى تدعيها السيدة.

من جانب آخر حررت زوجة الضابط محضرا رقم 20598 لسنة 2009 ضد السيدة تتهمها فيه بالاعتداء على طفلها المعوق وحبسه داخل شقة وتعذيبه لعدة ساعات.

وطلبت النيابة من شركات المحمول الثلاث الاستدلال على أرقام المحمول التى صدرت منها رسائل التهديد وتحديد البصمات الموجودة على أجهزة التصنت التى عثر عليها داخل شقتها ومدى علاقة عامل السنترال وصاحب الشقة المجاورة للمجنى عليها والضابط وما زالت التحقيقات مستمرة فى ملف القضية الذى تعدت صفحاتها 400 صفحة وكذلك جهود النيابة لتوصيف القضية وكشف غموضها.