فضفضه
ارجو من زوارنا الكرام التسجيل في منتدي فضفضه

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  416132450
فضفضه
ارجو من زوارنا الكرام التسجيل في منتدي فضفضه

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  416132450
فضفضه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فضفضه موقع عربى متكامل
 
البوابةالرئيسيةدردشة الاعضاءأحدث الصورالتسجيلدخولطرائف فضفضه
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الموت بطعم التفاح الاخضر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالإثنين 26 أكتوبر - 7:24 من طرف Admin

» لماذا تطلب المراه المساوه
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 20 أكتوبر - 8:17 من طرف Admin

» لماذ المرأه الموظفه
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالأربعاء 14 أكتوبر - 8:23 من طرف Admin

» قناتي علي اليوتيوب
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالأربعاء 14 أكتوبر - 8:09 من طرف Admin

» دردشه الاعضاء
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالأربعاء 14 أكتوبر - 7:46 من طرف Admin

» لعبه كلمه السر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالسبت 8 أبريل - 5:45 من طرف Admin

» الكاتبه فريده الشوباشي خير دليل علي ان المرأه لا تصاح ان تنال حريتها
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالإثنين 10 أكتوبر - 3:19 من طرف Admin

» قانون الخدمه المدنيه الجديد بعد اقرار مجلس النواب
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالجمعة 7 أكتوبر - 20:34 من طرف Admin

» اهم اسباب غرق مركب رشيد شباب عاطل ونساء موظفات
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالأحد 25 سبتمبر - 4:14 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سمر - 8530
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
ابو حنفى - 5968
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
جنه - 5171
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
gana - 4139
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
نورا - 3362
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
renaad - 2830
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
ايناس - 2451
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
البحارمندي - 2113
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
نيرفين - 1964
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
Admin - 1869
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_rcapالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Voting_barالخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 28 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 28 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1612 بتاريخ الأربعاء 13 أكتوبر - 16:40
الإبحار
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث

 

 الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه    الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 1 مايو - 8:02

وفاه الرسول عليه الصلاه والسلام عام  هـ
الخلفاء الراشدين:
1- ابو بكر الصديق
2-عمر ابن الخطاب
3-عثمان بن عفان
4-علي بن ابي طالب
بدايه الدوله الامويه بتولي معاويه بن ابي سفيان



الدوله العباسيه



الدوله الايوبيه



الدوله العثمانيه
الاول




الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Oouou_10
عثمان بن أرطغرل
عثمان الأول ( 1258م - 1326م ) .
مؤسس الأمبراطورية العثمانية .

السلطان عثمان بن أرطغرل (أرطُغرل) أو (عثمان الأول) بن سليمان شاه (656 هـ/1258م - 1326م) مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها ، وزعيم الأتراك من السلجوقيين في بثنيا عام 1288م ، وإليه تنسب التي استمرت إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى عام 1919م . شهدت سنة مولده غزو المغول بقيادة هولاكو لبغداد وسقوط الخلافة العباسية.

تولى الحكم عام 687 هـ ودام حكمه من عام 1299 إلى 1324 بعد وفاة أبيه أرطغرل بتأييد من الأمير علاء الدين السلجوقي. قام الأمير السلجوقي بمنحه أي أراض يقوم بفتحها وسمح له بضرب العملة. لما قتل الأمير علاء الدين من قبل المغول وقتلوا معه ابنه غياث الدين الذي تولى مكانه، أصبح عثمان بن أرطغرل أقوى رجال المنطقة فاتخذ مدينة اسكي شهر قاعدة له ولقب نفسه باديشاه آل عثمان واتخذ راية له.

قام بدعوة حكام الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام فإن أبوا فعليهم أن يدفعوا الجزية فإن أبوا فالحرب، فخافوا منه واستعانوا عليه بالمغول فأرسل إليهم جيشًا بقيادة ابنه أورخان فهزمهم وأكمل الجيش مسيرته ففتح بورصة ، وآسيا الصغرى . توفي بعد أن عهد لابنه بتولي الحكم السلطان أورخان غازي.

أعماله

لقد تعاقب على إمارة السلطنة العثمانية قبل أن تعلن نفسها خلافة إسلامية سلاطين أقوياء، ويعتبر عثمان بن أرطغرل هو مؤسس الدولة وبانيها، فماذا صنع عثمان :

لقد بدأ عثمان يوسع إمارته فتمكن أن يضم إليه عام 688 قلعة قره حصا (القلعة السوداء) أو أفيون قره حصار، فسر الملك علاء الدين بهذا كثيراً. فمنحه لقب (بيك). والأراضي التي يضمها إليه كافة، وسمح له بضرب العملة، وأن يذكر اسمه في خطبة الجمعة.

وفي عام 699 أغارت المغول على إمارة علاء الدين ففر من وجههم، والتجأ إلى الإمبراطورية البيزنطية وتوفي هناك في العام نفسه، وقيل أن المغول قد تمكنوا من قتله، وتولي ابنه غياث الدين مكانه، ثم إن المغول قد قتلوا غياث الدين، ففسح المجال لعثمان إذ لم تعد هناك سلطة أعلى منه توجهه أو يرجع إليها في المهمات، فبدأ يتوسع، وإن عجز عن فتح ازميت، و إزنيق نيقية رغم محاصرتهما، واتخذ مدينة (يني شهر) أي المدينة الجديدة قاعدة له، ولقب نفسه باديشاه آل عثمان.

واتخذ راية له، وهي علم تركيا اليوم، ودعا أمراء الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام، فإن أبوا فعليهم أن يدفعوا الجزية، فإن رفضوا فالحرب هي التي تحكم بينه وبينهم، فخشوا على أملاكهم منه، فاستعانوا بالمغول عليه، وطلبوا منهم أن ينجدوهم ضده، غير أن عثمان قد جهز جيش بإمرة ابنه أورخان غازيالذي قارب الثلاثين من العمر، وسيره لقتال المغول فشتت شملهم.

ثم عاد واتجه إلى بورصة فاستطاع أن يدخلها عام 717 وتعد من الحصون الرومية المهمة في آسيا الصغرى ، وأمن أهلها وأحسن إليهم فدفعوا له ثلاثين ألفاً من عملتهم الذهبية، وأسلم حاكمها (أفرينوس)، فمنحه عثمان لقب بيك، وأصبح من القادة العثمانيين البارزين. وتوفي عثمان عام 726، وقد عهد لابنه أورخان بالحكم بعده.
الدستور الذي سار عليه العثمانيون

كانت حياة الأمير عثمان جهاداً ودعوة في سبيل الله، وكان علماء الدين يحيطون بالأمير ويشرفون على التخطيط الإداري والتنفيذ الشرعي في الإمارة، ولقد حفظ لنا التاريخ وصية عثمان لابنه أورخان وهو على فراش الموت وكانت تلك الوصية فيها دلالة حضارية ومنهجية شرعية سارت عليها الدولة العثمانية فيما بعد، يقول عثمان في وصيته : (يا بني : إياك أن تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين، وإذا واجهتك في الحكم معضلة فاتخذ من مشورة علماء الدين موئلاً.. يا بني : أحط من أطاعك بالإعزاز، وأنعم على الجنود، ولا يغرك الشيطان بجندك وبمالك، وإياك أن تبتعد عن أهل الشريعة.. يا بني : إنك تعلم أن غايتنا هي إرضاء الله رب العالمين، وأن بالجهاد يعم نور ديننا كل الآفاق، فتحدث مرضات الله جل جلاله.. يا بنى : لسنا من هؤلاء الذين يقيمون الحروب لشهوة الحكم أو سيطرة أفراد، فنحن بالإسلام نحيا ونموت، وهذا يا ولدي ما أنت له أهل).

وفي كتاب (التاريخ السياسي للدولة العلية العثمانية) تجد رواية أخرى للوصية (اعلم يا بني، أن نشر الإسلام، وهداية الناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم، أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها).

وفي كتاب (مأساة بني عثمان) نجد عبارات أخرى من وصية عثمان لابنه أورخان تقول : (يا بني، أنني انتقل إلى جوار ربي، وأنا فخور بك بأنك ستكون عادلاً في الرعية، مجاهداً في سبيل الله، لنشر دين الإسلام.. يا بني، أوصيك بعلماء الأمة، أدم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم، وانزل على مشورتهم، فانهم لا يأمرون إلا بخير.. يا بني، إياك أن تفعل أمراً لا يرضى الله عز وجل، وإذا صعب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة، فانهم سيدلونك على الخير.. واعلم يا بني أن طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله، وأن مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وأننا لسنا طلاب جاه ولا دنيا).

وفي (التاريخ العثماني المصور) عبارات أخرى من وصية عثمان تقول: (وصيتي لأبنائي وأصدقائي، أديموا علو الدين الإسلامي الجليل بإدامة الجهاد في سبيل الله. أمسكوا راية الإسلام الشريفة في الأعلى بأكمل جهاد. اخدموا الإسلام دائما، لأن الله عز وجل قد وظف عبداً ضعيفاً مثلي لفتح البلدان، اذهبوا بكلمة التوحيد إلى أقصى البلدان بجهادكم في سبيل الله ومن انحرف من سلالتي عن الحق والعدل حرم من شفاعة الرسول الأعظم يوم المحشر. يا بني: ليس في الدنيا أحد لا يخضع رقبته للموت، وقد اقترب أجلي بأمر الله جل جلاله أسلمك هذه الدولة وأستودعك المولى عز وجل، اعدل في جميع شؤونك...).

لقد كانت هذه الوصية منهجاً سار عليه العثمانيون، فاهتموا بالعلم وبالمؤسسات العلمية، وبالجيش والمؤسسات العسكرية، وبالعلماء واحترامهم، وبالجهاد الذي أوصل فتوحاً إلى أقصى مكان وصلت إليه راية جيش مسلم، وبالإمارة وبالحضارة.

ونستطيع أن نستخرج الدعائم والقواعد والأسس التي قامت الدولة العثمانية من خلال تلك الوصية.
توفي بعد أن عهد لابنه بتولي الحكم السلطان أورخان غازي.
الثاني
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo10

أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل

السلطان أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل ثاني سلاطين الدولة العثمانية[1]، (680 هـ / 6 فبراير 1281 م - 761 هـ / مارس 1361 م) خلف والده عثمان بن أرطغل 1 محرم عام 627 هـ/(1324 - 1359 م) وعمره ستة وثلاثون عاماً وقد اعتمد على أعوان أقوياء لوضع القوانين وسن الأنظمة أبرزهم أخوه الأمير علاء الدين الذي نصبه وزيراً له وكذلك علاء الدين بن الحاج كمال الدين وقرة خليل جاندارلي وفي عهده نقلت عاصمة الدولة العثمانية من اسكي شهر إلى بورصة كما تم سك أول نقد عثماني وتمكن من انتزاع (أزمير) و(أنقرة) وامتلك (قره سي) وبرغمة ثم حاصر سمندره وإيدوس واستولى عليهما وقد دامت فترة حكمه خمسة وثلاثين عاماً. وعندما زار الرحَّآلة المعروف "ابن بطوطة" بلاد الأناضول في فترة حكم السلطان أورخان وقابله هناك، قال عنه:«إنه أكبر ملوك التركمان، وأكثرهم مالا وبلادا وعسكرا، وإن له من الحصون ما يقارب مائة حصن، يتفقدها ويقيم بكل حصن أياما لإصلاح شؤونه[1].» وخلفه أبنه السلطان مراد الأول.
عائلته

خلف سبعة أولاد هم : سليمان باشا وقد توفي في حياة أبيه، مراد بك، إبراهيم بك، فاطمة سلطان، خليل بك، سلطان بك وقاسم بك.
أعماله

أرسله والده لحصار مدينة "بورصة" (مدينة في آسيا الصغرى)، فحاصر أورخان القلاع المحيطة بها، وظل محاصرا لها قرابة عشر سنوات، ولما تأكد حاكمها أنها أصبحت في قبضة أورخان سلَّمها إليه، فدخلها دون قتال سنة (726 هـ، 1325 م)، ولم يتعرض أورخان لأهلها بسوء مما جعل حاكمها يعلن إسلامه، فمنحه أورخان لقب "بك"[1].

و أهم عمل قام به هو تأسيس جيش الإنكشارية الذي ساعد الدولة العثمانية في استمرار فتوحتها لـ 200 عام كما حرص على تحقيق بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح القسطنطينية ووضع خطة إستراتيجية تهدف إلى محاصرة العاصمة البيزنطية من الغرب والشرق في آن واحد ولتحقيق ذلك أرسل ابنه وولي عهده سليمان لعبور مضيق الدردنيل والاستيلاء على بعض المواقع في الناحية الغربية.

و في عام 758هـ اجتاز سليمان مضيق الدردنيل ليلا مع أربعين رجلا من فرسان الإسلام ولما أدركوا الضفة الغربية استولوا على الزوارق الرومية هناك وعادوا بها إلى الضفة الشرقية إذ لم يكن للعثمانين أسطول حينذاك حيث لا تزال دولتهم في بداية تأسيسها وفي الضفة الشرقية أمر سليمان جنوده أن يركبوا الزوارق حيث تنقلهم إلى الشاطئ الأوروبي حيث فتحوا قلعة ترنب وغاليبولي التي فيها قلعة جنا قلعة وأبسالا ورودستو وكلها تقع على مضيق الدردنيل من الجنوب إلى الشمال وبهذا خطى السلطان خطوة كبيرة استفاد بها من جاء بعده في فتح القسطنطينية.
سياسة أورخان الداخلية والخارجية

اهتم أورخان بتوطيد أركان الدولته وتولى الأصلاحية والعمرانية ونظم شؤون الإدارة وقوى الجيش وبنى المساجد وأنشأ المعاهد العلمية وأشرف عليها خيرة العلماء والمعلمون وكانوا يحظون بقدر كبير من الاحترام في الدولة وكانت كل قرية بها كلياتها التي تعلم النحو والتراكيب اللغوية والمنطق والميتافزيقا وغيرها.

و قد أمضى أورخان بعد استيلائه على إمارة قرة سي من الروم وذلك سنة 1336 م عشرين سنة دون أن يقوم بأي حروب بل قضاها في صقل النظم المدنية والعسكرية التي أوجدتها الدولة وفي تعزيز الأمن الداخلي وبناء المساجد ورصد الأوقاف عليها وإقامة المنشآت العامة الشاسعة.

و ما أن أتم أورخان البناء الداخلي حتى حدث صراع على الحكم داخل الدولة البيزنطية وطلب الإمبراطور كونتاكوزينوس مساعدة السلطان أورخان ضد خصمه فأرسل قوات من العثمانيين لتوطيد النفوذ العثماني في أوروبا وفي عام 1358 م أصاب زلزال مدن تراقيا فإنهارت أسوار غاليبولي وهجرها أهلها مما سهل على العثمانين دخولها وما لبثت غاليبولي أن أصبحت أول قاعدة عثمانية في أوروبا ومنها انطلقت الحملات الأولى التي توجت في النهاية بالاستيلاء على كامل جزيرة البلقان.
العوامل التي ساعدت السلطان أورخان في تحقيق أهدافه

   استفادة أورخان من جهود والده عثمان ووجود الإمكانيات المادية والمعنوية التي ساعدت على فتح الأراضي البيزنطية في الأناضول.

   كان العثمانيون يتميزون في المواجهة الحربية التي تمت بينهم وبين الشعوب البلقانية بوحدة الصف ووحدة الهدف ووحدة المذهب الديني وهو المذهب السني.

   التفكك السياسي والانحلال الدين والاجتماعي الذيأصاب الدولة البيزنطية وهذا سهل ضم أقاليم هذه الدولة إلى العثمانيين.

   ضعف الجبهة المسيحية نتيجة لعدم الثقة بين السلطات الحاكمة في الدولة البيزنطية وبلغاريا وبلاد الصرب والمجر ولذلك تعذر في معظم الأحيان تنسيق الخطط السياسية والعسكرية للوقوف ضد العثمانيين.

   الخلاف الديني بين روما والقسطنطينية أي بين الكاثوليكية والأرثوذكسية.

   ظهور النظام العسكري الجديد على أسس عقدية ومنهجية تربوية وأهداف ربانية وأشرف عليه خيرة قادة العثمانيين..
وفاة مارس 1361 العمر (80 عاما)
الثالث
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo11

السلطان مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل


مراد الأول
مراد الأول

السلطان مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل وأمه الأميرة البيزنطية هيلين وهي ذات أصول يونانية [1][2][3] ثالث سلاطين الدولة العثمانية، تولى الحكم بعد وفاة أبيه أورخان بن عثمان وكان ابن 36 عاما وقتها عام 1359م، واستمر حكمه 31 سنة (1359 - 1389). استولى على مدينة أدرنة 1362م وجعلها عاصمته وهزم التحالف البيزنطي البلغاري في معركتي ماريتزا 1363م وفتح بلاد الصرب بعدقوصوة 1389م وفيها استشهد وخلفه ابنه السلطان بايزيد الأول.
تنظيم السلطنة العثمانية

ولد السلطان مراد الأول عام 726 هـ الموافق عام 1326 توفي ( 15 يونيو 1361)، وهو العام الذي تولى فيه والده الحكم. وإليه يرجع الفضل بالنقلة النوعية من دويلة عثمانية قبلية إلى سلطنة قوية وتسمى بالسلطان عام 1383 م.
أنشأ نظام الديوان للجند والفرسان السباهي. وأنشأ نظام مقاطعتين هما الرومللي والأناضول.
بداية عهده وأول فتوحاته

حاول أمير دولة القرمان (علاء الدين) في أنقرة أن يعد جيشا مكونا من جيوش الأمراء المستقلين في آسيا الصغرى لقتال العثمانيين لكنه فوجئ بجيش مراد الأول يحيط بمدينة أنقرة فاضطر لعقد صلح معه يتنازل فيه عن أنقرة. كما زوجه ابنته.

استولى على مدينة أدرنة واستغل موقعها الفريد بوقوعها على ثلاثة أنهر وتحصيناتها العسكرية وقربها من مجريات العمليات العسكرية بجعلها عاصمة لسلطنته فبنى فيها دور العلم والمساجد لتنشئة الجيل القادم من العسكريين والقضاة ورجال الدولة المهرة، وكانت أدرنة ثان أهم مدينة بيزنطية بعد القسطنطينية، ثم فتح فيلبة فصارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين واضطر إمبراطورها لدفع الجزية، وبعدها حاول الأمراء الأوروبيون الاستنجاد بالبابا وبملوك أوروبا الغربية ضد المسلمين فلبى البابا النداء وبعث لملوك أوروبا عامة يطالبهم بشن حملة صليبية جديدة ولكن ملك الصرب لم يتوقع الدعم السريع فاستنهض الأمراء المجاورين له وهم أمراء البوسنة والأفلاق (جنوبى رومانيا) وعدد من فرسان المجر واتجهوا نحو أدرنة أثناء انشغال السلطان مراد الأول ببعض حروبه في آسيا الصغرى غير أن جيش العثمانيين أسرع للقائهم في هجوم ليلي مفاجئ وهزمهم هزيمة منكرة قرب نهر ماريتزا، وغرق أميرا الصرب في مياه النهر خلال فرارهما ونجا ملك المجر من الموت بأعجوبة، وكانت هذه المعركة حاسمة حيث ضمنت للإنكشارية لفتح مقدونيا.

قام السلطان مراد بتزويج ابنه بايزيد الأول من ابنة أمير كرميان لعقد نوع من الحلف بين الدولتين يستقوي به على أعدائه.
ضم بلغاريا

أغار الوزير ديمور طاش باشا على الصرب والبلغار لتأخرهم في دفع الجزية المتفق عليها، واحتلت صوفيا عام 784 هـ بعد حصار دام ثلاث سنوات وسقطت مدينة سالونيك اليونانية الشهيرة، وحاول أمير البلغار الانضمام لأمير الصرب للهجوم على الدولة أثناء انشغال السلطان في حروبه في الأناضول، ولكن الجيوش العثمانية داهمته واحتلت بعض الأجزاء من بلاده ففر إلى مدينة نيكوبولي فهزمه العثمانيون مرة أخرى وأسرته العساكر المسلمة وأخذ السلطان نصف بلاده، وأعطي أميرها أخير حكما شبه مستقل على النصف الآخر وهكذا خسرت بلغاريا استقلالها عمليا.
فتح الصرب وقهر تمرد ابن السلطان

تمرد عليه ابنه ساوجى بالاتفاق مع ابن إمبراطور القسطنطينية فأرسل إلى ابنه جيشا فقتله وقتل ابن الإمبراطور البيزنطي أيضا.

كان السلطان مراد يتوغل في بلاد البلقان بنفسه فحاول لازار ملك الصرب الانضمام للألبانيين ومحاربة العثمانيين فأدركه الجيش قبل وصوله إلى مبتغاه في سهل قوصوه (كوسوفو)، فدارت معركة عظيمة الأهوال بين الطرفين وانحاز صهر لازار إلى جانب المسلمين بفرقته المؤلفة من عشرة آلاف مقاتل فانهزم الصربيون ووقع ملكهم أسيرا بأيدى المسلمين، فقتلوه انتقاما لأفعاله الخسيسة بأسراه من المسلمين، وظل صدى هذه المعركة يتردد في أوروبا لفترة وفقدت الصرب استقلالها، وفي نهاية المعركة كان السلطان مراد يتفقد القتلى فقام إليه جندي صربي جريح من بين القتلى وطعنه بخنجر فأرداه قتيلا وكان ذلك عام 791 هـ الموافق 20 يونيو 1389م وقتل الجنود العثمانيون القاتل الصربي مباشرة.
تنظيم فرق الخيالة (السباهي)

قام الوزير ديمور طاش باشا بتنظيم فرق الخيالة التي عرفت باسم السباهي (وتعني الفرسان)، واختار الرايات الحمر رمزا لهم، وابتدع نظاما إقطاعيا بحيث يقطع كل فارس من السباهي أراض زراعية يزرعها أصحابها الأصليون ويدفعون للفارس جزءا من الخراج شريطة أن يقيم الفارس في إقطاعه وأن يجهز عدد ا من الجند على نفقته الخاصة عند الحروب، وكان حجم الأراضي وعدد الجند يحدد برتبة الفارس، وكان لخيالة السباهي دور كبير في العقيدة العسكرية العثمانية في الحروب التي تلت تشكيلهم.
أخلاقه وإيمانه الإسلامي

لم يكن مراد الأول يحارب لسفك الدماء أو شهوة في الملك ومما دلل على ذلك أنه عندما أسر أمير البلغار لم يقم السلطان مراد بإذلاله بل صرف له راتبا وجعله حاكما شبه مستقل على النصف الآخر من بلغاريا، كما عفا عن أمير القرمان الذي كان قد هادن السلطان من قبل، حيث اقتاده ديمور طاش باشا أسيرا بعد أن أعد العدة ليثور على العثمانيين فأعاد له كل بلاده شريطة أن يدفع الجزية محترما مركز علاء الدين كوالد زوجته.

كان يتضرع إلى الله بالدعاء ويؤمن بأن النصر من عنده وكان مما دعا به قبل معركة قوصوه : (يا الله يا رحيم يا رب السموات يا من تتقبل الدعاء لا تخزني يا رحمن يا رحيم استجب دعاء عبدك الفقير هذه المرة أرسل السماء علينا مدراراً وبدد سحب الظلام فنرى عدونا وما نحن سوى عبيدك المذنبين إنك الوهاب ونحن فقراؤك، ما أنا سوى عبدك الفقير المتضرع، وأنت العليم يا علام الغيوب والأسرار وما تخفي الصدور ليس لي من غاية لنفسي ولا مصلحة ولا يحملني طلب المغنم فأنا لا أطمع إلا في رضاك يا الله يا عليم يا موجود في كل الوجود أفديك بروحي فتقبل رجائي ولا تجعل المسلمين يبؤ بهم الخذلان أمام العدو، يا الله يا أرحم الراحمين لا تجعلني سبباً في موتهم، بل أجعلهم المنتصرين، إن روحي أبذلها فداءا لك يا رب إني وددت ولازلت دوماً أبغي الاستشهاد...)

كان من كلماته الأخيرة قبل وفاته: (لا يسعني حين رحيلي إلا أن أشكر الله إنه علام الغيوب المتقبل دعاء الفقير، أشهد إن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وليس يستحق الشكر والثناء إلا هو، لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيت نصر جند الإسلام. أطيعوا ابني يزيد، ولا تعذبوا الأسرى ولا تؤذونهم ولا تسلبوهم وأودعكم منذ هذه اللحظة وأودع جيشنا الظافر العظيم إلى رحمة الله فهو الذي يحفظ دولتنا من كل سوء)
وفاته

قُتل أثناء تفقُّده ساحة معركة قوصوه يوم 19 جمادى الآخرة 791هـ، المُوافق فيه 15 يونيو 1389م. قتله أحد نبلاء الصرب يدعى ميلوش كابيلوفج بعد أن أدعى أنه يريد أشهار إسلامه على يد السلطان مراد وخبأ خنجره بداخل ملابسه وقام اليه وكأنه يريد تقبيل يده. وسدد ضربه في صدر السلطان.
الرابع
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo12

السلطان بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل، (ولد عام 1345 وتوفي 8 مارس 1403، رابع سلاطين الدولة العثمانية حكم بين عام 1389 و1402. اعتلى العرش بعد مقتل أبيه السلطان مراد الأول، ومباشرة قضى على أخيه يعقوب خنقًا ليمنعه من القيام بانقلاب عليه. لقب باسم يلدرم أي الصاعقة نظرًا لحركته السريعة بجيوشه وتنقله بين عدة جهات بمنتهى السرعة وخلفه أبنه السلطان محمد الأول جلبي.
نشأته

كان في غاية الشجاعة والحماسة للجهاد في سبيل الله غير أنه امتاز عمن سبقوه بسرعة الحركة وقوة الانقضاض على أعدائه حتى لقب بالصاعقة أو يلدرم باللغة التركية، وكان مجرد ذكر اسم يلدرم يوقع الرعب في نفوس الأوروبين عمومًا وأهل القسطنطينية خصوصاً. تولى بايزيد الحكم بعد استشهاد أبيه مراد الأول في معركة كوسوفو سنة 791 هـ.
فتوحاته

كانت منطقة الأناضول أو آسيا الصغرى دائماً هي منطقة الانطلاق لأى سلطان جديد، ذلك لأن هذه المنطقة منقسمة على نفسها لعدة إمارات صغيرة يحكمها أمراء متغلبون على رقاب المسلمين فيها، وقد سعى السلطان مراد الأول لتوحيد الأناضول بعدة وسائل، ولم يكد ينجح في ذلك حتى انفرط العقد مرة أخرى، ثار هؤلاء الأمراء على العثمانيين وسببوا لهم الكثير من المتاعب، وكانت ثوراتهم المتكررة سبباً لصرف جهود العثمانيين عن حرب أوروبا، مما جعل الأوروبيين يلتقطون أنفسهم ويشكلوا تحالفات صليبية متكررة لمحاربة العثمانيين، وفي سنة 793 هـ استطاع بايزيد أن يضم إمارات منتشا، آيدين وصاروخان دون قتال بناءاً على رغبة سكان هذه الإمارات، وقد لجأ حكام هذه الإمارات إلى إمارة اصفنديار، كما تنازل له أمير القرمان علاء الدين عن جزء من أملاكه بدلاً من ضياعها كلها، وقد أشتهر علاء الدين هذا بالغدر والخيانة وأخبار جرائمه أيام السلطان مراد الأول مشهورة، لذلك فلم يكن مستغرباً على هذا الرجل أن يثور مرة أخرى أيام بايزيد مستغلاً انشغاله بالجهاد في أوروبا حيث قام علاء الدين بالهجوم على الحاميات العثمانية وأسر كبار قادة العثمانيين واسترد بعض الأراضى، فعاد بايزيد بسرعته المعهودة وانقض كالصاعقة على علاء الدين وفرق شمله وضم إمارة القرمان كلها للدولة العثمانية وتبعتها إمارة سيواس وتوقات، ثم شق بايزيد طريقه إلى إمارة اصفنديار التي تحولت لملجأ للأمراء الفارين، وطلب بايزيد من أمير اصفنديار تسليم هؤلاء الثوار فأبى فانقض عليه بايزيد وضم بلاده إليه، والتجأ الأمير ومن معه إلى تيمورلنك.
غزوه لأوربا
موقفه من الصرب

بعدما فرغ بايزيد من ترتيب الشأن الداخلى والقضاء على ثورات الأناضول، اتجه إلى ناحية أوروبا وبدأ أولى خطواته هناك بإقامة حلف ودي مع الصرب، حيث أصبت صربيا بمنزلة الحاجز القوى بين الدولة العثمانية وإمبراطورية المجر التي كانت وقتها أقوى الممالك الأوروبية وتلقب بحامية الصليب، وكانت علاقة المجر والصرب متوترة،

عين بايزيد "اصطفان بن لازار" ملكًا على الصرب عام 792 هـ مقابل دفع جزية سنوية وتقديم عدد من المقاتلين ينضمون للجيوش العثمانية وقت الحرب، كما أن بايزيد تزوج "أوليفير" أخت أصطفان.

كان بايزيد يهدف من محالفته للصرب إلى التفرغ للوسط الأوروبي والقسطنطينية لذلك فقد قام بتوجيه ضربة خاطفة إلى بلغاريا وفتحها سنة 797 هـ، وأصبحت بلغاريا من وقتها إمارة تابعة للدولة العثمانية، وفرض بايزيد على إمبراطور بيزنطة مانويل عدة شروط منها :

   إنشاء محكمة إسلامية وتعيين قضاة مسلمين بها للفصل في شؤون الرعية المسلمة بها.
   بناء مسجد كبير بها والدعاء فيه للخليفة العباسي بمصر ثم السلطان بايزيد في خطبة الجمعة.
   تخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية المسلمة بها.
   زيادة الجزية المفروضة على الدولة البيزنطية.

معركة نيقوبولس

   Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة نيقوبولس

كان سقوط بلغاريا وقبول مانويل للشروط السابقة بمثابة جرس الإنذار القوى لكل الأوروبيين خاصة ملك المجر سيجسموند والبابا بونيفاس التاسع، فاتفق عزم الرجلين على تكوين حلف صليبى جديد لمواجهة العثمانيين، واجتهد سيجسموند في تضخيم حجم هذا الحلف وتدويله، باشتراك أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة، وبالفعل جاء الحلف ضخماً يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات مثل: ألمانيا، فرنسا، إنجلترا، إسكتلندا، سويسرا وإيطاليا، ويقود الحلف سيجسموند ملك المجر. تحركت الحملة الصليبية سنة 800 هجرية، ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكراً، ذلك لأن سيجسموند قائد الحملة كان مغروراً لايستمع لنصيحة أحد من باقى قواد الحملة، وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال، فسيجسموند يؤثر الانتظار حتى تأتى القوات العثمانية، وباقى القواد يرون المبادرة بالهجوم، وبالفعل لم يستمعوا لرأى سيجسموند وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة نيكوبولس في شمال البلقان.

لم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر بايزيد ومعه مائة ألف مقاتل، أسفرت معركة نيكوبوليس عن نصر للعثمانيين كان له الأثر العميق في العالم الإسلامي، ووقعت بشارة الفتح في كل مكان مسلم، وأرسل بايزيد إلى كبار حكام العالم الإسلامي يبشرهم بالفتح وبالعديد من أسرى النصارى كهدايا وسبايا لهؤلاء الحكام باعتبارهم دليلاً مادياً على روعة النصر، وأرسل بايزيد إلى الخليفة العباسى بالقاهرة يطلب منه الإقرار على لقب سلطان الروم الذي اتخذه بايزيد دليلاً على مواصلة الجهاد ضد أوروبا حتى يفتحها كلها، ووافق الخليفة على ذلك، وانساح كثير من المسلمين إلى بلاد الأناضول حيث الدولة العثمانية القوية المظفرة.

قد اقسم السلطان بايزيد علي انه لن يتراجع عن غزو أوروبا قبل أن يطعم فرسه الشعير في مذبح القديس بطرس في الفاتيكان... كاد ان يفعل ذلك لولا هجوم تيمور لنك علي مملكته من الشرق

وانتقل إلى الأناضول عام 793 هـ، فضم إمارة "منتشا" وإمارة "آيدين" وإمارة "صاروخان" دون قتال. تنازل له أمير دولة القرمان عن جزء من أملاكه كى يبقى له الجزء الباقى كما فتح مدينة الأشهر وهي آخر مدينة كانت باقية للروم في غرب بلاد الأناضول. حاصر القسطنطينية عام 794 هـ وتركها محاصرة واتجه بجيش إلى الأفلاق (جنوب رومانيا) وعقد معاهدة مع حاكمها تقضى بسيادة العثمانيين وبدفع جزية سنوية إلى السلطان. تمرد عليه أمير دولة القرمان علاء الدين فواجهه وهزمه وأخذه وولديه أسرى.
معركة أنقرة

   Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة أنقرة

هزم بايزيد الأول أمام جيش تيمورلنك في معركة أنقرة يوم 19 ذو الحجة 804 هـ وأسر هو وولده موسى وحاول الفرار من الأسر ثلاث مرات وفشل فيها كلها، وتوفى في الأسر في 15 شعبان عام 805 هـ وسمح تيمورلنك بنقل جثمانه ليدفن في بورصة، وجاءت وفاته إيذانًا ببدء ما عرف لاحقًا باسم عهد الفترة الذي شهد حربًا أهلية بين أبنائه الأربعة على عرش السلطنة.
الخامس
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo13

محمد الأول

السلطان محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل ( 1390 - 26 مايو 1421 ) هو السلطان الخامس للدولة العثمانية والملقب بالجلاد. خلف أباه في السلطنة بعد أسره بيد تيمورلنك في وقعة (أنقرة) ووفاته سنة 805 / هـ. نازعه الملك إخوته: سليمان وموسى وعيسى، وكل منهم يدعي التقدم عليه في السلطنة وتمكن من التغلب عليهم وقتلهم. كانت مدة سلطنته التي دامت 19 سنة(1402 - 1421 ) حروبًا داخلية لإرجاع الإمارات السلجوقية التي استقلت في عهد الفترة الذي أعقب موت السلطان بايزيد الأول في الأسر، وكان السلطان بايزيد قد استولى عليها وألحقها بالدولة العثمانية. أنشأ أسطولاً بحريًا قويًا انتقى بحارته من أهل جنوه وكريت، ونقل كرسي المملكة من بورصة إلى أدرنه. كان محباً للشعر والأدب، شهماً محباً للعدل وأطلق عليه رعاياه لقب (جلبي) أي النبيل.

انتصر على أمير القرمان وعفا عنه، فعاد لقتاله فأسره مرة أخرى ثم عفا عنه، وفعل ذلك مع أمير أزمير فكان رحيمًا معهما على عكس ما كان مع إخوانه. ظهر الأمير مصطفى بن بايزيد أخو السلطان محمد والذي اختفى بعد معركة أنقرة وطالب أخاه بالحكم وسار عليه بجيش ولكن هزم ففر إلى سالونيك فطالب السلطان بتسليمه فأبى الإمبراطور ووعد بإبقائه تحت الإقامة الجبرية مادام السلطان على قيد الحياة فوافق السلطان وجعل لأخيه راتبًا شهريًا. توفى عام (824هـ) بعد أن أوصى لابنه مراد من بعده، وكان في أماسيا يوم وفاة أبيه وكتم خبر وفاة السلطان حتى وصل مراد لأدرنه بعد واحد وأربعين يومًا. ودفن السلطان محمد جلبى في بورصة وخلفه ابنه السلطان مراد الثاني.
السادس
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo14
السلطان مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل هو سادس السلاطين العثمانيين، عاش بين عامي ( يونيو 1404م - 3 فبراير 1451م)، أحب العربية فيعد أول من تعلم ومارس فن الخط العربي من سلاطين العثمانيين، كما أنه كان ينظم الشعر ويتقنه ، و هو أبو محمد الفاتح الشهير.
فترة حكمه

تولى السلطنة بعد وفاة أبيه عام 824 هـ وكان عمره لايزيد على 18 عاما ( 1421 - 1444 ) و (1446 - 1451 ). فترة حكمه تميزت بحروب طويلة الأمد مع مسيحيي البلقان والإمارات التركية في الأناضول . أراد مراد أن يعيد توحيد أملاك السلطنة في الأناضول والتي كان تيمورلنك قد سلخها عن الدولة العثمانية ، حتى يستطيع التفرغ للتوسع في أوروبا كما كان الحال في عهد السلطان بايزيد الأول.

لكن أعداءه لم تمهله ذلك ، حيث قام إمبرطور القسطنطينية بتهديده بإطلاق سراح عمه مصطفى إن لم تعقد السلطنة معه هدنة ، فلم يستجب له مراد ، فتم إطلاق مصطفى مع قوة بيزنطية ، كان نتيجية ذلك انشقاق عدد من قوات السلطنة و انقلابها على مراد لصالح عمه ، لكن مراد تمكن من النيل من عمه وإنهاء الثورة ، كما أن قمع ثورة داخلية أخرى كان قد تزعمها أحد إخوته ، و من ثم استمر بمحاولاته لتوحيد الأراضي الأسيوية المنسلخة حتى تم له ما أراد.

خاض السلطان مراد حروبا طويلة في البلقان ضد مملكة الصرب و ألبانيا و الفلاخ (جزء من رومانيا حاليا) بالإضافة إلى هنغاريا ، و استمر النصر حليفه حتى قابل قائد القوات المجري (الهنغاري) المدعو إيوان دي هونيدوارا ، و الذي أنزل هزائما عديدة بجيوش السلطنة العثمانية مجبرا مراد الثاني على القبول بالصلح.
تخليه عن الحكم

سئم مراد الثاني مسؤلية الحكم و اراد أن يتفرغ للعبادة ، فتنازل عن الملك لابنه محمد الثاني ( محمد الفاتح ) بغية التفرغ للعبادة ، و لم يكن ابنه قد تجاوز الرابعة عشرة من العمر.
إيوان دي هونيدوارا

لم يلبث السلطان مراد أن عاد إثر نقض ملك المجر للصلح المبرم مع العثمانيين بتحريض من مندوب البابا الذي أفتى أن عدم رعاية الميثاق مع المسلمين لا يعد خيانة ، مما دفع السلطان مراد بالسير على رأس جيشه إلى البلقان مجددا ، فانتهت معاركه العديدة مع المجريين بمقتل ملك المجر وتقهقر إيوان دي هونيدوارا .
تخليه عن الحكم للمرة الثانية

عاد مراد للعزلة مرة أخرى لكن ثورة إسكندر بك (أحد أمراء ألبانيا الذي كما يبدو كان قد تظاهر بالإسلام) أعادته للواجهة مرة أخرى ، حيث استغل هذا الثائر صغر سن محمد الثاني ليشق الصف العثماني مستعملا بعض الانكشارية والجند التي أيدته . تراجع إسكندر بك إلى ألبانيا حيث أراد أن يستقل عن أملاك السلطنة ، و ناصره معه عدد من أشراف البلاد ، و خلاصة الأمر أن اسكندر بك استطاع أن يحتفظ بأراض واسعة من ألبانيا ،

توفي السلطان مراد قبل أن يمهله القدر لإنهاء هذا الأمر ، و لكن جهوده في إعادة توحيد الولايات العثمانية و توطيد الأمن على الحدود الأوروبية كانت العتبة التي صعد عليها ابنه محمد ليفتح القسطنطينية و يسيطر على ما تبقى من الأراضي البلقانية ، و يذكر المؤرخون أن مراد الثاني كان أول من استعمل سلاح المدفعية في التاريخ العسكري العثماني وخلفه ابنه السلطان محمد الفاتح .
السابع
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo10
لسلطان الغازي محمد الثاني الفاتح (بالتركية العثمانية: فاتح سلطان محمد خان ثانى؛ وبالتركية الحديثة: Fatih Sultan Mehmed Han II أو II. Mehmed) والذي عُرف في أوروبا خلال عصر النهضة باسم "Mahomet II"، وهو ذات اللفظ الذي كان الأوربيون يلفظون به اسم نبي الإسلام،[3][4] هو سابع سلاطين الدولة العثمانية وسلالة آل عثمان، يُلقب، إلى جانب "الفاتح"، بأبي الفتوح وأبو الخيرات، وبعد فتح القسطنطينية أضيف لقب "قيصر" إلى ألقابه وألقاب باقي السلاطين الذين تلوه.[5] حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا عرفت توسعًا كبيرًا للخلافة الإسلامية.

يُعرف هذا السلطان بأنه هو من قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرّت أحد عشر قرنًا ونيفًا، ويعتبر الكثير من المؤرخين هذا الحدث خاتمة العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة،[6][7] وعند الأتراك فهذا الحدث هو "فاتحة عصر الملوك" (بالتركية: çağ açan hükümdar).

تابع السلطان محمد فتوحاته في آسيا، فوحّد ممالك الأناضول، وتوغّل في أوروبا حتى بلغراد. من أبرز أعماله الإدارية دمجه للإدارات البيزنطية القديمة في جسم الدولة العثمانية المتوسعة آنذاك. يُلاحظ أن محمد الثاني لم يكن أول حاكم تركي للقسطنطينية، فقد كان أحد الأباطرة الروم السابقين، والمدعو "ليون الرابع" (باليونانية: Λέων Δ΄) من أصول خزرية، وهؤلاء قوم من الترك شبه رحّل كانوا يقطنون سهول شمال القوقاز. كان محمد الثاني عالي الثقافة ومحبًا للعلم والعلماء، وقد تكلّم عدداً من اللغات إلى جانب اللغة التركية، وهي: الفرنسية، اللاتينية، اليونانية، الصربية، الفارسية، العربية، والعبرية.[8][9]
بداية حياته
إخبار نبي الإسلام عنه
نبوءة النبي محمد حول فتح القسطنطينية، منقوشة على إحدى بوابات آيا صوفيا.

يؤمن المسلمون بأن النبي محمد بن عبد الله تحدث عن أمير من أفضل أمراء العالم، وأنه هو من سيفتح القسطنطينية ويُدخلها ضمن الدولة الإسلامية، فقد ورد في مسند أحمد بن حنبل في الحديث رقم 18189:
 
محمد الفاتح حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ [10]
 
محمد الفاتح
مولده ونشأته
رسم بيد السلطان محمد الثاني مأخوذ من كتاب رسوماته عندما كان صبيّا، وتظهر في الأعلى طغرائه المكونة من حروف متشابكة.

وُلد محمد الثاني، للسلطان "مراد الثاني" و"هما خاتون"،[1][11] فجر يوم الأحد بتاريخ 20 أبريل، 1429 م، الموافق في 26 رجب سنة 833 هـ في مدينة أدرنة، عاصمة الدولة العثمانية آنذاك.[12] عندما بلغ محمد الثاني ربيعه الحادي عشر أرسله والده السلطان إلى أماسيا ليكون حاكمًا عليها وليكتسب شيءًا من الخبرة اللازمة لحكم الدولة، كما كانت عليه عادة الحكّام العثمانيين قبل ذلك العهد. فمارس محمد الأعمال السلطانية في حياة أبيه، ومنذ تلك الفترة وهو يعايش صراع الدولة البيزنطية في الظروف المختلفة، كما كان على اطلاع تام بالمحاولات العثمانية السابقة لفتح القسطنطينية، بل ويعلم بما سبقها من محاولات متكررة في العصور الإسلامية المختلفة.[13] وخلال الفترة التي قضاها حاكماً على أماسيا، كان السلطان مراد الثاني قد أرسل إليه عددًا من المعلمين لكنه لم يمتثل لأمرهم، ولم يقرأ شيئاً، حتى أنه لم يختم القرآن الكريم، الأمر الذي كان يُعد ذا أهمية كبرى، فطلب السلطان المذكور، رجلاً له مهابةٌ وحدّة، فذكر له المولى "أحمد بن إسماعيل الكوراني"، فجعله معلمًا لولده وأعطاه قضيبًا يضربه به إذا خالف أمره، فذهب إليه، ودخل عليه والقضيب بيده، فقال: "أرسلني والدك للتعليم والضرب إذا خالفت أمري"، فضحك السلطان محمد الثاني من ذلك الكلام، فضربه المولى الكوراني في ذلك المجلس ضربًا شديدًا، حتى خاف منه السلطان محمد، وختم القرآن في مدة يسيرة.[14]

هذه التربية الإسلامية كان لها الأثر الأكبر في تكوين شخصية محمد الفاتح، فجعلته مسلمًا مؤمنًا ملتزمًا بحدود الشريعة، مقيدًا بالأوامر والنواهي، معظمًا لها ومدافعًا عن إجراءات تطبيقها، فتأثر بالعلماء الربانيين، وبشكل خاص معلمه المولى "الكوراني" وانتهج منهجهم.[15] وبرز دور الشيخ "آق شمس الدين" في تكوين شخصية محمد الفاتح وبث فيه منذ صغره أمرين هما: مضاعفة حركة الجهاد العثمانية، والإيحاء دومًا لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصود بالحديث النبوي، لذلك كان الفاتح يطمع أن ينطبق عليه حديث نبي الإسلام.[13]
اعتلاؤه العرش للمرة الأولى وتنازله عنه

   Crystal Clear app kdict.png مقالات مفصلة: مراد الثاني
   معركة فارنا
   الإمبراطورية النمساوية المجرية

السلطان مراد الثاني، والد السلطان محمد الفاتح.
معركة فارنا، بريشة "يان ماتيكو".

في 13 يوليو سنة 1444 م، الموافق 26 ربيع الأول سنة 848 هـ، أبرم السلطان مراد الثاني معاهدة سلام مع إمارة قرمان بالأناضول، وعقب ذلك توفي أكبر أولاد السلطان واسمه علاء الدين، فحزن عليه والده حزنًا شديدًا وسئم الحياة،[16][17] فتنازل عن الملك لابنه محمد البالغ من العمر أربع عشرة سنة، وسافر إلى ولاية أيدين للإقامة بعيدًا عن هموم الدنيا وغمومها.[18] لكنه لم يمكث في خلوته بضعة أشهر حتى أتاه خبر غدر المجر وإغارتهم على بلاد البلغار غير مراعين شروط الهدنة اعتمادًا على تغرير الكاردينال "سيزاريني"، مندوب البابا، وإفهامه لملك المجر أن عدم رعاية الذمة والعهود مع المسلمين لا تُعد حنثًا ولا نقضًا.[18]

وكان السلطان محمد الثاني قد كتب إلى والده يطلب منه العودة ليتربع على عرش السلطنة تحسبًا لوقوع معركة مع المجر، إلا أن مراد رفض هذا الطلب. فرد محمد الثاني الفاتح : «إن كنت أنت السلطان فتعال وقف على قيادة جيشك ورياسة دولتك وإن كنت أنا السلطان فإني آمرك بقيادة الجيش». وبناءً على هذه الرسالة، عاد السلطان مراد الثاني وقاد الجيش العثماني في معركة فارنا، التي كان فيها النصر الحاسم للمسلمين بتاريخ 10 نوفمبر سنة 1444 م، الموافق في 28 رجب سنة 848 هـ.[19]

لم تطل إقامته أكثر من ثلاثة أشهر إذ اضطر للعودة إلى أدرنة قاعدة الدولة حيث استصغر قادة الجيش العثمانيين من الانكشارية السلطان الصغير، إذ عصوا أمره، ونهبوا المدينة، ووصل السلطان فأدب القادة وأشغلهم بالقتال في بلاد اليونان[20].

يُقال بأن عودة السلطان مراد الثاني إلى الحكم كان سببها أيضًا الضغط الذي مارسه عليه الصدر الأعظم "خليل جندرلي باشا"، الذي لم يكن مولعًا بحكم محمد الثاني، بما أن الأخير كان متأثرًا بمعلمه المولى "الكوراني" ويتخذ منه قدوة، وكان الكوراني على خلاف مع الباشا.
الفترة في مانيسا (1446-1451)
موقع مانيسا في تركيا.

انتقل السلطان محمد الثاني إلى مانيسا الواقعة بغرب الأناضول بعد ثورة الإنكشارية عليه، وبعد أن جمعهم والده وانتقل لخوض حروبه في أوروبا. ليس هناك من معلومات كثيرة تفيد بالذي قام به السلطان محمد في الفترة التي قضاها في مدينة مانيسا، ولكن يُعرف أنه خلال هذه الفترة، تزوج السلطان بوالدة ولي العهد، كما كان يُطلق على زوجات السلاطين، "أمينة گلبهار" ذات الجذور اليونانية النبيلة،[21] من قرية "دوفيرا" في طرابزون،[21] والتي توفيت بعد ذلك عام 1492 بعد أن أنجبت السلطان بايزيد الثاني.[22] وكان السلطان مراد الثاني قد عاد إلى عزلته مرة أخرى بعد أن انتصر على المجر واستخلص مدينة فارنا منهم، لكنه لم يلبث فيها هذه المرة أيضا، لأن عساكر الإنكشارية ازدروا ملكهم الفتى محمد الثاني وعصوه ونهبوا مدينة أدرنة عاصمة الدولة، فرجع إليهم السلطان مراد الثاني في أوائل سنة 1445 وأخمد فتنتهم. وخوفًا من رجوعهم إلى إقلاق راحة الدولة، أراد أن يشغلهم بالحرب، فأغار على بلاد اليونان والصرب طيلة سنواته الباقية، وفتح عددًا من المدن والإمارات وضمها إلى الدولة العثمانية.[19] تزوج السلطان محمد في هذه الفترة أيضا بزوجته الثانية "ستّي مكرم خاتون" الأميرة من سلالة ذي القدر التركمانية.[23][24]

قام محمد الفاتح خلال المدة التي قضاها في مانيسا، بضرب النقود السلجوقية باسمه،[25] وفي أغسطس أو سبتمبر من عام 1449، توفيت والدته،[26] وبعد هذا بسنة، أي في عام 1450، أبرم والده صلحًا مع "اسكندر بك"، أحد أولاد "جورج كستريو" أمير ألبانيا الشمالية الذين كان السلطان مراد الثاني قد أخذهم رهائن وضمّ بلاد أبيهم إليه بعد موته. وكان اسكندر المذكور قد أسلم، أو بالأحرى تظاهر بالإسلام لنوال ما يكنه صدره وأظهر الإخلاص للسلطان حتى قرّبه إليه، ثم انقلب عليه أثناء انشغاله بمحاربة الصرب والمجر، وبعد عدد من المعارك لم يستطع الجيش العثماني المنهك استرجاع أكثر من مدينتين ألبانيتين،[27] فرأى السلطان مصالحة البك ريثما يعود ليستجمع جيشه قوته ثم يعود لفتح مدينة "آق حصار".[28][29]
اعتلاؤه العرش للمرة الثانية وفتح القسطنطينية
تربّع السلطان محمد الثاني على عرش الدولة العثمانية.
الدولة العثمانية والدول والإمارات المحيطة بها عام 1450، أي قبل تربّع محمد الثاني على العرش بسنة واحدة.

عاد السلطان مراد الثاني إلى أدرنة، عاصمة ممالكه ليُجهز جيوشًا جديدة كافية لقمع الثائر على الدولة، "اسكندر بك"، لكنه توفي في يوم 7 فبراير سنة 1451، الموافق في 5 محرم سنة 855هـ. وما أن وصلت أنباء وفاة السلطان إلى ابنه محمد الثاني، حتى ركب فوراً وعاد إلى أدرنة حيث توّج سلطانا للمرة الثانية في 19 فبراير من نفس العام،[30] وأقام جنازة لوالده الراحل وأمر بنقل الجثمان إلى مدينة بورصة لدفنه بها،[31] وأمر بإرجاع الأميرة "مارا" الصربية إلى والدها، أمير الصرب المدعو "جورج برنكوفيتش"، الذي زوّجها للسلطان مراد الثاني عندما أبرم معه معاهدة سلام قرابة عام 1428.[32][33]

عندما تولى محمد الثاني الملك بعد أبيه لم يكن بآسيا الصغرى خارجًا عن سلطانه إلا جزء من بلاد القرمان ومدينة "سينوب" ومملكة طرابزون الروميّة. وصارت مملكة الروم الشرقية قاصرة على مدينة القسطنطينية وضواحيها. وكان إقليم "موره" مجزءاً بين البنادقة وعدّة إمارات صغيرة يحكمها بعض أعيان الروم أو الإفرنج الذين تخلفوا عن إخوانهم بعد انتهاء الحروب الصليبية، وبلاد الأرنؤد وإيبيروس في حمى إسكندر بك سالف الذكر، وبلاد البشناق المستقلة، والصرب التابعة للدولة العثمانية تبعية سيادية، وما بقي من شبه جزيرة البلقان كان داخلاً تحت سلطة الدولة كذلك.[32]
الإعداد للفتح
قلعة روملي حصار كما تبدو اليوم، كما يراها الناظر من مضيق البوسفور.

أخذ السلطان محمد الثاني، بعد وفاة والده، يستعد لتتميم فتح ما بقي من بلاد البلقان ومدينة القسطنطينية حتى تكون جميع أملاكه متصلة لا يتخللها عدو مهاجم أو صديق منافق، فبذل بداية الأمر جهودًا عظيمة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون جندي، وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للغزو الكبير المنتظر، كما أعتنى الفاتح بإعدادهم إعدادًا معنويًا قويًا وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء النبي محمد على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم الجيش المقصود بذلك، مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير، كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائمهم.[32]

أراد السلطان، قبل أن يتعرض لفتح القسطنطينية أن يُحصّن مضيق البوسفور حتى لا يأتي لها مدد من مملكة طرابزون، وذلك بأن يُقيم قلعة على شاطئ المضيق في أضيق نقطة من الجانب الأوروبي منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد في البر الآسيوي.[34] ولمّا بلغ إمبراطور الروم هذا الخبر أرسل إلى السلطان سفيرًا يعرض عليه دفع الجزية التي يُقررها،[32] فرفض الفاتح طلبه وأصر على البناء لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى 82 مترًا، وأطلق عليها اسم "قلعة روملي حصار" (بالتركية: Rumeli Hisarı)، وأصبحت القلعتان متقابلتين، ولا يفصل بينهما سوى 660 مترًا، تتحكمان في عبور السفن من شرقي البوسفور إلى غربه وتستطيع نيران مدافعهما منع أية سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة.[34] كما فرض السلطان رسومًا على كل سفينة تمر في مجال المدافع العثمانية المنصوبة في القلعة، وكان أن رفضت إحدى سفن البندقية أن تتوقف بعد أن أعطى العثمانيون لها عدداً من الإشارات، فتمّ إغراقها بطلقة مدفعية واحدة فقط.[35]
مدفع سلطاني عثماني مماثل للمدفع الذي استخدم عند حصار القسطنطينية. تمّ صب هذا المدفع عام 1464، وهو الآن موجود في متحف الترسانة الملكية البريطانية.

اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الأسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية، ومن أهمها المدافع، التي أخذت اهتمامًا خاصًا منه حيث أحضر مهندسًا مجريًا يدعى "أوربان" كان بارعًا في صناعة المدافع، فأحسن استقباله وو


عدل سابقا من قبل Admin في الثلاثاء 6 مايو - 6:44 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان الثامن (بايزيد) السلطان التاسع(سليم الغازي)السلطان العاشر (سليمان القانون) حريم السلطان   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 6:39

الثامن
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo20

'بايزيد خان الثاني' بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل ثامن السلاطين العثمانيين، عاش بين عامي ( 3 ديسمبر 1447 - 26 مايو 1512)، وتقلد الحكم منذ عام (1481 - 1512)، عرف عنه أنه كان يؤلف الشعر، ويؤلف الموسيقى ويتقن فن الخط العربي.

ولد بايزيد في القرن التاسع الهجري، وكان أكبر أولاد أبيه السلطان محمد الفاتح.[1] حكم في عهد أبيه مقاطعة أماسيا. تولى السلطنة بعد أبيه بعد أن نازعه أخوه جم عليها. حصلت خلافات في عهده بين دولته والدولة المملوكية وتحاربت الدولتان حربا تم إبرام صلح بعدها.

وصلت الغزوات في عهده لدولة البندقية التي انتصر عليها، فاستنجدت بملك فرنسا والبابا، فقامت حروب صليبية بين الطرفين. ظهرت في عهده دولة روسيا سنة 886 هـ وأرسلت له سفيرها عام 897 هـ. أجبر من قبل الانكشارية في آخر حياته على التنازل عن الحكم لابنه سليم الأول سنة 918 هـ وهي نفس السنة التي توفي فيها وخلفه ابنه السلطان سليم الأول.


التاسع
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo18
السلطان الغازي سليم الأوّل القاطع (بالتركية العثمانية: غازى ياوز سلطان سليم خان أول؛ وبالتركية الحديثة: Yavuz Sultan Selim Han I أو I. Selim) هو تاسع سلاطين الدولة العثمانية وخليفة المسلمين الرابع والسبعون، وأوّل من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان. حكم الدولة العثمانية من سنة 1512 حتى سنة 1520.[3] يُلقب "بالقاطع" أو "الشجاع" عند الأتراك نظرًا لشجاعته وتصميمه في ساحة المعركة، ويُعرف بالغرب بأسماء سلبية، فعند الإنگليز مثلا سمي "سليم العابس" (بالإنگليزية: Selim the Grim)، نظرًا لما يقوله بعض المؤرخين بأنه كان دائمًا متجهم الوجه. وعند الفرنسيين عرف باسم سليم الرهيب (بالفرنسية: Selim le terrible).

وصل سليم إلى تخت السلطنة بعد انقلاب قام به على والده، "بايزيد الثاني"، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح بمؤازرتهم بمطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق له منازع في الحكم. وفي عهده ظهرت السلالة الصفوية الشيعية في إيران وأذربيجان، ونشبت بينها وبين العثمانيين حرب ضروس انتصر فيها السلطان سليم، ومن ثمّ حوّل أنظاره نحو السلطنة المملوكية فغزا أراضيها وقضى عليها نهائيًا بعد أن استمرت 267 سنة.

يتميز عهد السلطان سليم الأول عما سبقه من العهود بأن الفتوحات تحولّت في أيامه من الغرب الأوروبي إلى الشرق العربي،[4] حيث اتسعت رقعة الدولة اتساعًا كبيرًا لشملها بلاد الشام والعراق والحجاز وتهامة ومصر، حتى بلغت مساحة أراضيها حوالي مليار فدّان يوم وفاته. وكان من نتيجة فتوحات السلطان سليم أن ازدهرت الدولة العثمانية في أيام خليفته، "سليمان الأوّل"، بعد أن أصبحت إحدى أهم دروب التجارة البريّة: طريق الحرير ودرب التوابل، تمر في أراضي الدولة، ولاكتسابها عدد من المرافئ المهمة في شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر.[5]
وُلد سليم الأول للسلطان "بايزيد الثاني بن محمد الفاتح" و"عائشة گلبهار خاتون"، الأميرة من سلالة ذي القدر التركمانية،[6] في 10 أكتوبر سنة 1470م، الموافقة سنة 872 هـ، في مدينة أماسيا على ساحل البحر الأسود في الأناضول. وهو أحد الأولاد الذكور الثمانية للسلطان بايزيد، الذين توفي منهم خمسة في صغرهم وبقي اثنان إلى جانب سليم هما "كركود" و"أحمد".[7] وكان هؤلاء الأمراء يختلفون في المشارب والآراء، فكان "كركود" محبًا للعلوم والآداب والفنون ومشتغلاً بمجالسة العلماء والدراسة، لذا كان يمقته الجيش لعدم ميله للحرب، وكان "أحمد" محبوبًا لدى الأعيان والأمراء، وكان الصدر الأعظم "علي باشا" مخلصًا له. أما سليم فكان محبًا للحرب شرس الطباع ومحبوبًا لدى الجند عمومًا والإنكشارية خصوصًا.[8] وخوفًا من وقوع الشقاق بين الأمراء لاختلافهم في وجهات النظر وتباينهم في الآراء، قام السلطان بايزيد بالتفريق بين أبنائه وعيّن "كركود" واليًا على إحدى الولايات البعيدة، و"أحمد" على أماسيا، وسليمًا على طرابزون.[9]
حكم طرابزون

تولّى سليم إدارة سنجق طرابزون وهو ما زال في ربيعه الحادي عشر، واستمر يديره بحزم ودراية طيلة 29 سنة، من عام 1481 حتى عام 1510، فعاصر الأيام الأولى لبروز السلالة الصفوية في إيران وأذربيجان، وأدرك أن نفوذ الصفويين المتوسع شيءًا فشيئًا قد يُشكل خطرًا على الدولة العثمانية في المستقبل.[10] أتقن سليم اللعبة السياسية خلال حكمه طرابزون وبرع فيها، فحسّن العلاقات العثمانية مع دول الجوار، وحمل على جورجيا عدّة حملات عسكرية لمعاقبة حكّامها على ما أطلقوه من الدعاية المعادية للعثمانيين، فغزا مدن قارص وأرضروم وأرتڤين الخاضعة للسيادة الجورجيّة، وضمها للدولة العثمانية سنة 1508،[11] وكان من نتيجة ذلك أن اعتنق جميع الجورجيين المقيمين في تلك المدن الإسلام دينًا، وازداد تعلّق الجنود بسليم وإخلاصهم له على ما أظهره من الشجاعة وحسن التنظيم في تلك الحملات.[9][12] وخلال هذه الفترة تزوّج سليم بوالدة وليّ العهد، كما كان يُطلق على زوجات السلاطين، "عائشة حفصة خاتون" التي اختلف المؤرخون في تحديد أصلها ونسبها،[9] وأنجب منها ولدًا ذكرًا هو "سليمان"، في 27 أبريل سنة 1495م، الموافق في أوّل شعبان سنة 900هـ.[13]
في أواخر عهد السلطان بايزيد أضرم أولاده نار الحروب الداخلية لأسباب متعددة، ولم تخمد إلا بعد وفاته. فقد أقدم السلطان على تعيين الأمير سليمان بن ابنه سليم واليًا على "كافا" من بلاد القرم، فلم يرض سليم بهذا التعيين، بل ترك مقر ولايته وسافر إلى كافا بالقرم، وأرسل إلى أبيه يطلب منه تعيينه في إحدى ولايات أوروبا، فلم يقبل السلطان بل أصرّ على بقائه بطرابزون. وفي ذات الوقت خشي "أحمد" أكبر أولاد السلطان من أن سليمًا يسعى إلى العرش، فاغتنم مسألة انتصاره حديثًا على جيش مكوّن من تحالف تركماني-صفوي في آسيا الصغرى، وسار إلى القسطنطينية على رأس جنوده ليستعرض مقدرته العسكرية أمام والده وأشقاءه على حد سواء.[14] وما أن علم سليم بفعل أخيه حتى أثار فتنة في تراقيا وعصى والده جهارًا، وسار بجيش جمعه من قبائل التتار إلى بلاد الروملّي، فأرسل والده جيشًا لإرهابه، لكنه لمّا وجد من ابنه التصميم على المحاربة وعدم ارتداعه، قبل تعيينه بأوروبا حقنًا للدماء، وعينه واليًا على مدينتيّ "سمندريه" و"ڤيدن" في الصرب، ورفض السماح لابنه الآخر "أحمد" بالدخول إلى العاصمة خوفًا من أن يُقدم الأخير على خلعه أو قتله ليتولى مقاليد السلطنة.[15]

ولمّا وصل إلى "كركود" خبر نجاح أخيه سليم في مسعاه، انتقل إلى ولاية صاروخان واستلم إدارتها بدون أمر أبيه ليكون قريبًا من القسطنطينية عند الحاجة.[7] وفي ذلك الوقت كان السلطان بايزيد قد دعا ديوانه للانعقاد والتشاور في مسألة تنصيب أحد الأمراء خلفًا له، فاستقر الرأي على تنصيب الأمير "أحمد" سلطانًا، فغضب سليم ما أن وصله الخبر، وأعلن الثورة على والده، فسار إلى مدينة أدرنة واستولى عليها وأعلن نفسه سلطانًا،[16] فأرسل والده إليه جيشًا قوامه 40,000 رجل فهزمه في الثالث من أغسطس سنة 1511 وألجأه إلى الفرار ببلاد القرم. وأرسل جيشًا آخر لمحاربة "كركود" بآسيا الصغرى، فهزمه أيضًا وفرّق جيشه، ثم كتب إلى "أحمد" يطلب منه المجيء إلى القسطنطينية فورًا وتولّي مقاليد الحكم،[17][18] فدخل المدينة في اليوم التالي وأًعلن سلطانًا، ويُقال أن من أشاد بضرورة تنصيب "أحمد" على العرش كان الصدر الأعظم "علي باشا"، الذي لم يؤمن بأحقية سليم أو كركود في خلافة بايزيد.[19]
تنصيب سليم الأوّل سلطانًا.

ثار الإنكشارية في المدينة بعد أن تمّ تنصيب الأمير أحمد على العرش العثماني، ورفضوا الاعتراف به حاكمًا عليهم وطالبوا السلطان بايزيد بالعفو عن ابنه سليم وإعادته إلى ولاية سمندرية لشدة تعلقهم به، واعتقادهم بأنه هو الوحيد المؤهل لدرء الخطر الصفوي عن الدولة العثمانية، لا سيما وأن شاه الصفويين، "إسماعيل الأول بن حيدر"، كان يناصر الأمير أحمد في نضاله للوصول إلى سدّة الحكم،[16] فخاف الإنكشارية من أن يبدأ الصفويين بالتدخل في الشؤون التركية وينشروا المذهب الشيعي في البلاد كما فعلوا في إيران وأذربيجان، وكان سليمًا يشاطرهم هذا الخوف ويحمل كرهًا شديدًا للشاه بفعل دعمه لأخيه.[16] وبناءً على إلحاح الإنكشارية، عفا السلطان عن ابنه سليم وسمح له بالعودة إلى ولايته، وفي أثناء توجهه إليها قابله الإنكشارية وأتوا به إلى القسطنطينية باحتفال زائد وساروا به إلى سراي السلطان وطلبوا منه التنازل عن المُلك لولده المذكور، فقبل وتنحّى عن العرش في يوم 25 أبريل سنة 1512م، الموافق في 8 صفر سنة 918هـ،[10][18] وتولّى سليم مقاليد الحكم رسميًا في الثالث والعشرين من مايو من نفس السنة.[20][21]

وبعد أن تنازل بايزيد عن الحكم، سافر للإقامة ببلدة "ديموتيقا"، فتوفي في الطريق يوم 26 مايو سنة 1512م، الموافق في 10 ربيع الأول سنة 918هـ،[22] ويدعي بعض المؤرخين أن سليم دس إليه السم خوفًا من رجوعه إلى منصة المُلك، بينما جاء في رسالة بعث بها الأمير أحمد إلى سلطان المماليك أن والده توفي لأسباب طبيعية.[16] بهذه العقلية العسكرية والتسلط غير المحدود الذي تمتع به سليم الأول، استطاع أن يصل إلى تخت السلطنة، رغم ما وُضع في وجهه من عوائق.
عتلاؤه العرش ومحاربة إخوته
رسم للسلطان سليم على تخت السلطنة من قصر الباب العالي.
جيش السلطان سليم يُقاتل جنود أخاه أحمد.

أقدم سليم بعد أن تُوّج سلطانًا على توزيع المكافآت على الإنكشارية كما جرت العادة قبل عهده، وزاد من ضرورتها في أيامه أنه لم يكن ليتربع على العرش لولا مساعي هؤلاء وضغطهم على والده.[23] وما أن تولّى سليم مقاليد الحكم حتى أعلن أخاه أحمد العصيان ورفضه الخضوع له، ونصب نفسه حاكمًا على أنقرة، وأرسل ابنه "علاء الدين" فاحتل مدينة بورصة في 19 يونيو سنة 1512،[16] وراسل الوزير "مصطفى باشا" يخبره عن عزمه توطيد نفوذه وخلع أخيه ووعده بمنصب كبير إن نقل إليه جميع تحركات سليم ونواياه.[16]

وكان السلطان سليم قد عقد العزم على القضاء على إخوته وأولاد إخوته حتى يهدأ باله بداخليته ولا يبقى له منازعٌ في المُلك، فعيّن ابنه سليمان حاكمًا للقسطنطينية، وسافر بجيوشه إلى آسيا الصغرى، فاقتفى أثر أخيه أحمد إلى أنقرة، ولم يتمكن من القبض عليه لوصول خبر قدومه إليه عن طريق الوزير "مصطفى باشا". لكن علم السلطان بهذه الخيانة فقتل الوزير شر قتلة جزاءً له وعبرة لغيره، ثم ذهب إلى بورصة حيث قبض على خمسة من أولاد إخوته بما فيهم "علاء الدين" سالف الذكر، وأمر بقتلهم جميعًا.[24]

وبعدها توجّه بسرعة إلى صاروخان مقر أخيه "كركود" ففر منه إلى الجبال، وبعد البحث عنه عدّة أسابيع قُبض عليه وقُتل.[23] أما أحمد فجمع جيشًا من محازبيه وقاتل الجنود العثمانية، فانهزم وقُتل بالقرب من مدينة يكي شهر في يوم 24 أبريل سنة 1513م، الموافق في 17 صفر سنة 919هـ.[25]

وبهذا استفرد سليم بالحكم واطمأن خاطره من جهة داخليته، فعاد إلى مدينة أدرنة حيث كان بانتظاره سفراء من قبل جمهورية البندقية ومملكة المجر ودوقيّة موسكو والسلطنة المملوكيّة، فأبرم مع جميعهم هدنة لمدة طويلة بما أن مطامعه كانت متجهة إلى بلاد فارس التي كانت أخذت في النموّ والاتساع في عصر ملكها، الشاه "إسماعيل الأوّل بن حيدر الصفوي".[26]
الحملة الصفويّة
خلفيّة النزاع

   Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: صفويون
   إسماعيل الصفوي

الدولة الصفوية في سنة 1512.

ظهرت السلالة الصفويّة الشيعية في إيران على يد الشاه "إسماعيل الأوّل بن حيدر الصفوي" عام 1499، واستطاعت بزعامته أن تهدد بالخطر إمبراطورية العثمانيين في الشرق،[16] حيث كان إسماعيل قد وسّع من نفوذه وضمّ إلى ملكه عدد من البلدان، فكان قد فتح ولاية شيروان، وجعل مركزه مدينة تبريز سنة 1501، وبعدها فتح العراق العربي وبلاد خراسان وديار بكر سنة 1508، وأرسل أحد قوّاده فاحتل مدينة بغداد. وفي سنة 1510 كان قد ضمّ إلى أملاكه كل بلاد فارس وأذربيجان، وبذلك امتدت مملكته من الخليج العربي إلى بحر قزوين، ومن منابع الفرات إلى ما وراء نهر جيحون.[27]
الشاه إسماعيل الأول، مؤسس السلالة الصفوية الإيرانية (1501–1736).

وكان إسماعيل قد فرض المذهب الشيعي على شعبه،[28] وأعلنه مذهبًا رسميًا للدولة في إيران، وكانت ردود الفعل عنيفة خاصة وأن كثيرًا من سكان المدن الرئيسية في إيران مثل تبريز كانوا سنّة.[29] فقام باستمالة قبائل القزلباش التركية علوية المذهب إلى جانبه مما جعلهم عماد جيشه، وهي كانت بالأساس متذمرة من التدابير المالية والإدارية العثمانية بل وهيأت السبيل لحدوث اضطرابات كبيرة في الأناضول،[30] مما جعله يعتمد عليهم بالقضاء على جميع معارضيه، وفرض المذهب الشيعي بالقوة، فقضى على دولة الخروف الأبيض وقد كانت تشكل حاجزًا بينه وبين العثمانيين. فباتت الدويلات الكردية والقبائل التركية في جبال طوروس الصغرى، والأقليات المسيحية في أرمينيا كلها من ممتلكات الشاه حسب ادعائهم.[31] وعندما احتل بغداد عام 1508، هدم ما كان فيها من قبور أئمة سنة وذبح جماعة من علمائهم، فسرت شائعة في البلاد التركية بأن مذبحة عظيمة أصابت السنة ببغداد على يد الصفويين.[32]

وفي ذات الوقت اتسمت العلاقات بين الصفويين والعثمانيين بالفتور، فبعد أن تسلّم السلطان سليم الحكم لم يصله سفير من إيران كما باقي الدول، فأدرك الجميع في هذا الوقت بالذات أن الحرب ستقع بين سليم وخصمه الشاه إسماعيل.[33] وكان سليم الأول ينظر بعين الارتياب إلى تحركات الصفويين، لاسيما بعد إرسال الشاه إسماعيل وفدًا ضخمًا إلى قنصوه الغوري سلطان المماليك، ضم 200 عبد لإبلاغه عن تلك الحرب المتوقعة ودعوته للتحالف معه ضد السلطان سليم،[34] حيث بيّن له إنه إن لم يتفقا حاربت الدولة العثمانية كلاً منهما على حدة وقهرته وسلبت أملاكه،[35] فعزم سليم على مهاجمة خصمه الصفوي وتسديد ضربة قوية قبل أن يستعد للنزال. لذلك أرسل هو الآخر وفدًا إلى المماليك دعاهم إلى التحالف، لكن بعد مباحثات طويلة آثر المماليك التزام الحياد،[36] وإن كانوا يميلون لجانب الصفويين. أضف إلى ذلك أنه لمّا عصى السلطان سليم وإخوته والدهم السلطان بايزيد الثاني، ساعد الشاه إسماعيل الأمير أحمد على والده ثمّ على أخيه من بعده واستقبل من فرّ من أولاده عنده، فكان هذا سببًا إضافيًا جعل السلطان سليم يعتبر الشاه إسماعيل خصمه الألدّ ويقرر الانتقام منه.[16]
السبب الرئيسي والاستعداد للحرب
مسيرة الجيش العثماني بقيادة السلطان سليم من أدرنة حتى أرض المعركة في سهل چالديران.

بعدما فرغ السلطان سليم من مشاكله مع إخوته، وعقد الصلح مع جيرانه الأوروبيين لا سيما مع المجر، سعى لإيجاد سبب للحرب، فأمر بحصر عدد الشيعة المنتشرين في الولايات المتاخمة لبلاد فارس بشرق الأناضول وقتلهم جميعًا، ويُقال إن عددهم كان يبلغ نحو الأربعين ألفًا من القزلباش[37] ردًا على مجازر الصفويين للسنّة بالعراق وتبريز وأذربيجان،[38] وحتى يقضي على أي تمرد قد يحدث مستقبلاً. عندئذ هبّ الشاه إسماعيل يُطالب بثأر هؤلاء، وهاجم آسيا الصغرى،[16] فجمع السلطان سليم رجال الحرب والعلماء والوزراء في مدينة أدرنة بتاريخ 16 مارس سنة 1514م، الموافق في 19 محرم سنة 920هـ، وذكر لهم خطورة إسماعيل الصفوي في إيران، وأنه اعتدى على حدود الدولة العثمانية، وأنه عامل أهل السنة والجماعة بعنصرية في دولته وفي آسيا الوسطى والهند وأفغانستان وإنه يجب الذب عن إخوانهم في تركيا والعراق ومصر. ولهذا يرى ضرورة إعلان الجهاد المقدس ضد الدولة الصفوية.[39] ولم يجد السلطان العثماني صعوبة في إقناع الحاضرين بضرورة محاربة الصفويين، وخرج بعد 3 أيام من هذا الاجتماع على رأس جيش كبير من أدرنة إلى القسطنطينية متجهًا إلى الأناضول الشرقي فتبريز بعد أن أوكل أمر العاصمة لابنه سليمان.[40]

وفي أثناء مسيره، تبادل السلطان سليم والشاه إسماعيل رسائل مفعمة بالسباب مرفقة بعدد من الأغراض هدف كل منهما إلى التأثير على الآخر من خلالها.[41][42] ولم يبد إسماعيل الصفوي حماسًا للمعركة بسبب التفوق العددي للعثمانيين، وحاول أن يتجنب ملاقاة سليم فأرسل إليه بطلب الهدنة وتجديد علاقات السلم والصداقة بين الدولتين،[43] فلم يقبل سليم وقتل الرسول وأرسل إليه برسالة إعلان الحرب بشكل رسمي يقول فيها وباللغة التركية: «إن كنت رجلاً فلاقني في الميدان، ولن نمل انتظارك».[44] وأرفقها بمجموعة من الألبسة النسائية والعطور وأدوات الزينة وذلك استهزاءً بشخص الشاه لتهربه وتقاعسه من المسير إليه ويستعجله بالحرب،[45] وكان الشاه عازمًا على سحب العثمانيين إلى الجبال الإيرانية حيث تمكنه طبيعة الأراضي ومشاكل التموين من موازنة القوتين، ولكن ضغط قبائل القزلباش التي أغضبها اتهام العثمانيين لهم بالجبن ومطالبتها له بخوض غمار القتال جعله يقبل تحدي السلطان سليم وواعده بسهل "چالديران" في آذربیجان الغربیة قائلاً له: « وأنا أيضا أعد العدة للحرب».[46]
معركة چالديران

   Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة جالديران

الجنود العثمانية والصفوية وجهًا لوجه في معركة چالديران.

عسكر الجيش العثماني في صحراء "ياس جمن" على مقربة من سهل چالديران، ووصلت السلطان سليم أنباءً من جواسيسه تقول إن الشاه إسماعيل لا ينوي القتال وإنه يؤخره إلى أن يحل الشتاء كي يهلك العثمانيون بردًا وجوعًا فيكونوا لقمةً سائغة للجنود الصفوية.[47] فأسرع السلطان بالمسير إلى چالديران ووصلها في شهر أغسطس من سنة 1514 واحتل المواقع الهامة بها واعتلى الأماكن الهضبية فيها، مما مكنه من السيطرة على مجرى المعركة بعد ذلك.[48] في صبيحة يوم الأربعاء 23 أغسطس سنة 1514م، الموافق في 2 رجب سنة 920هـ، كان الطرفان قد أعدا العدة للحرب واصطفا استعدادًا لبدء المعركة. وما إن أعلنت ساعة البدء حتى هدرت المدافع العثمانية وتعالت أصوات الجند من كلا الفريقين. وبعد معركة حامية الوطيس، انتصر العثمانيون، وانكسر جيش القزلباش وسقط أقوى قادته "محمد خان استاجلو" صريعًا في أرض المعركة ووقع الكثير من قادته بالأسر، وأُسرت أيضا إحدى زوجات الشاه، وتُسمى "تاجلو خانم"،[49] فلم يقبل السلطان أن يردها لزوجها بل زوجها لأحد كتابه تشفيًا بالشاه،[47] وأما الشاه فقد جرح في ذراعه وفر من المعركة متجهًا صوب تبريز بعد أن أنقذه أحد ضباطه ويدعى "الميرزا سلطان علي" من الأسر، مما حدا السلطان بأمر قائده "أحمد باشا دوقاقين أوغلو" بتعقب الشاه، الأمر الذي جعله يترك تبريز ويلوذ بخوي.[47][50][51] أما من وقع بالأسر من قوات الشاه إسماعيل، فقد أمر السلطان بإعدامهم جميعًا، وأن يصنع من جماجم القتلى هرم لينصب في ساحة المعركة.[52]
ما بعد چالديران
النصب التذكاري لمعركة چالديران الواقع على حافة أرض المعركة.

بعد انتصار العثمانيين في معركة چالديران، فتحت مدينة تبريز أبوابها ودخلها السلطان منصورًا في يوم 4 سبتمبر سنة 1514، الموافق في 14 رجب سنة 920هـ،[47][53] واستولى على خزائن الشاه وأرسلها إلى القسطنطينية.[47] وبعد أن استراح ثمانية أيام، قام بجنوده وأخلى مدينة تبريز لعدم وجود المؤونة الكافية لجيوشه بها مقتفيًا أثر الشاه إسماعيل، حتى وصل إلى شاطئ نهر أراس، ولم يستطع التقدم أكثر من ذلك، فقد لقي معارضةً شديدة من أمراء جيشه، وكان المحرض الأول لهم قاضي عسكر الإنكشارية "جعفر چلبي"، بسبب اشتداد البرد وعدم وجود الملابس والمؤونة اللازمة لهم،[54][55] خصوصًا بعد أن أحرق جنود القزلباش المنسحبين من المعركة، وبأمر من الشاه إسماعيل، جميع المؤن والأرزاق والمحصولات الزراعية في تبريز وضواحيها،[52] وكذلك أثّرت الغارات الليلية التي كان يشنها جنود القزلباش على القوات العثمانية، ودخولهم تبريز لخطف وقتل الجنود العثمانيين،[52][56] لذلك قرر السلطان إخلاء المدينة بعد أسبوع فقط من احتلالها ناقلاً معه آلافًا من أبرز تجارها وحرفييها وعلمائها إلى الأستانة.[57]

عاد السلطان سليم إلى مدينة أماسيا بآسيا الصغرى للاستراحة زمن الشتاء والاستعداد للحرب في أوائل الربيع، ومرّ في أثناء عودته من بلاد أرمينيا لكنه لم يفتحها لعدم وجود الوقت الكافي لذلك. وعندما أقبل الربيع، رجع السلطان إلى بلاد فارس ففتح قلعة "كوماش" الشهيرة، وإمارة ذو القدر التركمانية سنة 1515، ثم رجع إلى القسطنطينية تاركًا لقواده مهمة فتح الولايات الفارسية الشرقية. ولمّا وصل السلطان إلى عاصمة ممالكه، أمر بقتل عدد عظيم من ضبّاط الإنكشارية الذين كانوا سبب الامتناع عن التقدم في بلاد فارس، وفي مقدمتهم قاضي العسكر "جعفر چلبي" سالف الذكر، خشية من امتداد الفساد وعدم الإطاعة في الجيوش.[58] وبعد عودة السلطان للقسطنطينية، فتحت الجيوش العثمانية مدن ماردين وأورفة والرقة والموصل وسنجار وحصن كيفا والعمادية وجزيرة ابن عمر، فخضع بهذا الجزء الأكبر من إقليم كردستان للدولة العثمانية،[59] وأصبح الصفويون وجهًا لوجه مع العثمانيين، فبات من الصعب عليهم التوسع على حساب العثمانيين. وأطاعت كافة قبائل الكرد باختيارها،[58] ونهض رؤسائها لمساندة العثمانيين وأعلنوا ولاءهم للسلطان سليم، ولم يمض وقت طويل حتى انضمت 23 مدينة للحكم العثماني، على الرغم من الاستحكامات العسكرية التي أقامها الصفويون بها، فعقد السلطان مع الأكراد اتفاقية صداقة وتحالف وذلك بفضل جهود الشيخ "إدريس البدليسي"،[60][61] الذي نصبه السلطان كمفوض للإدارة الأهلية بتلك الأقاليم مكافأة له على ما قدمه من خدمات للسلطنة.
الحملة المملوكيّة
خلفيّة النزاع

   Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: مماليك مصر

كان لهذه الحملة أسباب عديدة منها الصراع على الحدود بين الدولتين وموقف المماليك من الصفويين وإيوائهم لأمراء عثمانيين فارين من السلطنة العثمانية واستغاثة أهل الشام بالعثمانيين من ظلم المماليك حيث كتبوا رسالة باسم العلماء والفقهاء والقضاة يطلبون من سليم الأول تخليصهم من ظلم المماليك الذي طال المال والنساء والعيال، كما عطلوا تطبيق الشريعة الإسلامية في حكم البلاد، وطلبوا أن يرسل السلطان وزير ثقة ليلتقي بكبار الرجالات ليؤمن ويطمئن قلوب الشعب.[62]
السلطنة المملوكيّة في أقصى اتساعها قرابة سنة 1279.

وكان السلطان سليم، في أثناء حملته على الصفويين، قد اتصل بحاكم مرعش وألبستان، "علاء الدولة" أمير سلالة "ذي القدر" التركمانية التي كانت تسيطر على وادي طوروس من مرعش إلى ألبستان وملطية، حيث تلتقي منطقة نفوذ المماليك الشراكسة بالفرس، طالبًا منه المساهمة في حرب الصفويين، لكن علاء الدولة اختلق الأعذار في عدم المجيء إليه، متعللاً بكبر سنه وإنه لا يستطيع القيام بأي مجهود لكونه تحت الحماية المملوكية. وماإن مضى السلطان في طريقه حتى هاجم علاء الدولة ساقة الجيش بإيعاز من السلطان قنصوه الغوري، فأرسل السلطان للغوري يخبره بما فعل علاء الدولة، فرد عليه الغوري بكتاب: "إن علاء الدولة عاص فإن ظفرت به فاقتله"، وفي نفس الوقت أرسل إلى علاء الدولة يشكره على فعله ويغريه بالاستمرار بتصلبه تجاه العثمانيين.[63] وبسبب ذلك ترك السلطان سليم 40 ألفًا من جنده ما بين سيواس وقيصرية، للحفاظ على الأمن بالأناضول من أي اختراق قد يحصل من أي جهة من الجهات التي تنافسه، ولحماية مؤخرة الجيش من أنصار الشاه وقوات ذي القدر.[64] كذلك أرسل السلطان إلى قنصوه الغوري، قبل وصوله لچالديران، رسالة فيها تهديد مبطن يخبره بأن الدولة الصفوية غدت قاب قوسين أو أدنى من الزوال.[65] ولم ينس السلطان فعلة علاء الدولة، فانتقم منه عند عودته، وذلك بأن أرسل الصدر الأعظم وابن أخي علاء الدولة "علي بن شاهسوار" للقضاء عليه من جهة، ولإتمام السيطرة العثمانية على التخوم الشمالية للشام من جهة أخرى، ولم يعد الصدر الأعظم للسلطان إلا بعد قتل علاء الدولة في أرض المعركة.[62][66] ولمّا كان علاء الدولة قد اعترف قبل ذلك بسيادة المماليك عليه، فقد بدأ النزاع بين السلطان سليم وبين المماليك الذين كانوا يحكمون آنذاك الشام ومصر.[62]

ومهما يكن من أمر، فقد كانت هناك أسباب للنزاع بين سليم والمماليك أعمق من هذا بكثير. ذلك أن السلطان سليم كان يطمع على ما يظهر في توحيد جميع البلدان السنيّة تحت تاجه، وانتزاع المدينتين المقدستين، مكة والمدينة المنورة، من أيدي المماليك. وقد خشي المماليك سياسة سليم التوسعيّة هذه، فعقدوا المحالفة سالفة الذكر مع الشاه إسماعيل الصفوي.[62]
فتح الشام

   Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة مرج دابق

الملك الأشرف أبو النصر سيف الدين قنصوه الغوري الظاهري الأشرفي، سلطان المماليك من عام 1501 حتى عام 1516.[67] بريشة "پاولو جيوڤيو".

أخذ السلطان سليم بالاستعداد لمحاربة المماليك بكل ما أوتي من قوّة بعد أن تغلّب على أمير سلالة ذي القدر، ولما عرف سلطان المماليك بتأهب سلطان آل عثمان لمحاربته، أرسل إليه رسولاً يعرض عليه أن يتوسط بينه وبين الفرس لإبرام الصلح، فلم يقبل سليم بهذا الأمر بل طرد السفير بعد أن أهانه،[68] فلم يجد السلطان "قنصوه الغوري" بدًا من الحرب، فسار إلى مدينة حلب على رأس جيش كبير لكي يكون على استعداد لكل هجوم قد يشنه العثمانيون على الشام. ولم يكد السلطان سليم يعلم باحتشاد المماليك عند حلب حتى عقد ديوانه في القسطنطينية لمشاورته في الأمر، فقرّر الديوان إعلان الحرب على المماليك بعد أن يوفد إليهم سفراء يفاوضونهم في الدخول في طاعة السلطان سليم.[62] وارتكب قنصوه الغوري غلطة سياسية كبيرة عندما أغلط معاملة السفراء العثمانيين وأهانهم ردًا على ما فعله سليم مع سفيره، فلم يكن بُدّ من نشوب الحرب بينه وبين السلطان سليم. وبعد هذه الحادثة، سار السلطان سليم بجيشه إلى بلاد الشام قاصدًا مصر ومدينة القاهرة، مقر السلاطين المماليك.[68]
السلطان سليم الأوّل يخوض المعركة على صهوة جواده.

واتصل السلطان الغوري بنائب دمشق من قبل المماليك، "جان بردي الغزالي"، وطلب منه أن يجمع الجيوش في لبنان وسوريا ويسير لملاقاته في حلب، فطلب الغزالي بدوره من أمراء لبنان، وعلى رأسهم "فخر الدين المعني الأوّل"، أمير الشوف، أن يجمعوا قواتهم ويحضروا إليه. نزل فخر الدين الأول وباقي الأمراء عند رغبة الغزالي، ومشوا إليه على رأس قوّة من الجنود اللبنانيين.[69] تقابل الجيشان، العثماني والمملوكي، بالقرب من مدينة حلب في واد يُقال له "مرج دابق"،[70] وهناك نشبت المعركة الحاسمة بين الفريقين التي قررت مصير سوريا كلها، وأبدى المماليك في هذه المعركة ضروبًا من الشجاعة والبسالة، وقاموا بهجوم خاطف زلزل أقدام العثمانيين، وأنزل بهم خسائر فادحة، حتى فكّر السلطان سليم في التقهقر، وطلب الأمان، غير أن هذا النجاح في القتال لم يدم طويلا فسرعان ما دب الخلاف بين فرق المماليك المحاربة، حيث انقلب الغزالي على المماليك، وانضم هو وفخر الدين المعني الأوّل إلى قوّات السلطان سليم، فقاتلا معه. وبذلك رجحت كفّة العثمانيين على كفّة قنصوه الغوري.[69] وكان لسلاح المدفعيّة الذي عززه العثمانيين وأهمله المماليك كبير الأثر في نصر العثمانيين.[68] وقُتل السلطان الغوري أثناء انسحاب المماليك وسنّه ثمانون سنة، وكان ذلك يوم الأحد في 24 أغسطس سنة 1516م، الموافق في 25 رجب سنة 922هـ.[68]
الأمير فخر الدين المعني الأوّل يلقي خطابه بين يديّ السلطان سليم في دمشق.

وبعد هذه الموقعة احتل السلطان سليم بكل سهولة مدن حماه وحمص ودمشق، وعيّن الغزالي واليًا عليها مكافأة له على انحيازه للعثمانيين،[69] وقابل من بها من العلماء، فأحسن وفادتهم. وفرّق الإنعامات على المساجد وأمر بترميم المسجد الأموي بدمشق. ولمّا صلّى السلطان الجمعة به، أضاف له الخطيب عندما دعا له عبارة "حاكم الحرمين الشريفين"، لكن سليمًا فضّل استخدام لقب أكثر ورعًا هو "خادم الحرمين الشريفين"،[71][72] واستمر باقي السلاطين من بعده يُلقبون به، وتوارثه بعدهم ملوك آل سعود في القرن العشرين. كذلك اسقبل السلطان وفدًا من أمراء لبنان جاء يهنئه بالنصر، وكان في عداد الوفد "فخر الدين المعني الأوّل" أمير الشوف، و"عسّاف التركماني" أمير كسروان وجبيل، و"جمال الدين الأرسلاني". فألقى الأمير فخر الدين بين يديّ السلطان سليم خطبة دعا له فيها بالعز والتوفيق وأن يجعل الله عهده عهد إسعاد للأمة الإسلامية.[69] فأعجب السلطان ببلاغة فخر الدين إعجابًا شديدًا، لا سيما وأنه كان يفهم ويتحدث اللغة العربية بطلاقة،[73] فقدّم فخر الدين على سائر الأمراء اللبنانيين ومنحه لقب "سلطان البر" وأقرّه على ولاية الشوف وما جاورها، واعترف له بحق سلالته من بعده في أن يحكموها، كما أقرّ باقي الأمراء على مناطقهم. أما الأمراء التنوخيون الذين بقوا موالين للمماليك أثناء معركة مرج دابق، فقد عزلهم السلطان سليم عن بلاد الغرب - أي المناطق الساحلية الواقعة بين بيروت وصيدا، وعيّن مكانهم الأمير جمال الدين الأرسلاني.[69] وبضم بلاد الشام، وصلت مساحة الدولة العثمانية إلى 5,200,000 كم2.[74]
فتح مصر

   Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة الريدانية

رسم للسلطان سليم في أثناء حملته على مصر.

بعد أن انتصر السلطان سليم على المماليك في سوريا، فُتحت أمامه الطريق نحو فلسطين ومصر.[75] هذا ولما وصل خبر موت السلطان الغوري إلى مصر، انتخب المماليك "طومان باي" خلفًا له،[70] وأرسل إليه السلطان سليم يعرض عليه الصلح بشرط اعترافه بسيادة الباب العالي على القطر المصري، فلم يقبل وقتل المبعوثين العثمانيين،[70] واستعد لملاقاة الجيوش العثمانية عند الحدود. وبناءً على هذا، عزم السلطان سليم على قتال طومان باي، فاشترى عدّة آلاف من الجمال وحمّلها مقادير وافرة من المياه ليشرب منها جنده وهم يجتازون الصحراء إلى الأراضي المصرية.[76] والتقت مقدمتا الجيشين عند حدود بلاد الشام حيث هُزمت مقدمة المماليك،[70] وتابع العثمانيون زحفهم نحو مصر، فاحتلوا مدينة غزة على الطريق وساروا عابرين صحراء سيناء حتى وصلوا بالقرب من القاهرة. وكان طومان باي مرابطًا في الريدانيّة، وهي قرية صغيرة تقع على الطريق المؤدية إلى القاهرة،[76] فحفر خندقًا على طول الخطوط الأمامية، ووضع مدافعه الكبيرة وأعد أسلحته وبنادقه وحاول شحذ همة مماليكه وقواته ولكن دون جدوى؛ فقد جبن كثير منهم عن اللقاء حتى كان بعضهم لا يقيم بالريدانيّة إلا في خلال النهار حتى يراهم السلطان، وفي المساء يعودون إلى القاهرة للمبيت في منازلهم.[76] ولم يكن من شأن جيش كهذا أن يثبت في معركة أو يصمد للقاء أو يتحقق له النصر، فحين علم طومان باي وهو في الريدانية بتوغل العثمانيين في البلاد المصرية حاول جاهدًا أن يقنع أمراءه بمباغتة العثمانيين عند الصالحية، وهم في حالة تعب وإعياء بعد عبورهم الصحراء، لكنهم رفضوا، معتقدين أن الخندق الذي حفروه بالريدانيّة كفيل بحمايتهم ودفع الخطر عنهم، لكنه لم يغن عنهم شيئاً، فقد تحاشت قوات العثمانيين التي تدفقت كالسيل مواجهة المماليك عند الريدانيّة عندما علمت تحصيناتها، وتحولت عنها، واتجهت صوب القاهرة، فلحق بهم طومان باي.[76]
مجسّم لجندي مملوكي بكامل درعه من القرن السادس عشر.

وفي 22 يناير سنة 1517، الموافق في 29 ذي الحجة سنة 922هـ، التحم الفريقان في معركة هائلة،[77] وعلى الرغم من الخيانة التي بدرت من بعض ضباط المماليك، فقد أبدى سلاح الفرسان المملوكي شجاعة كبيرة في ذلك اليوم، فلم تكد المعركة تبدأ حتى كرّت ثلّة من فرسان المماليك المدججين بالسلاح الكامل على قلب القوّات العثمانية حيث كانت تخفق راية السلطان الخاصة، وكان على رأس الثلّة طومان باي نفسه. والواقع أن السلطان سليم لم ينجُ من تلك الهجمة إلا بأعجوبة، فقد أخطأ طومان باي بينه وبين الصدر الأعظم "سنان باشا الخادم"، حيث قبض عليه وقتله بيده ظنًا منه أنه السلطان سليم.[78] غير أن ما أقدم عليه سلطان المماليك لم ينفع شيئاً، فذهبت كل جهوده أدراج الرياح أمام المدافع العثمانية، فاضطر طومان باي ومن بقي معه إلى الانسحاب إلى نواحي الفسطاط، تاركين في ساحة الريدانية آلاف القتلى.[76] وبهذا انتصر السلطان سليم على المماليك واستعدّ لدخول القاهرة، وكان الثمن الذي دفعه كلاً من العثمانيين والمماليك في هذه الحرب باهظًا للغاية، إذ بلغ مجموع خسائر الفريقين من الجنود حوالي 25,000 جندي.[79]
ما بعد الريدانيّة

وبعد المعركة ببضعة أيام، تحديدًا في يوم 23 يناير سنة 1517، الموافق في 8 محرم سنة 923هـ،[77] دخل السلطان سليم مدينة القاهرة في موكب حافل وقد أحاطت به جنوده الذين امتلأت بهم شوارع القاهرة، يحملون الرايات الحمراء شعار الدولة العثمانية، وكُتب على بعضها "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا"، وفي بعضها "نصرٌ من الله وفتحٌ قريب". ولم يكد السلطان يهنأ بهذا الفتح حتى باغته طومان باي في "بولاق"؛ واشترك معه المصريون في هذه الحملة المفاجئة، وأشعلوا في معسكر سليم الأول النيران، وظن الناس أن النصر آت لا محالة، واستمرت مقاومة المماليك أربعة أيام وليال، وظهروا فيها على العثمانيين، حتى إنه خطب لطومان باي في القاهرة في يوم الجمعة، وكان قد دعي لسليم الأول في الجمعة التي سبقتها، غير أن هذا الفوز لم يحسم المعركة لصالح طومان باي؛ إذ سرعان ما لجأ الجنود العثمانيون إلى سلاح البنادق، وأمطروا به من فوق المآذن الأهالي والمماليك، فأجبروهم على الفرار، وفرَّ طومان باي إلى "البهنا" التي تقع غربي النيل في جنوب القاهرة. وذهب ضحيّة هذه المناوشات من العثمانيين والمماليك وأهالي المدينة ما يبلغ خمسين ألف نسمة.[77]

ظل طومان باي يعمل على المقاومة بما تيسر له من وسائل، واجتمع حوله كثير من الجنود وأبناء الصعيد حتى قويت شوكته، غير أنه أدرك أن هذا غير كاف لتحقيق النصر، فأرسل إلى سليم يفاوضه في الصلح، فاستجاب له السلطان العثماني، وكتب له كتابًا بهذا، وبعث به مع وفد من عنده إلى طومان باي، إلا أن بعض المماليك هاجموا الوفد وأفنوه عن بكرة أبيه،[76] فحنق السلطان سليم وغضب غضبًا شديدًا، وخرج لقتال طومان باي بنفسه، والتقى الجيشان قرب قرية "الوردان" بالجيزة حيث دارت معركة حامية استمرت يومين وانتهت بهزيمة طومان باي وفراره إلى البحيرة.[76] وهنا أعلن السلطان سليم أنه يعفو عمّن يستسلم إليه من المماليك، فاستسلم ثمانمئة من زعمائهم إليه، ولكنه أمر بقتلهم جميعًا.[76]
السطان سليم والجيش العثماني في مصر.

لجأ طومان باي إلى أحد مشايخ البدو بإقليم البحيرة طالبًا منه العون والحماية فأحسن استقباله في بادئ الأمر، ثم وُشي به إلى السلطان سليم، فسارع بإرسال قوة للقبض عليه فأتت به إليه. وكان السلطان قد أُعجب بشجاعة طومان باي وحزمه على القتال والدفاع عن ملكه على الرغم من كل العوائق، فلم يفعل شيءًا سوى معاتبته واتهامه بقتل أفراد الوفد الذي أرسله إليه للصلح، فنفى طومان باي التهمة عن نفسه، وبرر استمراره في القتال بإن الواجب يُحتم عليه ذلك.[70] وكاد السلطان من شدّة إعجابه بجرأة وشجاعة طومان باي أن يعفو عنه، ولكنه لم يفعل تحت تأثير الوشاة الذين حرّضوا السلطان على قتله بحجة أن لا بقاء لملكه في مصر ما دام طومان باي على قيد الحياة. عندئذ أمر السلطان بقتل طومان باي شنقًا، فنُفذ أمره في 13 أبريل سنة 1517، الموافق في 21 ربيع الأول سنة 923هـ بباب زويله، ودُفن الجثمان في القبر الذي كان السلطان الغوري قد أعدّه لنفسه.[80] وبذلك انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العبّاسية، وأصبحت مصر ولاية عثمانية.

مكث السلطان سليم بالقاهرة نحو شهر زار في خلالها جميع المساجد التاريخية بالمدينة وكل ما بها من الآثار، ووزع على أعيان المدينة العطايا والخلع السنيّة،[81] وحضر الاحتفال الذي يُقام في مصر سنويًا لفتح الخليج الناصري عند بلوغ النيل الدرجة الكافية لريّ الأراضي المصرية، ثم حضر احتفال سفر قافلة الحجاج التي تُرسل معها كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة وأرسل الصرّة المعتاد إرسالها إلى الحرمين الشريفين، من عهد السلطان محمد "چلبي" الأوّل، بقصد توزيعها على الفقراء، وأبلغها إلى ثمانية وعشرون ألف دوكا.[82] وفيما كان السلطان سليم في القاهرة قدّم إليه شريف مكة، "محمد أبو نمي الثاني بن بركات"، مفاتيح الحرمين الشريفين كرمز لخضوعه واعتراف منه بالسيادة العثمانية على الأراضي المقدسة الإسلامية؛ وكانت هذه السيادة لسلاطين المماليك من قبل، وهكذا خضعت مكة المكرمة لسيطرة العثمانيين من غير حرب أو قتال.[76][83] ومما جعل لفتح وادي النيل أهمية تاريخية عظمى، أن محمد الثالث "المتوكل على الله"، آخر ذريّة خلفاء بني العبّاس، الذي حضر أجداده القاهرة بعد الغزو المغولي لبغداد سنة 1258، وكانت له الخلافة بمصر اسمًا،[84] تنازل عن حقه في الخلافة الإسلامية إلى السلطان سليم، على الرغم من أن الأخير كان قد أعلن نفسه قبلاً خليفة للمسلمين في دمشق،[76] وسلّمه الآثار النبوية، وهي بيرق وسيف وعباءة نبي الإسلام "محمد بن عبد الله".[4] ومن ذلك التاريخ حمل كل سلطان عثماني لقب "أمير المؤمنين" و"خليفة المسلمين".

وبعد أن أصبح السلطان خليفةً للمسلمين، خلع على نفسه لقب ملك البرّين، وخاقان البحرين، وكاسر الجيشين، وخادم الحرمين الشريفين - ويقصد بهذا، سيطرته على عدد من الدول الآسيوية والأفريقية، وبالتحديد مصر، الأناضول، ومعظم أنحاء الهلال الخصيب، وسيطرته على البحر المتوسط وما يتفرع عنه من بحور، والبحار المتفرعة من المحيط الهندي، وهزيمته للجيوش الصفويّة والمملوكيّة، وحمايته للمدينتين المقدستين عند المسلمين، مكة والمدينة المنورة.
بداية الصدام مع البرتغاليين
خلفيّة النزاع

   Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: ألفونسو دي ألبوكيرك
   الغزو البرتغالي للخليج العربي

ألفونسو دي ألبوكيرك، قائد العمليّات البحرية البرتغالية في البحر الأحمر والخليج العربي.

نشط البرتغاليون عبر عملياتهم العسكرية البحرية على مدن المغرب العربي الساحلية بالإضافة إلى المحيط الأطلسي،[85] فبعد اكتشافهم لرأس الرجاء الصالح وضع البرتغاليون خطة كبرى هدفت الالتفاف حول العالم الإسلامي عبر المحيط الأطلسي، واقتضت الخطة السيطرة على المضائق المهمة التي تربط العالم العربي بالمحيط الهندي من مثل مضيق هرمز وباب المندب واليمن وجزيرة هرمز وغيرها بحيث يتأمن الطريق للمستعمرات البرتغالية في الهند.[86]

أرادت البرتغال من هذه الخطة ضرب اقتصاد مصر وجمهورية البندقية واحتكار التجارة البحرية، وقد عُين "ألفونسو دي ألبوكيرك" قائدًا لهذه الحملة البحرية، وقد كان من أفكار ألبوكيرك دخول البحر الأحمر وسرقة قبر النبي محمد ومساومة المسلمين على القدس،[87] بالإضافة إلى محاولة ربط النيل بالبحر الأحمر تمهيدا للهجوم على مصر.[88]

تمكن البرتغاليون من السيطرة على المضائق الحساسة التي تربط العالم الإسلامي بالمحيط الهندي، وبعد سيطرتهم على جزيرة هرمز تكون حلف بين الشاه إسماعيل وألبوكيرك ضد الدولة العثمانية، وأثرت سياسة الاحتكار هذه على النشاط الاقتصادي في دولة المماليك إبان سقوطها فلم تعد البضائع الشرقية تباع وتشترى في مصر بل في لشبونة عاصمة البرتغال، ولم تتمكن السلطنة المملوكية من قهر البرتغاليين لانشغال أسطولها في البحر المتوسط بمحاربة فرسان القديس يوحنا وجيوشها البرية بقمع الاضطرابات الداخلية وصد الجيوش العثمانية.[89][90]
ضم الجزائر
خير الدين بربروس باشا.

وعندما تمكن العثمانيون من مصر في عهد السلطان سليم سارعوا في محاربة البرتغاليين وسار أسطول بحري بقيادة "مير علي بك" إلى الساحل الأفريقي واستطاع تحرير مقديشو ومدنًا أخرى وأنزل بالبرتغاليين خسائر فادحة. وفي هذه الفترة كان نجم أحد القباطنة المسلمين، واسمه "خير الدين بربروس باشا"، قد سطع. وخير الدين هذا من أصول يونانيّة، كان يعمل وأخاه "عرّوج" بالقرصنة ببحر الروم، ثم أسلما ودخلا في خدمة السلطان "محمد الحفصي" صاحب تونس واستمرّا في حرفتهما وهي أسر المراكب الأوروبية التجارية وأخذ كافة ما بها من بضائع وبيع ركّأبها وملاحيها بصفة رقيق.[91] وفي ذات يوم أرسلا إلى السلطان سليم إحدى المراكب المأسورة إظهارًا لخضوعهما لسلطانه، فقبلها منهما، وأرسل لهما خلعًا سنيّة وعشر سفن ليستعينوا بها على غزو السفن البرتغالية ومساندة الدولة العثمانية في حربها ضد البرتغال،[91] فقويت شوكتهما وأقدم خير الدين على الاستيلاء على ثغر مدينة "شرشال" بالجزائر، ثم عاد إلى تونس وأرسل إلى السلطان سليم بمصر رسولاً يؤكد لديه إخلاصه وولائه للسدّة السلطانية العثمانية.[91]
رسم لمدينة الجزائر في القرن السادس عشر، وقد ظهر في المقدمة مرسى السفن الذي بناه الإسبان.

أما عرّوج، فبعد أن استولى على مدينة الجزائر وهزم الجيوش الإسبانية التي أرسلها الإمبراطور "كارلوس الخامس" المعروف باسم "شارلكان"، لمساعدة أمير الجزائر على المقاومة، فتح أيضًا مدينة "تلمسان"، وقُتل في محاربة الإسبان بعد ذلك، فحفظ خير الدين المدن المفتتحة حديثًا ومنع الإسبان من السيطرة عليها وقتل أمير الجزائر.[91]

وفي خضم الأحداث أرسل أهل الجزائر رسالة إلى السلطان سليم بمصر باسم الخطباء والفقهاء والعلماء والتجار والأعيان تطلب الانضواء تحت الراية العثمانية والمساعدة للوقوف في وجه الإسبان والبرتغاليين، فسارع السلطان سليم بمنح بربروس لقب "بكلر بك الجزائر" وأرسل فرقة من المدفعية وألفي إنكشاري وفتح الباب أمام المتطوعين للذهاب إلى الجزائر لمناصرة أهلها وخص المتطوعين بامتيازات الإنكشارية تشجيعًا لهم كما شرع العثمانيون بإنشاء أسطول بحري ثابت للجزائر، وصكت النقود باسم السلطان سليم الأول، ودعي له على منابر المساجد في خطب الجمعة، وبذا صار هذا الإقليم ولاية عثمانية.[91]
ما بعد الفتوحات
خريطة قديمة بريشة الرسّام الفلمنكي "إبراهيم أورتيليوس"، تُظهر حدود الدولة العثمانية بعد نهاية الحملتين الصفويّة والمملوكيّة.

في أوائل شهر سبتمبر سنة 1517، سافر السلطان سليم من القاهرة عائدًا إلى القسطنطينية، التي صارت حينها مقر الخلافة الإسلامية، وكان سفره عن طريق بلاد الشام مصطحبًا معه آخر بني العبّاس، وعيّن الأمير "خاير بك الجركسي" واليًا على مصر، والأخير هو أحد أمراء المماليك الذين خانوا طومان باي وانضموا إلى السلطان سليم وعمل لديه سرًا، وكان له دورًا كبيرًا في انكسار جيش المماليك في مرج دابق والريدانية، حيث بثّ إشاعة أن السلطان "قنصوه الغوري" قُتل أثناء معركة مرج دابق، فتفرّق شمل جيشه ووقعوا لقمةً سائغة للعثمانيين، كذلك كان قد عمل على بث روح الهزيمة ونشر بذور الفتنة بين قواد المماليك في مصر، مما تسبب في سقوط دولتهم بعد معركة الريدانية.[92]

ويروي ابن إياس أن لدى خروج سليم الأول من مصر أخذ معه كميات كبيرة من الكنوز والأموال. كما يُروى انه لدى احتلاله للقاهرة نقل أمهر فنانيها وحرفييها إلى الأستانة. وترك السلطان بالمدينة حامية عسكرية لحفظ الأمن تحت قيادة "خير الدين آغا" الإنكشاري.[93] وفي أثناء عبور الجيش العثماني لصحراء العريش، التفت السلطان للصدر الأعظم "يونس باشا"، الذي كان فتح مصر على غير رأيه، وقال له ما معناه أنه قد أتمّ فتحها خلافًا لرأيه، فأجابه يونس باشا بأن فتحها لم يعد عليه بشيء إلا قتل نحو نصف الجيش بما أنه سلّمها لخائن كان غرضه التملك عليها لنفسه، فلا يؤمن ولاؤه للدولة. فغضب السلطان من هذا الكلام الموجه إليه بصفة لوم وأمر بقتل الصدر الأعظم في الحال فقُتل،[93] وكان ذلك في 22 سبتمبر سنة 1517م، الموافق في 6 رمضان سنة 923هـ، وعيّن بدلاً منه "پير محمد باشا"، الذي كان معينًا قائممقام السلطان في القسطنطينية أثناء تغيبه في فتح مصر، لثقته به بناءً على ما أظهره من أصالة الرأي في محاربة الشاه إسماعيل.[93]
سيفين من سيوف نبي الإسلام "محمد بن عبد الله" في قصر الباب العالي، حيث نقلها السلطان سليم بعد فتحه مصر وحصوله على لقب الخليفة.

وفي 6 أكتوبر سنة 1517م، الموافق في 20 رمضان سنة


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 7:22 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: ابراهيم البركلي الوزير الاعظم لسليمان القانوني حريم السلطان   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 6:58

ابراهيم البركلي الوزير الاعظم لسليمان قانوني
إبراهيم باشا الفرنجي (1493 أو 1494[1]-1536) هو أول صدر أعظم يعينه سليمان القانوني بعد ارتقائه عرش الدولة العثمانية. اكتسب شهرته من صعوده السريع في الدولة، ودوره إبان ذروة توسعها في عصر القانوني، وظروف إعدامه الغامضة.

ولد إبراهيم لأسرة مسيحية، قرب مدينة بارغا على الساحل اليوناني، وكان والده بحارًا[1] أو صياد سمك حين أُبعد عن أسرته طفلًا، إما باختيارها أو باختطافه من قراصنة[1] أو بنظام الدوشيرمة، ويعتقد أنه بيع لأرملة في ماغنيسيا أحسنت تنشأته وتعلم لديها العزف على الكمان[1]، قبل أن يؤخذ إلى الأناضول، حيث دأب أولياء العهد العثماني على تلقي تعليمهم[2].

هناك، لاحظ العثمانيون فطنة إبراهيم المبكرة ووسامته وشخصيته الجذابة فقربوه إلى مجايله سليمان ابن السلطان سليم الأول الذي اتخذه صديقاً، فيما سمحت العلاقة بين الاثنين لإبراهيم بتلقي تعليمه مع ولي العهد العثماني، ليكتسب مهارات معرفية منها اللغات المتعددة والثقافة الموسوعية.

تقلد منصب الوزير الأول (الصدر الأعظم) وعمره 28 عامًا[3] وذلك عام 1522[4] أو بتاريخ 27 مايو 1523[3]، أو 1524[5]، خلفاً لبيري محمد باشا، الذي كان عينه في 1518 السلطان سليم الأول.
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Oooouu12
ألقاب

عرف إبراهيم باشا بأسماء متعددة بفضل ألقاب لحقت أو سبقت اسمه، إما تمييزًا له عن رجالات الدولة والصدور العظام الذين حملوا اسم "إبراهيم باشا"، أو لصفة أو منصب رافق تاريخه.

فقد عرف باسم محمد سليم باشا الفرنجي (Frenk بالتركية، وتعني الغربي أو الأوروبي) نسبة إلى أصوله غير العثمانية، كما يظهر في المصادر التاريخية باسم إبراهيم باشا "البارغالي" أو "البرغالي" أو "البرغلي" في إشارة إلى بارغا التي ولد فيها.

بدايات إبراهيم المكللة بالنجاح، ثم نهايته الدموية على يد سيده، منحته لقبًا ثالثًا، هو "المقبول المقتول". وبزواجه من خديجة شقيقة السلطان القانوني، بات إبراهيم يستحق لقبًا إضافيًا هو "داماد" الذي يُمنح لصهر السلطان، وأصبح واحدًا من ثلاثة صدور عظام في التاريخ العثماني يحملون اسم "داماد إبراهيم باشا".

ويجري التنويع على هذه الألقاب كليًا أو جزئيًا، على نحو: "مقبول إبراهيم باشا" أو "إبراهيم باشا المقتول" أو "داماد إبراهيم باشا برغالي".
الصعود والأعمال

بارتقائه سدة الحكم عام 1520، بات سليمان القانوني يعزز مكانة صديق صباه إبراهيم، الذي قابل ذلك ببرهنة مستمرة على مهاراته الدبلوماسية وبراعته العسكرية، ما جعله يصعد سريعًا في سلم الحكومة العثمانية، وذلك بدءًا من أول مناصبه المعروفة رئيسًا للغرفة الخاصة للسلطان "خاص أوده باشي" وهي المهمة التي تجعل صاحبها الأقرب شخصيًا إلى السلطان، و"الذي لا يفارقه أبدًا"[4].
لوحة للرسام الألماني "سيبالد بيهام" المعاصر لإبراهيم باشا مع خلفية لرسالة بعثها الأخير إلى قادة الجيش العثماني المحاصِرين لفينا عام 1529.

وحتى بعد تعيينه صدرًا أعظمًا للدولة العلية، وهو أهم منصب عثماني بعد السلطان، واصل إبراهيم باشا حصد الألقاب والمناصب، وتوسيع نفوذه في الدولة الآخذة بالتمدد، ما خوله سلطة شبه مطلقة تكاد تقترب من سلطة سيده.

وعسكريًا، شارك إبراهيم باشا في انتصارات الجيوش العثمانية، ورافق السلطان في الحملات التي قادها، في حين تولى بنفسه حملات أخرى كقائد للجيش.

كما انتدبه السلطان للقضاء على تمرد أحمد باشا الخائن واليه على مصر، ولم يعد إبراهيم باشا من هناك إلا بعد أن وضع قوانين جديدة حافظت على استقرار مصر بصفتها أهم الولايات العثمانية في الشرق الإسلامي؛ حيث بقي فيها لنحو عام (من 30 سبتمبر 1524 وحتى 5 سبتمبر 1525) "ونظمها على النمط العثماني. قلل الضرائب. اجتمع بأصحاب الشكايات من الشعب واستمع إليهم، عمّر جامع عمرو بن العاص فاتح مصر"[3].

على المستوى الدبلوماسي، حققت جهود إبراهيم باشا مع الغرب المسيحي نجاحًا واضحًا، ما جعله يظهر أمامهم كصانع أساسي في السلطنة العثمانية، وبموجب ذلك بات مسؤولو البندقية يطلقون عليه لقب "إبراهيم العظيم" لاعبين في ذلك على نغمة "سليمان العظيم" وهو الاسم الذي عرف به السلطان سليمان القانوني في أوروبا.

وفي 1533، أقنع إبراهيم باشا شارل الخامس بتحويل المجر إلى دولة تابعة للدولة العثمانية، وفي 1535، أنهى اتفاقًا تاريخيًا مع فرانسيس الأول منحت بموجبه فرنسا امتيازات تجارية داخل الأراضي العثمانية مقابل التحالف معها ضد آل هابسبورغ.

كان هذا الاتفاق آخر أعمال إبراهيم باشا البارزة.
القدرة العسكرية

كان إبراهيم باشا قائدا عسكريا بارعا وكان له الفضل الأكبر في انتصارات العثمانيين ابان حكم سليمان القانوني فأثناء التجهيز لفتح بلجراد نصح إبراهيم باشا السلطان ان ينقل الجيش ومعداته عن طريق نهر طونا (الدانوب حاليا) بدلا من الطريق البرى حتى لايضطر لدخول الغابات التي يستطيع فيها المجريون القضاء على الجيش العثمانى بسهولة، ونجحت الخطة وفوجئ المجريون بالجيش العثمانى وقد أصبح على أبواب بلجراد. ويعتبر إبراهيم باشا هو مهندس معركة موهاكس التي اكتسح فيها الجيش العثمانى الجيش المجرى في ساعة ونصف فقط ومن ثم فتح بودابست. وخلال رغبة السلطان في فتح فيينا نصح إبراهيم باشا السلطان بأن يقوم أولا ببناء مخازن ومستودعات للذخيرة والطعام بطول الطريق نظرا لبعد المسافة, كما نصحه بأن يبدأ هجومه في نهاية فصل الشتاء حتى يبدأ الحصار في منتصف الربيع حتى يتمكن من فتحها قبل أن يطول الحصار للشتاء، ولم يلتزم السلطان بنصائحه ولذلك لم يتمكن من فتحها.وقام إبراهيم باشا بقمع تمرد قلندر جلبى في مرعش واحمد باشا الخائن في مصر. كما قاد الجيش في الحملة ضد الدولة الصفوية وحقق نجاحا واضحا حيث استطاع دخول تبريز عاصمة الشاه واحتلال قلعة وان المنيعة وفتح مدينة اريوان واستكمل مع السلطان الفتح بعد ذلك حتى دخل بغداد. وبالنظر إلى مجمل الأعمال العسكرية التي تمت في عهد القانونى بعد إعدامه (حوالى 30 عاما) فانها لا تقارن بما فعله هو أثناء خدمته كصدر اعظم (حوالى 13 عاما).ويشتهر أن سليمان قد فتح في عهده حوالى 360 قلعة قام إبراهيم وحده بفتح نصفها كأكبر قائد عسكري مسلم من حيث عدد فتوحاته، كما أن إبراهيم شارك السلطان في فتحه لعدة قلاع أخرى. وكان له عده أهداف أخرى كانت لتتم لولا وفاته أهمها فتح إيطاليا واستخدام الاسطول لفتح الأراضي الجديدة ""أمريكا"".
الإعدام
مسوّدة معاهدة عام 1536 المتمخضة عن المفاوضات بين السفير الفرنسي جان دي لا فوريه وإبراهيم باشا، قبل أيام قليلة من إعدامه.

بعد عودة الجيوش العثمانية إلى القسطنطينية قادمة من مواجهتها الأولى مع الدولة الصفوية، أمر السلطان سليمان بإعدام رجله الأول إبراهيم باشا، الذي عثر عليه ليلة 22 رمضان سنة 942 هجرية، 5 مارس[6] أو 14-15 مارس[2][5] عام 1536، مخنوقاً في غرفة نومه بقصر الباب العالي، أي بعد 13 عاماً من تعيينه صدراً عثمانياً أعظم.

يذكر المؤرخون أن إبراهيم، قبل إعدامه بسنوات، توسل إلى السلطان أن يتمهل في ترقيته بغية عدم إثارة حسد وزراء ومسؤولي الحكومة الكبار، الأمر الذي قابله السلطان بأن أقسم على ألا يسمح للوشاية أن تأخذ طريقاً بينهما، وبعدم تعريض صديقه للموت الذي كان، في الدولة العثمانية، عقوبة معتادة للمسؤول المشتبه في تقصيره أو خيانته.

إلا أن السلطان العثماني حصل على فتوى تجيز له الحنث بقسمه لقاء بناء مسجد في القسطنطينية، وواصل لسبعة ليال تناول طعام السحور مع إبراهيم باشا لوحدهما، مانحاً إياه فرصة الهرب أو حتى أن يقتل السلطان بنفسه.

وكشفت رسائل إبراهيم باشا التي كتبها قبل أيام من إعدامه، علمه بنية سيده، وقراره، رغم ذلك، البقاء وفياً للسلطان.

تاريخيًا، يعد إبراهيم باشا واحدًا من 22 صدرًا أعظمًا قضوا نحبهم بأوامر من سلاطينهم وخامس صدر أعظم من حيث مدة البقاء في المنصب دون انقطاع[7]، غير أن مكانته -قربه الشخصي الذي أمسى عائليًا من السلطان، ومنصبه- ثم الصلاحيات التي منحت له والأعمال التي أوكلت إليه، مع عدم وضوح الدافع الحقيقي لإعدامه؛ جعلت المؤرخين يقدمون عدة تفسيرات لنهايته المفاجئة.
تعاظم النفوذ

يعتقد بعض المؤرخين أن خشية القانوني من تعاظم نفوذ إبراهيم باشا هي السبب الرئيسي لإعدامه[8]، وهو ما اختصره الشاعر الفرنسي لامارتين بالقول "نهاية حياة إبراهيم لم تكن لأي سبب، ولا جريمة، سوى عظمته"[9].
” نهاية حياة إبراهيم لم تكن لأي سبب، ولا جريمة، سوى عظمته. “

—لامارتين

ففي آخر نشاط عسكري له، كان إبراهيم قائداً أعلى لكافة الجيوش في مواجهة الإمبراطورية الفارسية الصفوية، ووقع بعض الأوامر العسكرية باسم "سر عسكر سلطان" ما عدّ خرقًا بروتوكوليًا وتجاوزًا على المقام السلطاني، و"خشي السلطان أن تكون تلك الأعمال مقدمات لاغتصاب الملك لنفسه" خاصة مع "ازدياد نفوذه على الجند والقوّاد"[6] واتخاذه القرارات منفردًا دون التشاور مع الوزراء[10].

كما اتهم الصدر الأعظم بطمعه في عرش المجر، بل وبالعرش العثماني نفسه[11][12] "وهما تهمتان لم يقم عليهما برهان"[5].
مؤامرات السلطانة

معظم الروايات واراء المؤرخين اكدت على إبراهيم كان ضحية لمؤامرات "خُرَّم" وهي ابنة كاهن أرثوذكسي أوكراني، بيعت كجارية وغدت لاحقًا الزوجة الثانية -والأثيرة- للسلطان سليمان القانوني، ومارست أدوارًا مهمة ضمن ما يعرف بـ"سلطنة الحريم".

ووفقًا للروايات، فإن السلطانة "خُرَّم" سعت لتقويض ثقة السلطان بإبراهيم باشا، خاصة مع دعمه منذ البداية لولي العهد مصطفى[8] النجل الأكبر للسلطان من زوجته الأولى ماه دوران، وإذ لم يكن بوسعها "تحريك وزير أعظم كهذا ضد ولي العهد الشرعي" فقد حاكت "المؤامرات الدقيقة الخفية التي لا تطفو على سطح الماء" كي تتخلص من "وزير أعظم ذي نفوذ. حيث لم يتمكن أي وزير من الذين تلوه، أن يحصل على نفوذ إبراهيم باشا"[3].

بعد إعدام إبراهيم، وإعدام السلطان أيضًا لولي عهده وابنه الأكبر مصطفى عام 1553، صار التاج العثماني، في نهاية المطاف، إلى سليم، ابن "خُرَّم".

وفي رسالة بعثت بها إلى السلطان، كتبت خُرَّم[13]:
 
إبراهيم باشا الفرنجي حين أقرأ رسالتك يكون ابنك محمد وابنتك مهرماه حولي يبكيان بدموع لا تنقطع. إن رؤية دموعهما تجعلني أجن... تسألني عن السبب في غضبي على إبراهيم باشا، وحين يجمعنا الله ثانية سأذكر لك السبب وستفهمني.
 
إبراهيم باشا الفرنجي
أزمة التماثيل

يعتقد مؤرخون أن إبراهيم ظل محافظاً على روابط مع جذوره المسيحية، وعمد إلى تقريب اليونانيين، وجلب والديه للعيش معه في العاصمة العثمانية؛ ما منح خصومه فرصة ترويج الإشاعات عن تمسكه بمسيحيته وخطورته على الدولة الإسلامية[14].

كان للتشكيك في عقيدة الصدر الأعظم ما يبرره في نظر بعض المؤرخين الذين لاحظوا أن حرص الصدر الأعظم الديني صار يتدني مع تعاظم قوته، وأن معظم أعماله الإسلامية كانت في آخر عهده، ربما لمواجهة الأقاويل حول ضعف إسلامه.

وتقدم واحدة من الروايات مثالًا لما يمكن أن يؤدي إليه التساهل الديني.

فبعد عودته من الحملة المظفرة في المجر عام 1526، جلب إبراهيم باشا من بودا ثلاثة تماثيل لشخصيات الآلهة الرومانية: أبولو وهرقل وديانا، وأقامها في باحة قصره. بالنسبة للعامة، الذين يطلقون على الصدر الأعظم اسم إبراهيم الفرنجي اعتماداً على أصوله الأوروبية، فإن هذا التصرف يدل على ضعف العقيدة، بل وأخطر من ذلك: تمسكاً بالجذور المسيحية.

وسرعان ما انتشر في المجتمع العثماني بيت من الشعر[1][15][16] نُسب إلى الشاعر فيجاني، وترجمته (بتصرف):
في هذا العالم ظهر إبراهيمان الأول هَدَمَ، والآخر نَصَبَ الأوثان

وفي ظل حكومة ومجتمع يرفعان شعار الإسلام، فإن لمثل حملات التشكيك هذه خطورة كبرى، بالنظر إلى أن السلطان العثماني، الذي يعد نفسه خليفة للمسلمين، ليس بوسعه احتمال عواقب صدر أعظم مشكوك في عقيدته.
إساءة استخدام السلطة

يزعم مؤرخون عثمانيون أن إعدام إبراهيم باشا كان بسبب إساءته استخدام السلطة[8]، ويعتقد أن هذه التهمة ارتبطت على نحو خاص بعمليات الحرب العثمانية الصفوية التي سار إليها أولاً إبراهيم باشا، وكان يرافقه مسؤول الخزانة (إسكندر جلبي) الذي أُعدم بسبب ما قيل إنه فساد في تصريف الأموال، أو أخطاء ارتكبها في الحملة.
قصر إبراهيم باشا الفرنجي في إسطنبول.

ويرجّح هؤلاء أن إبراهيم دفع، ولو متأخراً، ضريبة إعدام إسكندر جلبي، كما أنه بموجب القوانين العثمانية، فإن الصدر الأعظم هو صاحب الكلمة الأولى في عمليات الصرف، ويتحمل بالتالي المسؤولية النهائية لتبذير الأموال. رغم ذلك ثبت أن السبب الحقيقى لتخلص إبراهيم منه هو طمعه بالاستيلاء على مكانه.
المحسوبية

كانت واحدة من الأخطاء التي اتهم إبراهيم باشا بارتكابها حماية أقربائه اليونايين ورعاية مصالحهم[7]، والثابت أن الصدر الأعظم لم ينس أصله وعائلته، إذ زاره والده عام 1527، ولاحقًا استضاف أبويه وشقيقيه في الباب العالي[1]، وقد أسلم والداه .
الخيانة

اتهم إبراهيم بالتواطؤ مع النمسا "على ما يضر بصوالح الدولة العلية فغضب عليه السلطان. "[17].
رحيل الحامية

كانت والدة السلطان سليمان القانوني، عايشة حفصة سلطان شخصية ذات حضور قوي في الإمبراطورية العثمانية، ويُعتقد أنها، انطلاقاً من مفهوم "سلطنة الحريم"، كانت توفر حماية لزوج ابنتها خديجة، إبراهيم باشا؛ وبرحيلها فقد الأخير سندًا مهمًا له وانتهى الأمر بإعدامه[2].
زوجة غيورة

كان لإبراهيم باشا زوجة ثانية اسمها محسنة (Muhsine)وانجب منها بنتا، وربما كان ضحية لغيرة زوجته الأولى، شقيقة السلطان،السلطانة خديجة[2].
المكانة

بإعدامه لإبراهيم، خسر السلطان سليمان المنظّر الأول والرئيسي له، والذي عمل منذ البداية على إعلاء صورة القانوني والترويج له بصفته الغازي المظفّر والمنافح عن الإسلام، والفاتح الجديد خلفًا للإسكندر الأكبر، البطل المفضّل لدى السلطان[8].

خروج إبراهيم من المسرح العثماني إبان خلافة السلطان القانوني يختتم الفصل الأول من عهد الأخير، والذي وصلت فيه الدولة إلى أقصى اتساع لها شرقًا وغربًا، وبدا أن "الإدارة الحازمة والثابتة التي ميزت تصريف أمور الدولة منذ عام 1523 إنما تجد تفسيرها في التعاون الوثيق بين العاهل وصدره الأعظم"[18].

ويمكن أن يقدم قصر إبراهيم باشا الذي تحول اليوم إلى متحف للفنون التركية والإسلامية في إسطنبول دلالتين: المكانة التي بلغها الصدر الأعظم، إذ يعد القصر الوحيد بهذا الحجم الذي يبنى لشخص من خارج الأسرة العثمانية، والتصميم الدفاعي الذي يفصح عن حجم العداوات التي كانت تهدد ساكنه.

بمقارنة مكانته هذه مع خلفائه في الصدارة العظمى إبان عهد القانوني، فإنه "حتى تعيين محمد باشا سوكوللو، في أواخر العهد، فإن من شغلوا منصب الصدر الأعظم، رغم كونهم رجالاً قادرين غالباً، هم شخصيات جد باهتة بجانب إبراهيم باشا"[18]، ولم ينعم أحد منهم بالمكانة التي نعم بها والسلطة التي تمت له[5].
"حريم السلطان"

أعاد المسلسل التركي "القرن العظيم" قضية إبراهيم باشا إلى الواجهة، بعد أن كان غير معروف إلا لدى المهتمين بالتاريخ العثماني، وقد ترجم المسلسل ودبلج إلى 11 لغة وبث لأكثر من 31 دولة نهاية عام 2011 وبداية 2012، وتابعه المشاهد العربي تحت اسم حريم السلطان.

ورغم أن المسلسل يعلن، مع بداية كل حلقة، أنه يقتبس من شخصيات تاريخية، بما يعني عدم التزامه بالوقائع، غير أن الكثير من أحداثه تتسق مع أحداث الخلافة السليمانية كما وردت لدى المؤرخين، ومنها حياة إبراهيم باشا القصيرة.

فعلاقة الصداقة الوطيدة بين السلطان وإبراهيم، وبزوغ نجم الأخير وصعوده السريع في سلم الحكومة العثمانية، بل وحتى موهبته في العزف وتعلقه بأسرته اليونانية وزواجه من شقيقة سيده؛ عكسها المسلسل، وبالطبع مع حذف تفاصيل وإضافة أخرى.

كما أقيم في تركيا خلال عام 2011 معرض "عشق السلاطين" الذي تضمن 10 خطابات كتبها إبراهيم إلى السلطانة خديجة، وهي جزء من محتويات الأرشيف العثماني التابع لرئاسة وزراء تركيا [1].
مدفنه

ظل مدفن الباشا موضع حيرة حتى الآن. فبرغم أن المعلومات المتوفرة حتى الآن أنه في حديقة مسورة صغيرة ملحقة بالفناء الخلفى لقصره إلا أن حقارة القبر وصغر مساحته وعدم دفنه في المقابر السلطانية قد أكثر من الاحتمالات والاقاويل حول مكان دفنه وهي كالاتى :

   بارغا : مكان مولده... وذكر البعض أن إحدى وصاياه أن يدفن فيها.
   الجزائر : ابعد ولاية عثمانية... حتى لا يتذكره السلطان.
   مانيسا : أول مكان قابل فيه السلطان والذي كان تحت حكم الأمير مصطفى ولى العهد وربما كان دفنه هناك بطلب من مصطفى.

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Oooouu14

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ouooou11
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Uouo_o11


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 7:24 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني (الحادي عشر )سليم الثاني   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 7:08

الحادي عشر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo21
السلطان سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل (930 هـ/ 28 مايو 1524 م-982 هـ/ 12 /15 ديسمبر1574 م) هو السلطان العثماني الحادي عشر.

يعتقد أن النشاط المبكر لوالدته خُرَّم سلطان، الزوجة الثانية والأثيرة للقانوني، كان وراء وصول سليم إلى كرسي السلطنة؛ حيث تُتهم بالتورط في إسقاط الصدر الأعظم إبراهيم باشا الموالي لولي العهد الشرعي مصطفى وحياكة المؤامرات التي أدت إلى إعدام الأخير، فيما خلت الساحة العثمانية لسليم إثر وفاة شقيقه الأكبر محمد والأصغر جهانكير، وإعدام شقيقه الذي تمرد على تعيينه وليًا للعهد بايزيد[1]
فاتحة عهده

قام الصدر الأعظم محمد باشا الصقلي بإخفاء موت الخليفة القانوني خوفا من ثورة الانكشارية حتى تسلم سليم الثاني الحكم. كان ضعيفًا غير متصف بما يؤهله للحفاظ على فتوحات أبيه وضبط الداخلية .فبدأ سليم الثاني سلطنته، بالتوجه فورا إلى إسطنبول حيث جلس على العرش العثماني، بعدها توجه إلى الجبهة النمساوية، فقابل الجيش العثماني العائد من انتصاره على النمساويين يتقدمه نعش العاهل العظيم السلطان سليمان القانوني، وسلم الصدر الأعظم محمد باشا صوقوللو على سليم الثاني بسلام السلطنة، وفي صحراء سيرم خارج بلغراد، بايع الجيش العثماني وريث العرش، بعدها أدى السلطان الجديد وخلفه الجيش صلاة الميت للقانوني ثم نادى خواجه سلطاني عطاء الله أفندي مربي سليم الثاني في الجيش قائلا: «الصلاة للميت»، وأقام الصلاة، ،يذكر أن القانوني الذي توفي بعد حصار مدينة "زيغتفار" بالمجر في السابع من سبتمبر عام 1566، قد أوصى بدفن جثمانه في "إسطنبول" ولتحقيق وصيته، تم استخراج أعضائه الداخلية بما فيها القلب ودفنها في "زيغتفار"، وتحنيط جثمانه ليتحمل الطريق إلى "إسطنبول" حيث دفن هناك، ثم قام السلطان "سليم الثاني" ببناء ضريح ومجمع للتعليم الديني في المكان الذي دفنت فيه أعضاء والده. انطلق الجيش في موكب جنائزي تحيطه ذكرى سليمان القانوني بالهيبة والوقار، وفي مدينة إسطنبول أقيمت مراسم جنائزية ضخمة تليق بالقانوني، وكان لافتا اشتراك الآلاف من أهالي مدينة إسطنبول في حمل جثمان السلطان الراحل إلى مدفنه بمسجد السليمانية عرفانا بالعدل الذي أسبغه على رعيته طوال عهده الطويل. قام ابنه السلطان "سليم الثاني" ببناء ضريح ومجمع للتعليم الديني في المكان الذي دفنت فيه أعضاء والده، وظلت مباني الضريح والمجمع قائمة لمدة 150 عاماً، إلى أن خرجت المنطقة عن سيطرة العثمانيين، ومن ثم تعرضت للتخريب. يذكر أن سليم الثاني أعطى العديد من سلطاته لوزرائه، وعندما امتنع عن إعطاء العطايا للجنود أظهروا العصيان وعدم إطاعتهم لأوامر قادتهم فاضطر إلى العطاء، ويرى البعض أنه لولا هيبة الدولة في السابق وقوة وزيره محمد باشا الصقلي الذي غدا يدير البلاد من خلف الكواليس لسقطت الدولة وكان مما أقدم عليه أن عقد صلحًا مع النمسا يعترف فيه بأملاكها في المجر مقابل دفع جزية سنوية للسلطنة. فترة حكم السلطان سليم الثاني(1566م - 1574م)
العلاقات مع فرنسا
صورة عن الامتيازات العثمانية للملك الفرنسي تشارلز التاسع.

تم تجديد المعاهدات مع بولونيا وفرنسا، واتفقت فرنسا مع الدولة العثمانية على تعيين هنري دي فالوا شقيق ملك فرنسا شارلز التاسع ملكا على بولونيا (مملكة بولندا) فأصبحت تلك البلاد تحت الوصاية الفعلية للدولة العثمانية حتى عهد مراد الثالث الذي جعلها وصاية رسمية تحت حكم والي البغدان، وتسيدت فرنسا التجارة في البحر الأبيض المتوسط وبدأت ترسل إرساليات مسيحية كاثوليكية إلى رعاياها في الدولة العثمانية لا سيما في الشام، وبذلك بدأ العمل ضد العثمانيين من الداخل وتربية النصارى على الارتباط بفرنسا، ومما يجدر ذكره أن الفرنسيين بدؤوا يظهرون مطامعهم في الشمال الإفريقي مستغلين نتيجة معركة ليبانتو، حيث قاموا بتقديم طلب لدى السلطنة العثمانية للسماح لفرنسا ببسط نفوذها على الجزائر بحجة حماية الإسلام والمسلمين مقابل مبلغ مالي تدفعه فرفض الخليفة ذلك ووافق بعد إلحاح على إعطائهم امتيازات تجارية.
الأعمال الحربية

كما جهز محمد باشا الصقلي حملة عسكرية لفتح أستراخان التي وقعت تحت سيطرة الروس بقيادة إيفان الرهيب وأخذوا يقطعون طرق التجارة والحج على أهل خوارزم وسمرقند وبخارى وما حولهم من المناطق، وكانت خطة العثمانيين تقضي بجعل أستراخان قاعدة عسكرية عثمانية للحماية من الروس وإيقاف طموحاتهم التوسعية وحفر قنا تربط بين نهري الدون والفولجا مما يسمح للبحرية العثمانية بالنفاذ إلى بحر قزوين، كما أن احتلال أستراخان سيوفر طريقا مفتوحا لغزو شاه الفرس من الشمال بدلا من الخوض من جهة جبال أذربيجان الوعرة. تمكن الجيش من حفر ثلث القناة المخطط لها حتى جاء فصل الشتاء مما جعل العمل يتوقف. استعمل العثمانيون سفنا صغيرة محملة بالمدافع للهجوم على أستراخان لكن دون نجاح حقيقي، وبشكل عام تمكنت الحملة من وضع حد لتقدم الروس مؤقتا. لكنها لم تنجح في حسم الصراع الذي سيصبح فيما بعد أحد أسباب ضعف وسقوط الدولة .
محاولة استعادة الأندلس

قام بكلربيك "سيد أسياد" الجزائر أولوج علي باشا بإرسال العتاد والسلاح والمؤونة لمسلمي الأندلس، وكان يتصل بهم سرا على الرغم من كل التضييق الذي لحق بهم، كما رتب معهم للقيام بثورة عارمة في البلاد مستغلا انشغال قوات الإسبان بالحرب المستعرة في الأراضي المنخفضة (هولندا)، وفي وقت محدد من تلك السنة تجمع 40 مركبا جزائريا مقابل السواحل الإسبانية لإمداد أهل الأندلس بالجند والسلاح والمؤن، لكن انكشاف أحد رجال الثورة الأندلسيين جعل الإسبان متيقظين لنقاط الإنزال التي ستعمد إليها السفن العثمانية، فصد الإسبان معظم محاولات أولوج علي باشا، ومما زاد من مشاكلات هذا النزاع العواصف والأعاصير التي حدثت في البحر المتوسط في ذلك الوقت من السنة مغرقة 32 سفينة جزائرية.

على الرغم مما سلف ذكره من الأهوال فقد تمكن قلج علي من إنزال 4000 جندي وكمية كبيرة من السلاح بالإضافة إلى عدد من الخبراء العسكريين العثمانيين لتولي مهمة القيادة البرية على الجبهة الأندلسية، وكاتب دار الخلافة قلج علي يأمره أن يستمر في دعم مسلمي الأندلس بكل همة، واستمر قلج علي يرسل كل ما يستطيع من من مساعدات إلى الأندلس وعزم على الذهاب بنفسه إليها ولكن دنو موعد معركة ليبانتو الشهيرة جعل القيادة العثمانية تأمره بالامتناع عن ذلك للمشاركة في المعركة.
معركة ليبانتو

تم في عهده فتح قبرص التابعة للبنادقة آنذاك، كما غزت البحرية العثمانية جزر كريت وظنته وغيرها بدون أن تحتلها واحتلت مدينتين على ساحل البحر الأدرياتيكي، فتوجس أهل البندقية الخوف على أراض إيطاليا ونفوذ البندقية فعقد البابا حلفا بين إسبانيا والبندقية وجنوى ورهبان جزيرة مالطة، فشكلوا أسطولا من 231 سفينة هاجمت العثمانيين الذين قابلوا هذا الحلف ب300 سفينة، وعلى الرغم من مشورة القادة العثمانيين بالتحصن في خليج إحدى الجزر إلا أن القائد الأعلى مؤذن-زاده علي باشا صمم على ملاقاة عدوه في مياه البحر بقرب الساحل، وانتصر الحلفاء، فقتل مؤذن-زاده علي باشا في صراع بين سفينته وسفينة دون جون قائد القوى المتحالفة وغنمت رايته العثمانية المطرزة بالذهب، وقتل وأسر العديد من نخبة البحارة المسلمين بالإضافة إلى استيلائهم على 300 مدفع عثماني، وخطب بابا الفاتيكان بهذه المناسبة وشكر دون جون على نصره، وكان هذا النصر نقطة تحول وتفاؤل لدى الأوروبيين حيث حظيت البحرية العثمانية بصيت أنها لا تهزم.
لوحة لمعركة ليبانتو في متحف الفاتيكان.

أما في الجانب العثماني فقد تمكن قائد الميسرة أولوج علي باشا (بكلربيك الجزائر) من الاستيلاء على راية سفن رهبان مالطا والحفاظ على عدد كبير من السفن التي كانت معه، وعند عودته إلى إسطنبول لقبه السلطان بالسيف ورقاه إلى منصب قائد القوات البحرية (قبودان باشا)، أما محمد باشا الصقلي فدأب يعيد بناء الأسطول البحري بكل ما أوتي من قوة وهمة مستغلا صعوبة الإبحار في فصل الشتاء، وتبرع سليم الثاني بجزء من قصره لتحويله إلى مكان تبنى فيه السفن وأنفق بسخاء من ماله الخاص ولم يقم بجمع أية أموال إضافية من مواطني الدولة التي كانت تنعم برخاء عجيب في تلك الفترة، وفي أقل من سنة تم تشييد 250 سفينة جديدة، فارتعدت البندقية من الخبر مما جعلها توافق على دفع غرامة حربية للخلافة العثمانية قدرها 300 ألف دوكا بالإضافة إلى التنازل عن جزيرة قبرص لا سيما بسبب الخلافات التي دبت بين قادة الحلفاء بعد نصرهم مما أدى تفرقهم، ولم تتجرأ أية أمة غربية على منازلة البحرية العثمانية في تلك السنة.

كان من نتائج معركة ليبانتو تخلي العثمانيين عن مشروع استعادة الأندلس كما يجدر بالذكر أن تأثير هذه الموقعة البحرية الهامة في التاريخ كان بخسارة العثمانيين لعدد كبير من خبرائهم البحريين مما صعب عليهم تعويضه فيما بعد، وظهر ذلك جليا على البحرية العثمانية لاحقا.
فتح تونس والحملة على اليمن

صدرت أوامر الخليفة بتخليص تونس من الإسبان الذين احتلوا تونس عام (980هـ) فانطلق وزير الحربية سنان باشا بجيشه الذي قدم بحرا من إسطنبول مع عدد كبير من القطع البحرية العثمانية لنجدة أهل تونس واستمر حصار المسلمين للإسبان حتى انسحبت القوات الإسبانية وتراجعت إلى جصن منيع جدا عرف باسم البستيون فحوصر الحصن حصارا شديدا حتى افتتحه، وكان سنان باشا يشارك جنده مبادرا حيث راح يشارك في أبسط الأعمال كحمل الأتربة والحجارة، حتى إذا تعرف عليه أحد ضباط الجند قال له: ما هذا أيها الوزير؟ نحن إلى رأيك أحوج منا إلى جسمك، فقال له سنان: لاتحرمني من الثواب.

أرسل الصدر الأعظم محمد باشا الصقلي جيشا كبير وأمر عليه عثمان باشا لردع ثورة في اليمن بإمرة المطهر بن شرف الدين، فدعمه سنان باشا وزير الحرب ووالي مصر بكل ما استطاع جمعه من الأفراد والمواطنين المسلمين في مصر فقضى على الثورة عام 976 هـ، وكانت اليمن من الأهمية لدى الخلافة أنها درع أمام تقدم البرتغاليين إلى الحجاز وقاعدة لضرب نفوذ البرتغاليين في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
وفاته

فيما يشير المؤرخون الغربيون إلى أن وفاة السلطان سليم الثاني تعود إلى إفراطه في تناول الخمر، يذكر المؤرخون المسلمون أنه قضى نحبه بعد انزلاق قدمه أثناء استحمامه في قصر طوب قابي، إذ توفي بعد ذلك بأيام (يوم 15 ديسمبر 1574) متأثرًا بنزيف دماغي[1].

يعد سليم الثاني أول سلطان عثماني يولد في إسطنبول، وكذلك أول من يموت فيها منهم، كما أنه أول سلطان قعد عن قيادة الحملات، إذ رغم تلقيه تعليمًا رفيعًا إلا أنه ترك أمور الدولة إلى صهره ووزيره الأول الصدر الأعظم سوكولو محمد باشا، ومع هذا وقف سليم بذكاء ضد الكثير من قرارات وزيره الأول كما عارض بعضها[1].

و رغم ارتباط المشروبات بشخصيته، و أطلاق اسم "سليم السكيّر" عليه ، فإن السلطان سليم الثاني حظي بمميزات، مثل تواضعه وإدراكه لمصلحة الدولة، و"شاعريته المشهورة"[1].


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 7:25 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني مراد الثالث(الثاني عشر)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 7:16

السلطان الثاني عشر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo22
السلطان مراد بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل السلطان الثاني عشر من سلاطين الدولة العثمانية. ولد عام 953 هـ / 4 يوليو 1546م وتوفى 16/15 يناير 1595 م وتولى الخلافة عام 982 هـ / 1574 م بعد وفاة أبيه حتى وفاته 1595 م، وبعد أن تولى السلطة أمر بمنع شرب الخمر، ولكن ثورة الانكشارية أجبرته على ترك هذا القرار، كما قام بقتل إخوته ليأمن على نفسه من النزاع على الملك وكان ذلك قد أصبح عادة تقريبا وخلفه ابنه السلطان محمد الثالث
لعلاقات الخارجية مع أوروبا

أدخل بولونيا (بولندا حاليا) تحت حماية الدولة العثمانية عام 983 هـ، وجدد للدول الأوربية (فرنسا والبندقية) امتيازاتها، وجعل سفير فرنسا مقدما على سائر السفراء الذين تكاثروا على باب السلطنة العثمانية طلبا للامتيازات التجارية، وتمكنت ملكة الإنجليز إيزابلا من استخلاص امتياز تجاري يسمح للسفن التجارية الإنجليزية بأن ترفع العلم الإنجليزي، وقد كانت كل السفن الأوروبية ما عدى سفن جمهورية البندقية تمنع من دخول الموانئ العثمانية إلا في حال رفعت العلم الفرنسي.
معركة وادي المخازن

حدثت ثورة في مراكش اقتتل فيها ابن الحاكم المتوفى مع عمه الحاكم الشرعي الجديد (أبو مروان عبد الملك)، وانتهى الأمر باستعانة الثوار بالبرتغاليين النصارى الذين جيشوا جيشا كبيرا ضم فيه متطوعة من دول أوروبية مختلفة كقشتالة وإيطاليا بالإضافة إلى العساكر البرتغاليين وأسبغ عليه البابا مباركته واتخذت هذه الحملة الصيغة الصليبية، بينما طلب سلطان مراكش الجديد المساعدة من الخليفة العثماني، فأرسل هذا الأخير العديد من الخبراء العسكريين وفتح الباب للمتطوعين، وانضمت الجيوش العثمانية إلى الجيش المغربي والتقوا مع البرتغاليين والثوار في موقعة القصر الكبير أو وادي المخازن، وعلى الرغم من قلة عدد المدفعية العثمانية (34 مدفع) مقارنة بنظيرتها البرتغالية(40 مدفع)، إلا أن الخبراء العسكريين العثمانيين تمكنوا من أن يشكلوا فعالية من مدافعهم بحيث انتصرت على البرتغاليين والثوار، كما قام الجيش بتدمير الجسر الذي كان يشكل طريق الهروب للجيش الصليبي فغرق الكثير منهم عند محاولتهم الفرار، وقتل سبستيان ملك البرتغال وخيرة جنده، وكان ذلك السبب الرئيسي في خسارة البرتغال موقعها العالمي كقوة عسكرية استعمارية وتجارية احتكرت طرق التجارة مع الهند وسيطرت على المضائق البحرية المهمة لفترة، حيث ضمت البرتغال لإسبانيا التي كانت يحكمها خال الملك القتيل وخسرت استقلالها، وأعيد السلطان الشرعي إلى حكم مراكش، وكثرت الوفود الأوروبية في البلاط المغربي طلبا لود حكامها في تلك الفترة.
المنبر الموجود حاليًا في المسجد النبوي والذي بناه السلطان مراد الثالث
تجدد القتال مع إيران

استغل العثمانيون وفاة طهماسب شاه الدولة الصفوية عام 984 هـ ومقتل ابنه فوجهوا جيشا لاحتلال الكرج ودخلوا عاصمتها تفليس عام 985 هـ ثم أكملوا المسير نحو شيروان في أذربيجان الشمالية فدخلوها عام 986 هـ.

طلب العثمانيون من خان القرم أن يساعدهم في محاربتهم للصفويين، إلا أنه رفض، فوجهوا جيوشهم لتأديبه إلا أنها أنهكت في المسير لوعورة الطريق ومناوشة الروس، وحاصرها خان القرم بجيش كبير. قام عثمان باشا قائد الجيش العثماني بوعد أخو الخان بالحكم إن هو ساعدهم، فقام بقتل أخيه الخان بالسم، فدخل عثمان باشا كافا عاصمة الخان، وعند عودته إلى إسطنبول كوفئ عثمان باشا بتعيينه صدرا أعظما.
قطع نقدية تعود لعهد مراد الثالث
مقتل الصدر الأعظم واضطراب النظام العسكري

قتل الصدر الأعظم محمد باشا الصقلي والذي شهد عهد أربعة من سلاطين آل عثمان كان أولهم سليم الأول، وكان قتل هذا الرجل الفذ الذي صان البلاد بعد وفاة سليمان القانوني بدسيسة من الحاشية السلطانية، وتوالى بعدها تنصيب الصدور العظام وعزلهم، ولم يتمكن القادة في البلاد من السيطرة على جنود الانكشارية الذين لم تعجبهم الهدنة بين الفرس والترك، حيث اعتادوا على السلب والنهب فقاموا بثورات عديدة في البلاد التي كانوا معسكرين فيها، ورأى الصدر الأعظم آنذاك سنان باشا أن يشغلهم بالحرب مع النمسا، فتم إرسال عدد كبير منهم إلى المجر، وكانت الحرب سجالا بين الطرفين، ولعل تغيب السلطان عن الخروج على رأس عساكره في المغازي هو ما جعل زمام الانكشارية ينفلت بعد مقتل محمد باشا الصقلي حيث كان هذا الأخير مرهوب الجانب، يدبر أغلب أمور البلاد ويشرف على المغازي بنفسه.

حدثت ثورة قام بها أفراد من أمراء الأفلاق والبغدان وترانسلفانيا وانضموا إلى النمسا فسار إليهم سنان باشا الصدر الأعظم ودخل بوخارست عاصمة الأفلاق ولكن أمير الأفلاق استطاع أن ينتصر في النهاية وانسحب العثمانيون إلى ما بعد نهر الدانوب وخسروا عدة مدن. كان لتلك الأحداث إيذانا ببداية انهيار النظام العسكري العثماني فيما بعد فماذا يرجا من عساكر لا تتبع أوامر قادتها، وتشتغل بالسلب والنهب وشرب الخمر بدلا من إعلاء راية دينها ودرء الأخطار عن ديارها.
إعادة صنع منبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم

قام السلطان مراد بإعادة صنع منبر النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - من الرخام، وزخرف بأروع الزخارف قبل إلى إرساله إلى المدينة المنورة وهو لا يزال موجودا داخل المسجد النبوي الشريف حتى يومنا هذا.

توفي الخليفة مراد الثالث عام 1003 هـ / 1595م.


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 7:29 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني محمد الثالث(الثالث عشر)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 7:26

السلطان الثالث عشر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo23
السلطان محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل هو الخليفة العثماني الثالث عشر من سلاطين الدولة العثمانية، عاش بين عامي (974 هـ/ 26 مايو 1566 م - 1012 هـ/ 22/21 ديسمبر 1603 م)، وأمسك زمام الحكم في 15 يناير 1595 م حتى 22 ديسمبر 1603 م، كان شاعرا. هو ابن جارية بندقية الأصل، اشتراها السلطان مراد واصطفاها لنفسه وكانت ذات أثر كبير في السياسة وخلفه ابنه السلطان أحمد الأول.
بداية حكمه

في بداية حكمه قتل إخوته الذكور كلهم قبل دفن أبيه وترك تسيير شؤون الدولة الداخلية لوزرائه، فقام عدد من الوزراء ببيع المناصب العسكرية والمدنية وضعفت العملة العثمانية وحدث فساد كبير في ربوع البلاد المسلمة، وزاد موقف حكومة الخلافة تأزمًا الهزائم التي أخذ الجيش يتجرعها في أقاليم البغدان وترانسلفانيا على يد ميخائيل الفلاحي (و يعرف أيضا بالشجاع في كتب الغرب) بمساعدة جيش النمسا.
توليه عموم الجيش

بدا واضحا للسلطان أن انزواءه عن قيادة الجيش وتحمل مسؤوليات الحكم بنفسه كان مفتاح ما حل بالبلاد من الفساد فقام بتشجيع من العلماء الذين حوله من مثل الشيخ سعد الدين أفندي بقيادة عموم الجيش بنفسه، فدب في جيوش الدولة الحمية المفقودة والغيرة المنشودة فافتتحت قلعة أرلو الصعبة والتي عجز سليمان القانوني عن فتحها، وقابل الجيوش النمساوية المجرية المعادية في موقعة كرزت فحطمها ودمرها وشبه هذا النصر بـمعركة موهاكس الفاصلة وحدث كل ذلك في عام 1005 هـ، واستمرت المعارك سجالا بين الطرفين دون حسم، ولم يحدث أن قام سلطان عثماني بقيادة الجيوش بنفسه منذ عهد سليمان القانوني.
إيمانه الإسلامي

كان صاحب إيمان إسلامي كبير، وحدث في المعركة التي تلت فتح حصن كراي فرار أغلب أعوانه وكاد السلطان أن يسقط في الأسر فثبته سعد الدين أفندي : (أثبت أيها الملك فإنك منصور بعون مولاك الذي أعطاك وبالنعم أولاك)، فقام وامتطى حصانه ودعا الله أن ينصره على عدوه وانطلق يحارب عدوه فما هي إلا ساعة حتى تم النصر المبين.

كان السلطان محمد الثالث يقوم من مقامه عندما يسمع اسم النبي محمد إجلالا واحتراما لمقامه.
ثورة الفراريين

قام تمرد في أيامه في الأناضول أثاره جنود هاربون من موقعة كرزت كانت الدولة قد نفتهم إلى الأناضول وتلقبوا بالفراريين تحقيرا لهم، وجاء الثورة في وقت حساس للغاية لانشغال العساكر العثمانية بالحرب في أقاليم المجر إلا أن العثمانيين تمكنوا من محاصرتهم، فاستسلم قائدهم مقابل أن يصبح واليا على أماسيا فوافق الخليفة إلا أنه عاد وقام بثورة جديدة فقتل رئيس المتمردين وتولى أخوه حسن المجنون (أو دلي حسن) من بعده قيادة الثورة واستطاع هزيمة الجيش الذي أرسلته إسطنبول، فاستمالته الحكومة بالأعطيات وأكثرت من الهدايا وعرض عليه ولاية البوسنة فقبل، وهدفت الدولة استعماله وجيشه الثائر على الثغور للاستفادة من قوته، وجاء القدر في صف الخليفة حيث هلك جيش المجنون في المناوشات المستمرة مع الجيوش المجرية والنمساوية.
ثورة الخيالة

قامت ثورة أخرى هي ثورة الخيالة (السباه) في اسطنبول وذلك لأن الدولة لم تستطع تعويضهم ماليا عما فقدوه من ريع إقطاعاتهم في آسيا بسبب فتنة الفراريين، فاستعانت الدولة بالإنكشارية لتقضي على الثورة وقضت عليها بالفعل بعد أن أفسدوا ونهبوا المساجد وغيرها مما وصلت أيديهم إليها.

إن هزائم العثمانيين في عهد محمد الثالث والثورات الهائلة التي حدثت في عصره أصبحت دليلا واضحا على ضعف النظام العسكري العثماني وعدم قدرته على حفظ الأمن الداخلي والسيادة على الأقاليم الخارجية. توفي في عام 1012 هـ / 1603 م وخلفه ابنه السلطان أحمد الأول.
مصادر


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 7:33 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني احمد خان الاول(الرابع عشر)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 7:30

السلطان الرابع عشر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ouoooo10

السلطان أحمد خان الأول (998 هـ / 18 أبريل 1590 م - 1062 هـ / 22 نوفمبر 1617 م) السلطان العثماني الرابع عشر، كان شاعرا وله ديوان مطبوع، وصل إلى الحكم عام (1603 - 1617 م). كان عهده عهد حروب وتمردات وثورات ضد دولته وأبنائه هما السلطان عثمان الثاني والسلطان مراد الرابع والسلطان إبراهيم الأول.
هو أحمد خان الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل
العلاقات مع الشرق

تولى الحكم وهو ابن 14 عاما. كانت نيران الحرب متقدة وحامية الوطيس مع الجيران الإيرانيين، مما شجع بعض القوميات والولايات التي تدور رحا الحرب بقربها على الثورة، ومنها حركة "جان بولاد الكردي" الذي هزم واضطر إلى الفرار إلى إيطاليا وفخر الدين الدرزي. قام الصدر الأعظم ذي الثمانين ربيعا مراد باشا بالقضاء على كل العصاة والثوار. قام الشاه عباس ملك الصفويين باحتلال عدة مدن تتبع الدولة العثمانية كتبريز ووان فاضطر أحمد الأول إلى إجراء صلح مع الصفويين لا سيما بعد وفاة مراد باشا، وكان أحد شروط الصلح أن يعيد العثمانيون كل ماضمه سليمان القانوني من أراض في تلك الجهات بما فيها بغداد.
العلاقات مع الغرب

عملت حكومة النمساوية الكاثوليكية على التضييق على الهنغاريين الأورثودكس، ممل جعل الهنغاريين يراسلون الدولة العثمانية المسلمة طلبا لعدلها وحريتها لتخليصهم من ظلم واستبداد النمسا، وانتخب الهنغاريون أميرا عليهم، فارتاحت الحكومة العثمانية وأمدهم السلطان بالقوات العسكرية لمواجهة النمسا وتمكنت القوة الهنغارية العثمانية من فتح عدة حصون في زمن قليل. أما النمسا فبذلت قصارى جهدها لإغراء الهنغاريين ليتركوا المسلمين فتنازلوا لهم عن كل أراض المجر واعترفوا بحاكمهم ملكا على المجر وأميرا على ترانسلفانيا، فنجح دبلوماسيو الهابسبورج بإيقاف التعاون المجري مع العثمانيين، ونظرا لاستمرار القلاقل الداخلية واستنزاف الجيش على الجبهة الشرقية مع إيران اضطر العثمانيون إلى عقد صلحً في مع النمسا تخلصت فيه النمسا من الجزية السنوية التي كانت تدفعها للدولة العثمانية، أما فرنسا فقد تم تجديد الامتيازات لها بحيث أصبحت تفوق امتيازات الإنجليز والبنادقة، وأعطي ملك فرنسا حق حماية مسيحي القدس وما حولها.

أدخلت هولندا التبغ وطرق أستعماله إلى الدولة العثمانية في عهد الخليفة احمد الأول، فأصدر المتفتي فتوى بتحريم استعمال التبغ فثارت الانكشارية وعزلت الخليفة ونصبت مكانه أخيه السلطان مصطفى الأول.

جرت في عهده حروب بحرية بين السفن العثمانية وسفن الدول الأوربية وكانت في الأغلب تنتهى لصالح أوروبا.
المعمار في عهد أحمد الأول
مسجد السلطان أحمد الشهير.


في عهده أنشأ واحدا من أهم رموز الخلافة العثمانية وهو مسجد السلطان أحمد وهو يعرف في الغرب باسم المسجد الأزرق لنقوشه الزرقاء الأخاذة.


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 7:35 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني مصطفي الاول (الخامس عشر والسابع عشر)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 7:34

السلطان العثماني الخامس عشر والسابع عشر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ouoouo10
مصطفى الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل (1591م - 20 يناير 1639م). وهو السلطان الخامس عشر والسابع عشر العثمانى وتولى حكم الدولة العثمانية مرتيين الأولى (1617-1618) والثانية (1622 - 1623)، لم يهتم بشؤون الدولة ولعله لم يكن يدري شيئا عنها، عمل على قتل إخوته أو حجزهم كما كانت العادة المتبعة لدى السلاطين العثمانيين، وفي سنة 1618 عزله ابن أخيه السلطان عثمان الثاني، إلا أنه رجع إلى الحكم مره أخرى بعد أن قتل الإنكشارية عثمان الثاني في سنة 1622 فحكم سنة واحده ثم عزله ابن أخيه السلطان مراد الرابع في سنة 1623 علي يدي الانكشارية وأصحاب الغايات، وقيل أن عقله كان قد وهن وهو عم كلأ من السلطان عثمان الثاني والسلطان مراد الرابع والسلطان إبراهيم الأول.


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 7:38 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني عثمان الثاني (السادس عشر)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 7:39

السلطان العثماني السادس عشر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo24
عثمان الثاني بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. السلطان السادس عشر العثمانى بعد أن عزل عمه السلطان مصطفى الأول تولى الحكم (1618 - 1622) وعاش (3 نوفمبر 1604 - 20 مارس/ مايو 1622) ,وبعد قتله خلفه عمه مصطفى الأول.وهو شقيق كلأ من السلطان مراد الرابع والسلطان إبراهيم الأول، وهو باني قلعة المعظم الواقعة بين تبوك والعلا
توليه الحكم

خرج على عمه السلطان مصطفى الأول وعزله وأخذ السلطه منه سنة 1618 وتولاها وعمره ثلاثة عشر سنة فقط. أرادت الإنكشارية بهذا استعمال سلطان صغير وضعيف لتنفيذ مآربهم وليغدق عليهم بالعطايا. قام السلطان عثمان بقتل أخيه محمد جريا على العادة السلطانية المؤسفة حتى لا ينازعه أحد الملك، كما عمل على إضعاف صلاحيات المفتي (أحد العقول التي هندست الثورةعلى مصطفى الأول) ليأمن شره.
إعلان الحرب على بولونيا

تدخلت دولة بولونيا (بولندا حاليا)في شؤون إمارة البغدان، مما دفع بالسلطان عثمان إلى تجهيز حملة لقهر تلك الدولة وضمها لأملاكه، ومما عزز عزيمته في ذلك هو أنه أراد أن يفضل بين أملاك الدولة العلية ومملكة روسيا.

عندما انتهت تحضيرات الجيش العثماني، سارت العساكر حتى التقت بالبولونيين في مكان حصين ومنيع في العمق البولوني. هاجم الجيش العثماني الموقع بضرواة وعلى عدة دفعات ولكن بدون فائدة ولعل أبرز نتئج هذه الحملة كانت مقتل قائد الجيوش البولونية، وانتهى الأمر بعقد الصلح بين الطرفين، فجن جنون الخليفة عثمان الثاني لعدم تأديتهم واجبهم ولتفضيلهم الراحة على الموت سبيل الله وإجباره على الصلح مع عدوه.
مقتل السلطان

أعطى عثمان توجيهاته بتشكيل جيوش جديدة في الولايات العثمانية الأسيوية وتدريبها على أحدث النظم العسكرية حتى يستعين بهم للقضاء على الإنكشارية واستبدالهم، ولكن أولئك الأخيرين فطنوا للموضوع فلم يمهلوا السلطان أن يتم مشروعه وتوجوا أفعالهم بقتل السلطان لأول مرة في تاريخ الدولة العلية في 20 مايو 1622 بعد حبسه في زنزانة في سجن Yedi kule تم خنقه من قبل أربع جلاّدين في زنزانته (جرت العادة أن ينفذ حكم الإعدام خنقا بحق النبلاء الأتراك وهي عادة قديمة في التاريخ التركي). ، وكان عمره ثمانية عشر عاما.


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 7:40 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني مراد الرابع(السابع عشر)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 7:49

السلطان العثماني السابع  عشر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo25

مراد الرابع بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل هو السلطان العثماني السابع عشر، عاش بين عامي (1021 - 1049 هـ) / (26 يوليو 1612 - 9 فبراير 1640 م). حكم 17 عاما منذ عام 1032 هـ / 1623 م وكان عمره آنذاك 11 عاما. ضمت بغداد للدولة العثمانية في عهده عام 1639 م. كان مولعا بالشعر كما كان موسيقيًا مميزًا.

تولى أمر الخلافة بعد عزل عمه السلطان مصطفى الأول عام 1032 هـ. وتولى الخلافة وهو صغير فسيطر عليه الانكشارية في بداية الأمر. حدث تمرد في بغداد فأرسل الخليفة جيشًا إليها ولكن الصفويين دخلوا بغداد واستولوا عليها، وبعد وفاة الشاه عباس وتولى ابنه الصغير مكانه استغل العثمانيون الفرصة وحاصروا بغداد ولكنهم لم يتمكنوا من اقتحامها.وهو شقيق كلأ من السلطان عثمان الثاني والسلطان إبراهيم الأول.
جلوسه على السلطه

تولى السلطان مراد الرابع عرش الدولة العثمانية، والأخطار تحدق بها من الداخل والخارج؛ فقد بويع بالسلطنة بعد عزل عمه السلطان مصطفى الأول في (15 من ذي القعدة 1032هـ= 11 من سبتمبر 1623م)، وكانت فرق الانكشارية تعبث بمصالح البلاد العليا، وتعيث في الأرض فسادًا، حتى إنهم قتلوا السلطان "عثمان الثاني" (1027 ـ 1031 هـ= 1618 - 1622م) وكان سلطانًا -على الرغم من صغر سنه- يحاول أن ينهض بالدولة، ويبث فيها روح الإصلاح، ويبعث الحياة في مؤسسات الدولة التي شاخت وهرمت، لكن الانكشارية لم تمكنه من ذلك، واعترضت طريقه، وتدخلت فيما لا يعنيها، ولم يجد السلطان مفرًا من تقليص نفوذهم، وقمع تمردهم، ولو كان ذلك بتصفية وجودهم العسكري، لكنهم كانوا أسبق منه، فأشعلوا ثورة في عاصمة الخلافة في (رجب 1031هـ= مايو 1622م) عرفت في التاريخ بـ"الهائلة العثمانية" راح ضحيتها السلطان الشاب الذي لم يجاوز عمره الثامنة عشرة.

وبعد مقتل السلطان ولّوا السلطان مصطفى الأول وكان لا يملك من أمره شيئا، وصارت مقاليد البلاد في يد الانكشارية، وعمّت أرجاء الدولة الفوضى والاضطرابات، وظلت ثمانية عشر شهرًا دون أن تجد يدًا حازمة تعيد للدولة أمنها وسلامتها.

واستمرارًا لهذا العبث قام الانكشارية بعزل السلطان مصطفى الأول وولوا مكانه ابن أخيه السلطان "مراد الرابع بن أحمد الأول"، وكان حدثًا لا يتجاوز الثانية عشرة، فصارت أمه "كوسم مهبيكر" نائبة السلطنة، تقوم بالأمر دونه، لكن مقاليد الأمور كانت بيد الانكشارية التي علا شأنها وازداد نفوذها، واطمأنت إلى أن السلطنة في يد ضعيفة.
ولاية السلطان

عانت الدولة العثمانية في الفترة الأولى من ولاية السلطان مراد الرابع عدم الاستقرار واستمرار الاضطرابات والفوضى الداخلية التي تجاوزت عاصمة الخلافة إلى أطرافها؛ حيث أشهر والي طرابلس الشام استقلاله، وطرد الانكشارية من ولايته، وفعل الشيء نفسه "أباظة باشا" والي "أرضروم"، واستولى على أنقرة وصادر إقطاعيات الانكشارية.

وانتهزت الدولة الصفوية هذه الفوضى التي عمّت الدولة العثمانية فاستولت على بغداد، وحاولت الدولة أن تستردها، فبعثت جيشًا يقوده الصدر الأعظم "حافظ باشا" فحاصر المدينة في (1033 هـ= 1624م) وضيق عليها الخناق، ولكن دون جدوى فتذمّر الانكشارية، وأجبروا الصدر الأعظم على رفع الحصار والعودة إلى الموصل، ومنها إلى ديار بكر، وهناك ثارت عليه الانكشارية، فعزله السلطان حتى تهدأ الأوضاع، وعين مكانه "خليل باشا" الذي سبق أن تولى هذا المنصب قبل ذلك، لكنه لم يستمر طويلا، وخلفه "خسرو باشا" في سنة (1035هـ= 1627م).

وبعد تولّيه الصدارة إتجه إلى أرضروم، ونجح في إجبار أباظة باشا على التسليم، والدخول في طاعة الدولة، وذلك في سنة (1037هـ= 1629م) لكنه لم يفلح في استرداد بغداد، واضطر إلى رفع الحصار عنها في سنة (1039هـ= 1631م) وفي طريق العودة عزله السلطان مراد الرابع وأعاد حافظ باشا إلى منصب الصدارة مرة أخرى.
ثورة الأنكشاريه

كان خسرو باشا ظلومًا باطشًا، يستند في سلطانه على جماعة الانكشارية في إستنبول التي يوجهها كما يشاء، فلما عزله السلطان أراد أن يكيد له، فأوعز إلى رؤساء الانكشارية أن السلطان لم يعزله إلا لوقوفه إلى جانبهم وتعاطفه معهم، فثارت الانكشارية في العاصمة، وطالبت السلطان بإعادة خسرو باشا إلى منصبه، لكن السلطان رفض مطلبهم، فاشتعلت ثورتهم في (19 رجب 1041هـ= 10 من فبراير 1632)، وقتلوا حافظ باشا أمام السلطان الذي لم يستطع أن يبسط حمايته عليه، ويدفع عنه أذاهم.

كان السلطان يعلم أن خسرو باشا وراء هذه الثورة؛ فأمر بالقبض عليه، لكنه لم يذعن للأمر ورفض التسليم، وكانت هذه أول مرة في التاريخ العثماني يعترض وزير على أمر سلطاني، لكن القوات المكلّفة بالقبض عليه حاصرته في قصره، وقتلته في (19 من شعبان 1041 هـ= 11 من مارس 1632م) وفي اليوم الثاني أشعل الإنكشاريون ثورة هائلة أمام باب سراي السلطان؛ في محاولة لإرهاب السلطان وإفزاعه، لكنه واجه التمرد بالحزم، ورفض مطالبهم، واجتمع بالديوان والعلماء وأعلن أن الفوضى تغلغلت في كيان الدولة، وأن الجيش أصبح لا يحارب، وصار الجندي لا يؤدي واجبه لتدخله في سياسة الدولة، وهدد بأنه لن يتردد في البطش بمن لا يطيعه مهما كان ذلك الشخص.
استتباب الأمن في البلاد

انتهت فترة نيابة السلطانة "كوسم" التي دامت نحو تسع سنوات، وأصبح مراد الرابع طليق اليد في إدارة شئون الدولة، بعد أن ضرب بيد من حديد على الثائرين، وقتل كل من ثبت أن له علاقة بالفتنة، فسكنت الثورة واستقرت الأوضاع، وبدأ السلطان في اتخاذ الإجراءات التي تعيد النظام إلى الدولة؛ حتى يفرغ لاستعادة ما فقدته الدولة من أراضيها.
ثورة فخر الدين المعني الثاني

كان فخر الدين المعني الثاني أمير الدروز وأحد الولات في الشام قد أعلن استقلاله عن الخلافة العثمانية. كانت تجربته فريدة من نوعها حيث استفاد من قضائه لـ 5 سنوات منفيا في فلورانسا ليتأثر بالنهضة الإيطالية ويعقد اتفاقات سياسية وعسكرية سرية مع البابا وأمير فلورانسا. عاد الأمير فخر الدين إلى الأراضي الشامية العثمانية بعد صدور عفو عنه، وتمكن من بسط سيطرته على معظم أراضي لبنان الحديث واتخذ من صيدا مقرا لملكه. عمل على بناء جيش حديث مسلح بالأسلحة الإيطالية كما استقدم خبراء أوروبيين، وجعل لبنة عساكره من الطائفة الدرزية، وفي إحدى مكاتباته لحلفائه الإيطاليين عرض تسليم القدس وقبرص للإيطاليين وحمايتهما في سبيل حصوله على دعم البحرية الإيطالية ومزيد من الدعم العسكري.

انكشفت المكاتبات للسلطان مراد وأراد أن يستأصل شأفته قبل أن يستفحل أمره، ويوقع البلاد والعباد في ما لا تحمد عقباه فأوعز إلى والي دمشق، فتقدم ذلك الأخير مع جيش فاق جيش الأمير فخر الدين عددا وعدة وخبرة فوقع في الأسر مع ابنيه، وعند وصوله إلى إسطنبول حاول مراد الرابع الإبقاء على حياة أمير الدروز للمنجزات الحضارية التي كان قد خلفها في ولايته والخدمات السياسية التي أداها للأستانة إلا أن قيام ثورة حفيد فخر الدين جعلت الخليفة العثماني يأمر بقتله مع ولديه.
الحرب مع الصفويين

خرج السلطان بنفسه على رأس حملة كبيرة إلى بلاد فارس في سنة (1045 هـ= 1635م) وكان النظامُ يسود فرق الجيوش البالغة نحو 200 ألف جندي، فأعاد الانضباط، وما كانت عليه الجيوش العثمانية في أيام سليمان القانوني من ضبط ونظام. واستهل الجيش انتصاراته بفتح مدينة "أريوان" في الشمال الغربي من إيران في (25 من صفر 1045 هـ= 10 من أغسطس 1635م) ثم قصد مدينة "تبريز" ففتحها في (28 من ربيع الأول 1045هـ= 10 من سبتمبر 1635م)، ولم يواصل الجيش فتوحاته في إيران؛ إذ عاد السلطان إلى بلاده طلبًا للراحة.

وما كاد السلطان يستقر في إسطنبول حتى عاود الصفويون القتال، فاستردوا "أريوان" بقيادة الشاه "صافي" بعد حصار لها دام ثلاثة أشهر، واستعادوا مدينة "تبريز" مع أجزاء كبيرة من أذربيجان.

استنفرت هذه الأخبار حماس السلطان الشاب، فخرج في جيش كبير أحسن إعداده، واتجه إلى بغداد، وشرع في حصارها في (8 من رجب 1048 هـ= 15 من نوفمبر 1638م) وكان في المدينة المحاصرة حامية كبيرة تبلغ 40000 جندي، ولم يستطع الشاه الإيراني الاقتراب من الجيش العثماني، واعتمد على قوة جيشه المرابط في المدينة، وأبراج قلعتها الحصينة، لكن ذلك لم يغن عنها شيئا، فسقطت المدينة بعد حصار دام تسعة وثلاثين يومًا، في (18 من شعبان 1048 هـ= 25 من ديسمبر 1638م)، وعادت المدينة إلى الدولة العثمانية بعد أن بقيت في يدي الصفويين خمسة عشر عامًا.

بعد ذلك رغب الشاه الصفوي في الصلح، وعرض على الدولة العثمانية أن يترك لها مدينة بغداد مقابل أن تترك له مدينة "أريوان"، ودارت المفاوضات بينهما نحو عشرة أشهر، انتهت بعقد الصلح بينهما في (21 من جمادى الأولى 1049هـ= 19 من سبتمبر 1639م).
وفاة السلطان مراد الرابع
السلطان مراد الرابع، سلطان الدولة العثمانية من عام 1624 حتى 1640، بريشة "جون يونغ".

وبعد ثمانية أشهر من عودة السلطان مراد الرابع من حملته المظفرة توفي في (16 من شوال 1049 هـ= 9 من فبراير 1640م) وكانت سنه قد تجاوزت السابعة والعشرين بستة أشهر، ولم يترك ولدًا وخلفه أخيه السلطان إبراهيم الأول.

ويُعدّ السلطان مراد الرابع من كبار سلاطين الدولة العثمانية، نجح في إعادة النظام إلى الدولة، وأعاد الانضباط إلى الجيش، وأنعش خزانة الدولة التي أُنهكت نتيجة القلاقل والاضطرابات، ومدّ في عمر الدولة نحو نصف قرن من الزمان وهي مرهوبة الجانب، قبل أن تتناوشها أوروبا بحروبها المتصلة.

يؤخذ عليه أنه في سبيل ذلك استعان بوسائل استبدادية، حتى قيل إنه قتل عشرين ألفا في سبيل تأمين النظام في الدولة.
نبذة اخيرة عن سياسته

عانت الدولة في الفترة الأولى من ولايته من عدم الاستقرار، واستمرار الفوضى والمنازعات داخل الدولة وخارجها، وكانت الأمور كلها في يد السلطانه "كوسم مهبيكر" وظل الأمر على هذا النحو من الفتن والقلاقل وثورات الانكشارية حتى انتهت فترة نيابة السلطانه كوسم التي دامت نحو تسع سنوات، وأصبح مراد الرابع طليق اليد في إدارة شئون الدولة؛ فنجح في إعادة الأمن إلى الدولة التي كادت تمزقها الفتن والخلافات، وضرب بيد من حديد على الخارجين عليه والثائرين، وأنعش خزانة الدولة التي أرهقت في فترة الاضطرابات، ومد في عمر الدولة نصف قرن من الزمان قبل أن تتناوشها أوروبا في حروب متصلة، واستعان في تحقيق ذلك بكل وسائل البطش والقهر مدة ثماني سنوات، حتى ليقال: إنه قتل عشرين ألفاً في سبيل تأمين النظام في الدولة.

كاد بطشه واستبداده وميله إلى سفك الدماء يقضي على ذرية آل عثمان من الرجال، وكانت هناك عادة سيئة يقوم بها سلاطين آل عثمان منذ عهد السلطان بايزيد الأول، حيث يقدم كل سلطان جديد على قتل إخوته الذكور بعد توليه السلطة، وكان هذا السلطان قد استصدر فتوى تجيز هذا القتل على أسباب المنافسة على الحكم.

وكان السلطان عثمان الثاني بن السلطان أحمد قد قتل أحمد وولي عهده محمد وكان في السادسة عشرة من عمره، فلما ولي السلطان مراد الرابع الحكم استمر في تطبيق هذه العادة المخزية؛ فقتل أخاه وولي عهده بايزيد، وكان في الثالثة والعشرين من عمره، وقتل أخاه سليمان، ودُفن الشقيقان في مقبرة أبيهما السلطان أحمد، ثم لم يلبث مراد الرابع أن أمر بقتل أخيه الثالث "قاسم"، ولم يبق من إخوته الذكور سوى إبراهيم الذي أصبح ولياً للعهد بعد قتل أخيه القاسم.

وشاء الله أنه كلما ولد ابن للسلطان مراد الرابع توفي بعد فترة، ولم يعش له أي أمير من أولاده حتى يجعله وليًّا، وبلغت الحماقة بمراد الرابع أنه عزم على قتل أخيه إبراهيم، لكن والدته السلطانة كوسم منعته حتى لا تنقرض سلسلة سلاطين آل عثمان، وهكذا نجا إبراهيم من القتل، وأصبح الوحيد من آل عثمان الذي بقي على قيد الحياة، ولو قدر له أن يموت لانقطع النسل من جهة الرجال.


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 7:41 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني ابراهيم الاول (التاسع عشر)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 7:56

التاسع عشر
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ouoooo11
براهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.

(5 نوفمبر 1615 م - 18 أغسطس 1648م)، الخليفة العثماني التاسع عشر. جلس السلطان على العرش بعد وفاة أخيه السلطان مراد الرابع في (16 من شوال 1049 هـ – 9 فبراير 1640 م) حتى 12 أغسطس 1648، وكان في الخامسة والعشرين من عمره، وقضى فترة إمارته في عهد أخويه عثمان الثاني ومراد الرابع بعيداً عن أي مهام، وشاهد مقتل إخوته الأربعة الكبار، وبقي ينتظر مثل مصيرهم، وهذا جعله عصبياً ومضطرباً لا يستقر على شيء، كما أنه لم يكمل تحصيله العلمي، ولم تتوافر له المهارة العسكرية بسبب العزلة التي فرضت عليه، وفي بداية حكمه حاول أن يكون مثل أخيه السلطان مراد الرابع، ولكن لم تكن له صفاته؛ فاضطربت أمور الدولة، وتوالى عزل الصدور العظام أو قتلهم، ولأن الدولة كانت قد استعادت هيبتها في عهد سلفه مراد الرابع فإن قصور إمكانات السلطان وضعف سياسته لم تؤثر تأثيراً قوياً في جسد الدولة الكبير.

وشقيق كل من السلطان عثمان الثاني والسلطان مراد الرابع ووالد كل من السلطان محمد الرابع والسلطان سليمان الثاني والسلطان أحمد الثاني وعمه هو السلطان مصطفى الأول، وخلفه في الحكم ابنه السلطان محمد الرابع.
تنصيب السلطان إبراهيم

توفي السلطان مراد الرابع ولم يترك أولادا فذهبت ولاية عهده إلى أخيه إبراهيم الذي كان مسجونا آنذاك، وعندما اندفعت الحاشية المالكة لتهنئ السلطان الجديد، ظن أنهم يريدون قتله وأنها مكيدة من أخيه لاختبار ولائه، فرفض الملك وأعرض عنهم وقال لهم بأنه يفضل السجن ولم يصدقهم حتى قابلته أمه ومعها جثة السلطان مراد، فتيقن من الخبر ورضي أن يتولى سدة الخلافة، وتقلد سيف عثمان بن أرطغل في مسجد أبي أيوب الأنصاري، وكان مما خطب أنه قال:الحمدلله اللهم جعلت عبداً ضعيفاً مثلي لائقاً لهذا المقام اللهم اصلح واحسن حال شعبي مدة حكمي.
السياسة الداخلية

وكان مما ترتب على ضعف السلطان ما عرف بـ"سلطنة الحريم"، وهو تدخل سيدات الحرم السلطاني في شئون الدولة، وتغلغل نفوذهن في أجهزة الحكومة، وبلغ تأثيرهن أثرا كبيرا وتمكن الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا من الوقوف في وجههن والضرب بيد من حديد على المفسدين.

كان السلطان مراد الرابع قد أجرى الكثير من الإصلاحات الداخلية كمحاربة الفساد وترويض الإنكشارية وتحديث الجيش، مما حدا بالخليفة الجديد لإصلاح النظام الاقتصادي وإعادة تنظيمه كما اتجه إلى الاقتصاد في نفقات الجيش والأسطول البحري.
فتح جزيرة كريت

رغم الحالة السيئة التي كانت عليها أجهزة الحكومة، وتغلغل نفوذ نساء القصر؛ فإن الدولة ظلت قوية لم تتأثر كثيرًا بتخبط السلطان، وقام السلطان في وقت تيقظه وانتباهه لتبعات منصبه بغزو جزيرة كريت، وكان استقلالها عن نفوذ الدولة أمرًا يدعو للدهشة؛ فدولة كبرى مثل الدولة العثمانية التي لها أسطول دائم في المحيط الأطلسي تترك جزيرة كريت التي تقع في متناول يدها خاضعةً لجمهورية البندقية.

ونتيجة لهذا قررت الدولة الاستيلاء على جزيرة كريت، فأعلنت الحرب على البنادقة واعتقل كل البنادقة في البلاد، ودأب السلطان إبراهيم على زيارة الترسانة البحرية، والإشراف على الاستعدادات، وأعطى القيادة العليا لمشير البحر الوزير يوسف باشا، وتحركت الحملة باحتفال كبير في (5 من ربيع الأول 1055 هـ = 30 إبريل 1645م)، وكانت تضم 106 سفن و300 ناقلة جنود، وما يزيد على 70 ألف جندي، وفي الطريق توقفت في نافارين، ثم وصلت الحملة إلى كريت، وضربت حصارًا حول قلعة "كانية"، واستسلمت القلعة على الرغم من تحصينها وقوة دفاعاتها وذلك لعدم وصول أسطول البندقية في الوقت المناسب، غير أن الحملة لم تتمكن من السيطرة على الجزيرة كلها، وتركت قوة تعدادها 12000 جندي للمحافظة على كانية وحمايتها، ومواصلة فتح الأجزاء المتبقية في الجزيرة، وفي السنة التالية فرض العثمانيون حصارًا حول "كنديا" عاصمة الجزيرة، لكن حال دون فتحها تمرد الجنود الإنكشارية.

وفي أثناء الاشتباكات في جزيرة كريت قامت دولة البندقية بالرد على العثمانيين بالإغارة على عدد من ثغور المورة (اليونان)، وذكر المستشرقون في كتبهم أن الخليفة إبراهيم هاح لهذا الأمر واعتزم قتل جميع المسيحيين في إسطنبول، لولا أن وقف في وجهه "أسعد زاده" أبو "سعيد أفندي" شيخ الإسلام، وحذره من الإقدام على مثل هذا العمل، ولعل هذا الأمر مفترى على السلطان ولكنه يشهد على حسن سلوك شيخ الإسلام.
تمرد الأنكشاريه وخلع السلطان إبراهيم وقتله

ازدادت أحوال الدولة سوءاً، واضطربت ماليتها، ونزع الإنكشارية إلى التكتل والتدخل في شئون الدولة، وحاول السلطان إبراهيم أن يقمع الفتنة، ويتخلص من زعماء الإنكشارية بعد أن علا صوتهم، وازداد تدخلهم في شئون الدولة، وتركوا مهمتهم الأصلية في الدفاع عن الدولة ومهاجمة أعدائها إلى التذمر وانتقاض أعمال السلطان، والقيام بالسلب والنهب.

وعندما علم زعماء الإنكشارية بعزم السلطان، تحركوا سريعًا وأعلنوا ثورتهم، وعاونهم فيها شيخ الإسلام "عبد الرحيم أفندي" وبعض العلماء، وكانت السلطانة الوالدة "كوسم مهبيكر" تقف وراء الثورة، واتفق الجميع على عزل السلطان وتولية ابنه "محمد الرابع"، ولم يكن قد أتم السابعة من عمره، ووقعت هذه الثورة في (18 من رجب 1058 هـ = 8 أغسطس 1648م)، وتحقق لها خلع سلطان غير قدير إلى حد كبير، ولا يصلح لتولي مسئولية دولة عظيمة كالدولة العثمانية، غير أن وجوده كان سيمنع –على الأقل- كثيرًا من التصرفات السيئة إذا ما قورن بالنتائج السيئة التي ستترتب على جلوس طفل صغير على عرش دولة كبيرة.

وبعد عشرة أيام من عزله قرر العصاة -الذين قاموا بهذه الفتنة- قتله حين تنادى بعض رجال الدولة بضرورة عودته، لكن ذلك لم يكن في صالحهم، وكان عمر السلطان حين قتل خنقًا قد بلغ الثالثة والثلاثين، ودُفن في قبره الموجود في رواق جامع "آيا صوفيا" إلى جانب عمه "مصطفى الأول".


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 8:01 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني محمد الرابع(العشرين)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 8:04

السلطان العثماني العشرين
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ouooou12
السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.

عاش ( 2 يناير 1642 - 1 يونيو 1693) وتولى الحكم ( 12 أغسطس 1648 - 8 نوفمبر 1687), وهو شقيق كلا من السلطان سليمان الثاني والسلطان أحمد الثاني و أعمامة كلا من السلطان عثمان الثاني والسلطان مراد الرابع, و خلفه شقيقه السلطان سليمان الثاني. وبعد توليه الحكم أستكمل فتح جزيرة كريت. في الأيام الأخيرة من حكم السلطان العثماني إبراهيم خان الأول ساءت أحوال الدولة وازدادت الأمور سوءًا، واضطربت مالية البلاد، ونزع الجنود الإنكشارية إلى التدخل في شئون الحكم وعمت الفوضى والقلاقل، وحاول السلطان أن يعيد الأمور إلى نصابها ويقمع حالة الفوضى التي اجتاحت العاصمة إستانبول، ويقضي على رؤوس الفتنة من الإنكشاريين الذين تخلوا عن وظيفتهم في الدفاع عن البلاد، وتفرَّغوا لمناهضة السلطان، لكن السلطان لم ينجح في عزمه، وكان الإنكشاريون أسرع منه، فاشتدت ثورتهم التي اندلعت في (18 رجب 1058 هـ / 8 أغسطس 1648م)، ولم تنته ثورتهم إلا بخلع السلطان وتولية ابنه محمد بدلاً منه في منصب الخلافة.
تولية السلطان محمد الرابع (فترة النيابه)

كان السلطان محمد الرابع حين جلس على عرش الدولة في السابعة من عمره، فقد ولد في (29 رمضان 1051 هـ / 1 يناير 1642م)، ولما كان صغيرًا فقد تولت جدته "كوسم مهبيكر" نيابة السلطنة، وأصبحت مقاليد الأمور في يديها، واستمرت فترة نيابتها ثلاث سنوات، ساءت فيها أحوال الدولة وازدادت سوءًا على سوء، واستبد الإنكشارية بالحكم، وسيطروا على شئون الدولة، وتدخلوا في تصريف أمورها، ولم يعد لمؤسسات الدولة معهم حول ولا قوة، وقد أطلق المؤرخون على هذه الفترة "سلطنة الأغوات".

وبعد وفاة السلطانة الجدة سنة 1062 هـ / 1651م لم يكن محمد الرابع قد بلغ السن التي تمكنه من مباشرة سلطاته وتولي زمام الأمور، فتولت أمه السلطانة خديجة تاريخان نيابة السلطنة، وكانت شابة في الرابعة والعشرين، اتصفت على صغرها برجاحة العقل واتزان الرأي، ذات رأي وتدبير، تحرص على مصالح الدولة العليا التي أصبحت تعصف بها أهواء الإنكشارية، ولذا شغلت نفسها بالبحث عن الرجال الأكفاء الذين يأخذون بيد الدولة، ويعيدون إليها هيبتها، وكانت تأمل في أن تجد صدرًا أعظم قديرًا يعتمد عليه السلطان في جلائل الأعمال، حيث توالى على هذا المنصب كثير من رجال الدولة الذين عجزوا عن الخروج بدولتهم من محنتها الأليمة.

وجدت السلطانة الشابة ضالتها المنشودة بعد خمس سنوات من البحث الدءوب في محمد باشا كوبريللي، وهو من أصل ألباني، قوى الشكيمة، ورجل دولة من الطراز الأول، فاشترط لنفسه قبل أن يتولى هذا المنصب الرفيع أن يكون مطلق اليد في مباشرة سلطاته وألا تُغلّ يده، فقبلت السلطانة هذا الشرط؛ حرصًا على مصالح الدولة، ورغبة في أن يعود النظام والهدوء إلى مؤسسات الدولة وبليبيا الخاضعة للحكم العثماني كانت تعم الفوضي بعهد الداي عثمان الساقزلي إلى أن نجح أمر حامية طرابلس أحمد القرمانالي وهو ذو أصول لعائلة قادمة من قرمان بالانقلاب والاستيلاءعلي طرابلس الغرب ليؤسس حكم الأسرة القرمانلية اما خارج أسوار مدينة طرابلس فكانت السيطرة فيها لرجال البادية وكان الحاكم الشهير عبد الرحمن الجبالي سيد روحة بن عبدالله بن عبد الهادي بن عوكل بن عبيد بن محارب بن عقار الشريف أولاد سالم وله معارك شهيرة مع بن جميل حاكم فزان وسيف النصر الأول والمرامير وكانت تخضع له العربان بالبادية من ساحل الاحامد الي الجبل الأخضر ومقره قصر الجبالي بسرت ومدحه العياشي في رحلة العطش(ماء الموائد 1056 \1064) هجرية بأن قال قهر الاعراب وتوود إليه الاتراك وعم الأمان لطرق القوافل إلى دول جنوب الصحراء والسودان وكان سببا لحقد الجميع عليه.
محمد الرابع يباشر سلطاته (فترة آل كوبريللي)

باشر كوبريللي عمله في (26 من ذي القعدة 1066 هـ / 15 سبتمبر 1656م)، وأعلن أن السلطان محمد قد بلغ سن الرشد، وانتهت بذلك نيابة السلطانة الوالدة التي دامت خمس سنوات، وتوارت إلى الظل، ولم تتدخل في أمور السلطنة بعد أن اطمأنت أن مقاليد البلاد في يد أمينة، وانصرفت إلى أعمال الخير وتربية ولديها: سليمان وأحمد.

بدأ محمد باشا كوبريللي أعماله بإعادة هيبة الدولة، فضرب على يد الخارجين من الإنكشارية بيد من حديد، وأجبرهم على احترام النظام، والانشغال بعملهم والتفرغ للدفاع عن الدولة وحمايتها باعتبار أن هذا هو عملهم الأساسي ووظيفتهم الأولى، وليس لهم حق التدخل في شئون الدولة، وكان لسياسته الحازمة وميله إلى الشدة والترهيب فيما يتصل بأمور الدولة أثره في انتظام أمور الدولة واستتاب أمنها، ثم كلفه السلطان محمد الرابع بالدفاع عن الدولة أمام الأخطار المحدقة بها، فهزم البنادقة، وأخذ منهم جزيرة "لمنوس" وبعض الجزر الأخرى، وكان هؤلاء قد استولوا على هذه الجزر، واحتلوا مضيق الدردنيل، وفرضوا حصارًا بحريًا على الدولة، ومنعوا دخول المواد التموينية إلى إستانبول، فارتفعت الأسعار، وتدهورت الحالة الاقتصادية، ولولا نجاح كوبريللي في فك هذا الحصار لتعرضت الدولة إلى خطر فادح.
سقوط قلعة نوهزل النمساوية

استمرت صدارة محمد كوبريللي خمس سنوات، نجحت الدولة في أثنائها أن تسترد عافيتها ويعود إليها بعض من هيبتها القديمة على الساحة العالمية، وبعد وفاته سنة 1072 هـ / 1661م أصدر السلطان محمد الرابع أن يتولى أحمد كوبريللي منصب الصدارة العظمى خلفًا لأبيه، وكان في السادسة والعشرين من عمره، ويعد أصغر من تولى هذا المنصب في تاريخ الدولة العثمانية، لكنه كان عظيم الكفاءة، متعدد المواهب، على دراية واسعة بالسياسة العالمية، وما إن تولى منصبه حتى أدرك أن جبهة الدولة الخارجية تحتاج إلى جهود كثيرة منه، فترك متابعة أمور الدولة الداخلية إلى قرة مصطفى باشا، وتحرك هو إلى إعلان الحرب على النمسا التي انتهزت فرصة انشغال الدولة العثمانية بأمورها الداخلية المضطربة، فاعتدت على حدود الدولة، وبنت عليها قلعة حربية، على الرغم من مخالفة ذلك للمعاهدة المعقودة بينهما، لكنها لم تستجب لنداءات الدولة العثمانية المتكررة.

تحرك الصدر الأعظم من أدرنة على رأس جيش هائل يبلغ نحو 120 ألف جندي، مزودين بالمدافع والذخائر والعتاد، حتى وصل إلى قلعة نوهزل الشهيرة، وكانت تقع شمال غرب يودابست، على الشرق من فيينا بنحو 110 كم، ومن براتسلافيا بنحو 80 كم، وكانت بالغة التحصين، فائقة الاستحكامات حتى أصبحت من أقوى القلاع في أوروبا، وما إن وصل كوبريللي إلى القلعة حتى ضرب عليها حصارًا قويًا دام سبعة وثلاثين يومًا، اضطرت القلعة بعدها إلى طلب الصلح والاستسلام، فوافق الصدر الأعظم، شريطة جلاء الحامية عن القلعة بغير سلاح ولا ذخيرة، فدخلها في 25 صفر 1074 هـ / 28 سبتمبر 1664م، وبعد استسلام هذه القلعة العظيمة استسلمت حوالي 30 قلعة نمساوية، واضطرت النمسا إلى طلب الصلح، ودفعت للدولة العثمانية غرامات حرب رزمية قدرها 200 ألف سكة ذهبية، وأن تبقى كافة القلاع التي فتحتها الجيوش العثمانية تحت سيادتها، وعاد كوبريللي إلى أدرنة مكللا بالنصر في 2 رمضان 1075 هـ / 17 مارس 1665م.
فتح كريت

لم يكد يمضي سنتان على هذا النصر حتى كلف السلطان محمد الرابع قائده المظفر أحمد باشا كوبريللي باستكمال فتح جزيرة كريت التي فتحها السلطان إبراهيم الأول لكن ظلت قلعة "كانديه" وبعض القلاع بالجزيرة تقاوم العثمانيين بسبب المساعدات التي تتلقاها من بلاد أوروبا.

تحرك كوبريللي على رأس أسطول بحري إلى جزيرة كريت، وضرب حصارًا حول كانديه في رمضان 1077 هـ / مارس 1667م ودام الحصار نحو سبعة أشهر صمدت خلالها القلعة ثم عاود الحصار مرة أخرى في 8 محرم 1079 هـ / 18 يونيو 1668م) لكنه طال هذه المرة، حتى تجاوز العامين، وفي النهاية تنازلت البندقية عن كانديه بما فيها من مدافع وأسلحة للدولة العثمانية، وأصبحت كريت تابعة للدولة العثمانية، وقضى كوبريللي وقتًا بعد الفتح في إصلاح القلاع والأسوار والأبنية، ثم غادر الجزيرة في 14 من ذي الحجة 1080 هـ / 5 مايو1670م بعد أن ظل بها ثلاث سنوات ونصف السنة.

في أثناء تولي كوبريللي الصدارة العظمى دخلت بلاد القوقاز جنوبي روسيا في حماية الدولة العثمانية، فلما حاولت بولونيا الاعتداء على بلاد القوقاز استنجدت بالدولة العثمانية التي تحركت على الفور لنجدتها، وأجبرت ملك بولونيا على طلب الصلح.
الحملة على روسيا

نشبت الحرب مع روسيا بسبب الصراع حول أوكرانيا فغادر السلطان محمد الرابع وقرة مصطفى باشا الصدر الأعظم الذي تولى المنصب بعد وفاة كوبريللي في 24 رمضان 1087 هـ 30 أكتوبر 1676م إستانبول على رأس حملة هائلة هي الحملة الأولى لسلطان عثماني على روسيا في 8 ربيع الأول 1089 هـ / 30 مارس 1678م)، حتى بلغت قلعة جهرين في أوكرانيا، فضربت حولها حصارًا، وكانت قلعة محصنة، وكان يدافع عنها جيش روسي ضخم يقدر بمائتي ألف جندي، لكن القلعة سقطت بعد اثنين وثلاثين يومًا، وقُتل من الجيش الروسي 20 ألف جندي، ثم عاود السلطان محمد الرابع حملة ثانية على روسيا بعد عامين من حملته الأولى، لكنها انتهت بعقد معاهدة أدرنة بين الدولتين في 22 محرم 1092 هـ / 11 فبراير 1681م، واتفق الطرفان على أن تقسم أوكرانيا بين العثمانيين والروس، على أن يكون القسم الأكبر من البلاد تحت الحكم العثماني، وأن تستمر روسيا في تقديم الضريبة السنوية إلى بلاد القرم التابعة للعثمانيين، وأن تدفع المبالغ المتراكمة عليها خلال سنوات الحرب مرة واحدة.
السلطان محمد الرابع، حصار فيينا
حصار فيينا للمرة الثانية

كانت الدول الأوربية قد تألبت على الدولة العثمانية وأفزعها ما بلغته من قوة، فأخذت تتحرش بها، وكانت النمسا تقف في مقدمة الدول المناوئة لها، فاتخذت الدولة قرارها بتوجيه ضربة قوية للنمسا حتى تكف يدها عن التدخل في شئون المجر التي كانت خاضعة للدولة العثمانية.

وفي 19 رجب 1094 هـ / 14 يوليو 1683م وصل الجيش العثماني بقيادة قرة مصطفى باشا إلى فيينا، وضرب عليها حصارًا شديدًا، استمر الحصار شهرين تهدمت في أثنائه أسوار المدينة المنيعة، واستشهد آلاف العثمانيين الطامعين في نيل شرف الفتح، وانزعج البابا بعد أن أدرك خطورة الموقف، وتحركت أوروبا لنداءاته، وجاءت الإمدادات والمساعدات إلى فيينا، واستطاعت أن تعبر جسر "الدونة" إلى المدينة المحاصرة، وكان الإقدام على هذا العمل خطورة كبيرة لأن الجسر كان تحت سيطرة العثمانيين، لكن المكلف بحماية الجسر لم ينسفه عند مرور هذه القوات وتركها تعبر في سلام إلى المدينة، في واحدة من أكبر الخيانات التي شهدها التاريخ العثماني، ولما نشب القتال انهزم العثمانيون وفكوا حصارهم عن فيينا في 20 رمضان 1094 هـ / 12 سبتمبر 1683م، ودقت كنائس فيينا أجراسها فرحة بهذا النصر، وجاوبتها كافة أجراس العالم المسيحي.
نهاية السلطان محمد اخر الفاتحين (فترة النكبات)

تلقى محمد الرابع أنباء هذه الهزيمة المدوية ولم يفعل شيءًا سوى أن بعث بمن قتل الصدر الأعظم الكفء قرة مصطفى باشا تحت تأثير بعض الوشاة والكارهين للصدر الأعظم وذلك في 6 محرم 1095 هـ / 25 ديسمبر 1683م، وبدأ ر وأن يسترد بعض ما فقدته الدولة في المجر، لكنه لم ينجح، وتلقى صدره الأعظم سليمان باشا هزيمة منكرة في سهل موهاكس أمام التحالف المقدس في 3 شوال 1098 هـ / 12 أغسطس 1687م.

كان من نتائج الهزائم المتتابعة التي لحقت بالدولة العثمانية في أواخر عهد محمد الرابع أن ثار الجيش في وجهه، وقام بخلعه في 3 محرم 1099 هـ / 8 نوفمبر 1687م بعد أن دامت سلطنته نحو أربعين سنة، وكانت الدولة في تاريخ خلعه قد فقدت كثيرًا من أراضيها للبنادقة والنمساويين، وتولى بعده أخوه سليمان الثاني، ودخلت الدولة العثمانية في عصر توقف الفتوح.
مصادر


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 8:02 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني سليمان الثاني (الحادي والعشرين)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 8:14

السلطان العثماني 21

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ouuooo10



السلطان سليمان الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل وعاش ( 15 أبريل 1642 / 1052هـ - 23/22 يونيو 1691 / 1102هـ ) وتولى الحكم ( 8 نوفمبر 1687 - 22 يونيو 1691), سلطان الدولة العثمانية الثانى والعشرين وهو شقيق كلا من السلطان محمد الرابع والسلطان أحمد الثاني و أعمامة كلا من السلطان عثمان الثاني والسلطان مراد الرابع, و خلفه شقيقه السلطان أحمد الثاني.

تولى الحكم بعد أخيه محمد الرابع عام 1099 هـ وكان عمره يزيد على 44 سنة. أكثر من عطايا الجند ولم يعاقبهم على مافعلوه بأخيه فطمعوا فيه وتمردوا عليه وقتلوا قادتهم وقتلوا الصدر الأعظم سياوس باشا وسبوا نساءه فعين الخليفة صدرا أعظم جديدا وهو مصطفى باشا بن محمد كوبرلي.

انتهز منافسو الدولة العثمانية الفوضى الحاصلة في البلاد، فاستردت النمسا كثيرا من المواقع والمدن وكذلك فعلت البندقية وتوالت الهزائم محمد كوبريلى وسار على نهج أبيه وأخيه فحمى الأهالي من تصرفات الجند وأعطى الجنود حقوقهم وعامل النصارى معاملة حسنة فأحبه الناس حتى أن نصارى المورة ثاروا ضد البندقية وطردوا جيشها من بلادهم. استعاد بعض المواقع من النمسا وأخضع خان القرم، أعاد تيكلي المجري إقليم ترانسلفانيا إلى الدولة العثمانية وبتلك الانتصارات استعاد العثمانيون كثيرا من هيبتهم. توفي الخليفة عام 1102 هـ ولم ينجب، فتولى مكانه أخوه أحمد الثاني.


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 7 مايو - 8:06 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني احمد الثاني(الثاني والعشرين)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالثلاثاء 6 مايو - 8:15

السلطان العثماني الثاني والعشرين

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ououoo26


السلطان أحمد الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.(1052 هـ/1643 - 1106 هـ/1695) الخليفة العثماني الثالث والعشرين. تولى الحكم عام 1106 هـ لمدة 4 أعوام حتى وفاته. كان خطاطا محترفا، فكان يكتب المصاحف بخطه. تولى الحكم بعد أخيه سليمان الثاني الذي يصغره بشهرين عام 1102 هـ. في أيامه توفي الصدر الأعظم مصطفى كوبريلى وهو يجاهد ضد النمسا وتولى بعده عربجى باشا وكان ضعيفا.

ضاعت أيامه البندقية وبعض جزر بحر إيجة. تولى الحكم بعده ابن أخيه مصطفى الثاني بن محمد الرابع.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني مطفي الثاني ( الثالث والعشرين)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالأربعاء 7 مايو - 8:12

السلطان العثماني مصطفي الثاني
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ouoouo11

السلطان مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.

(1106 هـ -1115 هـ / 6 فبراير1664م - 28 ديسمبر 1703م) السلطان العثماني الثالث والعشرين، عاش بين عامي 1664 و1704 م، كان خطاطًا موهوبًا. تولى الحكم بعد وفاة عمه أحمد الثاني عام 1106 هـ وحلفه أخية أحمد الثالث. ,الاعمام : سليمان الثاني و أحمد الثاني,وأخيه : أحمد الثالث ,عم : عبد الحميد الأول و مصطفي الثالث ,وأولاده : محمود الأول و عثمان الثالث.
التفوق العسكري على روسيا وبولونيا

كان الخليفة الجديد متصفا بالشجاعة والإقدام فأعلن بعد ثلاثة أيام فقط من توليه العرش العثماني رغبته بقيادة الجيوش بنفسه، وكان هذا العمل الحميد كثيرا ما يؤتي ثماره في العساكر العثمانية ويرفع من انضباطها ويسهل ترويضها، فاستعان بجيوش القوقاز (الشركس) لمحاربة مملكة بولونيا (بولندا) وانتصر عليها في عدة معارك حتى توقف عند حصن لمبرج المنيع وتجمد تقدم العثمانيين في تلك المنطقة ، كما وجه قوته لإنهاء الحصار المضروب على مدينة آزوف من قبل بطرس الأكبر قيصر روسيا وكان القيصر الروسي يأمل أن يحصل على موطئ قدم أو منفذ إلى البحر الأسود ومنه إلى البحر المتوسط استكمالا لوصية بطرس الأكبر الشهيرة التي رسمها لروسيا.
احتدام الصراع العسكري مع أوروبا

تدفقت الجيوش النمساوية والعثمانية إلى بلاد المجر ورومانيا، وهناك دار الصراع على أشده بين العدوين واستفاد العثمانيون من انشغال إمبراطورية النمسا بحرب مع فرنسا، فافتتح المسلمون حصن لبا وانتصر مصطفى الثاني على الجنرال فتراني وأسره في معركة لوجوس، فيما استطاعت الجيوش النمساوية إحراز الفوز في معركة بقرب بلغراد لكنه كان فوزا غير حاسما لم يوقف التقدم العثماني الذي واصل زحفه ليحقق نصرا آخر على حاكم ولاية الساكسون الذي قاد الجيوش النمساوية في موقعة أولاش.

تولى الأمير أوجين السافوياني (Prince Eugene of Savoy) قيادة الجيوش النمساوية في هذه المرحلة فدأب يخطط و يجتهد لإيقاف سلسلة الانتصارات المجيدة التي جانبت الخليفة مصطفى الثاني، فارتأى أن لا يواجه العثمانيين مباشرة وأخذ يناور بجيوشه ويبتعد عن ملاقاة الانكشارية حتى ظفر بالجيش العثماني وهو يعبر نهر تيس في بلاد المجر (هنغاريا)، فباغتهم وهم غير مستعدين لحماية مواقعهم، حيث أمر بهجوم سريع بتشكيل اتخذ شكل نصف قمر، فقتل الكثير من المسلمين ومات أكثرهم غرقا وقتل الصدر الأعظم محمد باشا ولولا تمركز الخليفة مصطفى الثاني على الضفة الأخرى أثناء العبور لسقط أسيرا في أيدي النمساويين، عرفت هذه المعركة بمعركة زينتا نسبة لبلدة صغيرة في يوغوسلافيا سابقا، وترتب على هذه المعركة احتلال البوسنة من قبل جيش امبراطور النمسا، وأصبح أوجين السافوياني بطلا في أوروبا، كما استغل الروس الفرصة فاحتلوا ميناء آزوف.
معركة زينتا" بريشة جواكيه باروسل

تم تعيين حسين باشا كوبريللي صدرا أعظم وكان كمن سلفه من عائلة كوبريلي الشهيرة فأعاد تنظيم قواته وأجبر الأمير أوجين السافوياني على التقهقر وإخلاء البوسنة لمصلحة العثمانيين كما انتصرت البحرية العثمانية مرتين على جمهورية البندقية.

عقدت معاهدة بين الدولة العثمانية والنمسا والبندقية وروسيا وبولونيا بجهود ملك فرنسا لويس الرابع عشر وذلك عام 1110 هـ وتسمت بمعاهدة كارلوفتس فقدت من خلالها الدولة العديد من المدن لصالح الدول الأخرى حيث سلمت بلاد المجر وإقليم ترانسلفانيا للنمسا وتنازلت الخلافة عن ميناء آزوف لروسيا وأعطيت البندقية دلماسيا (تقع في كرواتيا) وجزءا من بلاد اليونان، كما أعيد إقليم بودوليا إلى بولونيا (بولندا) بالإضافة إلى أراض واسعة من أكرانيا الحالية، كما اتفقت النمسا على هدنة مع الخلافة العثمانية تدوم ل25 سنة.

مما يجدر بالذكر أنه بعد كارلوفتس لم تعد هناك أى دولة تدفع جزية للدولة العثمانية وبدا واضحا وقوف الدول الأوروبية معا في وجه الدولة العثمانية واستعدادهم لتفسيمها فيما عرف بعد ذلك بالمسألة الشرقية.
التراجع العثماني

كانت كارلوفتس إحدى أقسى المعاهدات في تاريخ العثمانيين، واعتبرت سطورها السوداء بداية انحسار المد الإسلامي في أوروبا وبداية مرحلة التفكك في الدولة العثمانية، وكان من الأسباب التي أدت إلى كارلوفتس ضعف الوازع الديني عند المسلمين وبرود همتهم الجهادية واستمرار ثورات الانكشارية و تعاقب الحملات الصليبية واشتدادها، واتحاد القوى الأوروبية على دولة الخلافة الوحيدة فكانت الحروب تشتعل على ثلاث أو أربع جبهات في نفس الوقت.

بذل الصدر الأعظم كل جهده في إصلاح الداخلية والجندية والمالية والتجديد لإعادة بناء الدولة إلى أن استقال حسين كوبريللى من الصدارة العظمى عام 1114 هـ وثارت الانكشارية على من خلفه واستبدل برامي محمد باشا الذي سار على خطى كوبريللي في الإصلاح وإبطال المنكر ومحاربة الرشوة والتضييق على المفسدين فثاروا عليه أيضًا وطلبوا من الخليفة أن يعزله فرفض فعزلوا الخليفة عام 1115 هـ وولوا أخاه أحمد الثالث مكانه وتوفي بعد أربعة أشهر وكان عند وفاته في التاسعة والثلاثين من عمره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني احمد الثالث (الرابع والعشرون)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 4:58

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ouoooo10

السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.

(1083 هـ / 30 ديسمبر 1673م - 1149 هـ / 1 يوليو 1736م) السلطان الرابع والعشرون الدولة العثمانية (1703-1730). ولد عام 1083 هـ وتوفى عام 1149 هـ.

تولى الخلافة عام 1115 هـ وكان عمره آنذاك اثنين وثلاثين سنة. وزع على الانكشارية الأعطيات الكثيرة في بداية حكمه وسار مع آرائهم حتى إذا تمكن اقتص من قادتهم. لم يفطن وزراؤه لإصلاحات بطرس الأكبر ملك روسيا وخطته للتوسع على حساب مملكتي السويد وبولندا والسلطنة العثمانية.
العلاقات مع مملكتي السويد وروسيا

مني الملك السويدي شارل الثاني عشر بهزيمة قاسية على يد العساكر الروسية في موقعة بولتاوا أجبرته على اللجوء إلى مدينة بندر العثمانية، وأخذ بتحريض السلطان على محاربة مملكة روسيا، ولكن وزراء أحمد الثالث آثروا السلم، ولم يفطنوا إلى خطر بطرس الأكبر وخطته التوسعية الطموحة.

بعد مدة من الزمن تم تولية بلطه جي محمد باشا أمور الوزارة، وكان ميالا لقتال الروس، وفعلا أعلن الحرب عليهم وقاد الجيوش بنفسه، وقد كان تعداد جيشه حوالي مئتي ألف مقاتل، وبعد مجموعة من المناورات العسكرية استطاع أن يحاصر الجيش الروسي الذي يقوده بطرس الأكبر بنفسه، ولو استمر الحصار لمدة أطول لأخذ بطرس الأكبر وقادته أسرى وانفرط عقد مملكته، ولكن وقع الطرفان معاهدة فلكزن، وبموجبها تنازلت روسيا عن بعض الأراضي، ويقال أن كاترينا (خليلة بطرس الأكبر وزوجته فيما بعد) قدمت رشوة إلى بلطه جي محمد باشا وكانت عبارة عن مجوهراتها وحليها في سبيل فك الحصار عن القيصر، ولقى هذا الرأي انتشارا في الأوساط العثمانية مما جعل الخليفة أحمد يعزله ويعين مكانه يوسف باشا الذي مال للسلم ووقع معاهدة جديدة مع روسيا بتدخل هولندا وبريطانيا اللتان تضررت تجارتهما بسبب الحرب الروسية العثمانية، وعرفت تلك المعاهد بمعاهدة أدرنة وفيها تنازلت روسيا عن كل أراضيها على البحر الأسود، مقابل إبطال الجزية السنوية التي تدفعها لأمراء القرم حتى لا يتعدوا على قوافلها التجارية.

إن للدكتور إحسان حقي رأي مغاير لما كتبه عدد من المؤرخين عن حادثة بلطه جي محمد باشا حيث أنه لو كان بمقدوره أسر بطرس الأكبر لغنم مجوهرات خليلته لا بل كاترينا نفسها كسبية بعد النصر، فإما أنه كان يرى أن وضعه العسكري الحالي قد يتسبب بخسارته للفتوحات التي أحرزها إذا استمر بمحصارة القيصر الروسي أو أنه اجتهد فأخطأ، كما أن الجند ما كانت لتتركه يهنأ برشوة من دون أن يثوروا وهم لهم اليد الطولى في تعيين الوزراء والتسلط على السلاطين.

توالت الأحداث والمعاهدات بين الطرفين حتى خرجت روسيا من كل الثغور والموانئ الموجودة على البحر الأسود، كما صرح الخليفة للتجار الروس بالمرور في أراضى الدولة العثمانية دون دفع أي شيء.
الحرب مع النمسا والبندقية

أراد العثمانيون استعادة شبه جزيرة المورة (اليونان)، فدارت حرب بين العثمانيين وجمهورية البندقية، انتهت بانتزاع الجيوش العثمانية لأغلبية المورة، ولكن البنادقة مالبثوا أن استعانوا بإمبراطورية النمسا وقائدها العسكري الشهير آنذاك أوجين السافوياني.

دارت رحى الحرب بين العثمانيين والنمسا فانتصرت النمسا، وعقدت معاهدة بساروفتس ، وأعطت للنمسا الكثير من الأجزاء التي تم الاستيلاء عليها كمدينة بلغراد وجزء كبير من بلاد الصرب وبقيت جزيرة المورة للعثمانيين وكما حظي البنادقة بثغور شاطئ دلماسيا، واتفقت الدولة العثمانية مع روسيا في نفس المعاهدة على الحد من نفوذ ملك بولندا على نبلاء البلاد وعدم جعل منصبه وراثيا، وهدف القيصر من هذا البند إلى إيجاد شيء من العداء بين البولنديين والعثمانيين في سعي متواصل لتحقيق سياسته الكبرى بالتوسع على حساب بولندا والسويد ودولة الخلافة.

جدير بالذكر أن العثمانيين اختاروا الوقت الغير مناسب لدخولهم تلك الحرب وذلك لعدم انشغال النمسا بأية حروب مع فرنسا، وقدرتها على توجيه كامل جيوشها إلى المعارك، وضعف العلوم العسكرية العثمانية مقارنة بنظيرتها النمساوية.
إصلاحاته

لقد كان نجاح التجربة العسكرية لبطرس الأول الروسي محور الحديث في مجالس كبار الوزراء العثمانيين ، الذين كانوا يريدون نقل تجربته إلى الدولة العلية وتحديث الجيش على النظام الأوروبي الغربي ، ووصل الأمر أن الخليفة نفسه قد تأثر بهذا الأمر ، وكانت هذه الحادثة أول بذور رياح التغريب التي اشتدت مع الأيام حتى امتدت لتشمل كل مجالات الحياة في الدولة العلية في القرنين التاسع عشر والعشرين ، وابتدأ عهد الصراع بين دعاة التغريب ودعاة الحفاظ على الموروث.
أحمد الثالث

عمل الداماد إبراهيم باشا (داماد تعني صهر الخليفة) الذي تولى الصدارة العظمى حديثا على الاهتمام بدراسة أسباب التقدم الغربي، فراح يرسل السفراء العثمانيين إلى الغرب وبخاصة إلى النمسا وفرنسا، ولم يكن مهام السفراء سياسية فقط بل التعرف على الطرق العسكرية الحديثة والسياسات الأوروبية والمصانع والمنجزات الحضارية، وكان من العادات الاجتماعية الجديدة التي وفدت على الدولة أن قام الأغنياء والخليفة نفسه ببناء القصور والاسراف في المال وإنشاء الحدائق كما في أوروبا. ظهر حب ورود التوليب في عهد أحمد الثالث وانتشر حبها بين الأغنياء والأعيان الذين أخذوا بالاستكثار من زراعتها وتهجين أنواع جديدة منها.

في عهد الخليفة أحمد الثالث دخلت المطبعة وتأسست أول دار للطباعة في إسطنبول، كما نشطت حركة ترجمة الكتب إلى التركية.
الاتجاه إلى الشرق وعزل أحمد الثالث

أراد العثمانيون تعويض ماخسروه في أوروبا، فاتجهوا شرقا نحو بلاد الفرس فاحتلوا أرمينيا والكرج وغيرها مستغلين الخصومات في الصف الإيراني، وبسبب رغبة السلطان في عقد السلم بين الطرفين ثارت الانكشارية التي أرادت استمرار الحرب كي يستمروا في السلب والنهب وانتهت تلك الأحداث بعزلهم أحمد الثالث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني محمود الاول(الخامس والعشرون)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 5:07

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Ouoouo10

السلطان محمود الأول بن مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.

(1108 هـ / 1696م -1168 هـ/ 1754) عاش (2 أغسطس 1696 - 13 ديسمبر 1754) أحد سلاطين الدولة العثمانية. تولى الحكم بعد عمه أحمد الثالث عام 1143 هـ، وكان عمره آنذاك خمس وثلاثين سنة.
السلطان محمود الأول بن مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.

(1108 هـ / 1696م -1168 هـ/ 1754) عاش (2 أغسطس 1696 - 13 ديسمبر 1754) أحد سلاطين الدولة العثمانية. تولى الحكم بعد عمه أحمد الثالث عام 1143 هـ، وكان عمره آنذاك خمس وثلاثين سنة.

محتويات

1 الحرب مع الفرس
2 الحرب في أوروبا
3 الحرب بين فرنسا و النمسا
4 مصادر

الحرب مع الفرس

قاتلت الدولة في عهده الصفويين فتغلبت على طهماسب وتخلى للعثمانيين عن تبريز، وهمذان، وإقليم لورستان ، لكن نادر شاه ، تمكن من عكس التفوق لمصلحة الإيرانيين و انتصر على العساكر العثمانية في أكثر من موقعة و حاول احتلال بغداد متغلبا على جيش الإمداد العثماني و انتهى الأمر بالصلح بين الطرفين.
الحرب في أوروبا

قامت حروب بين الدولة العثمانية وروسيا في عهده، على إثرها احتلت روسيا بعض مناطق الدولة العثمانية. في عهده أيضا، انتصرت الدولة العثمانية على الصرب والنمسا، واستردت بلجراد والأفلاق وعددا من الأراضي ، وتعهدت روسيا بعدم بناء السفن في البحر الأسود. الإنجازات العسكرية السالفة جعلت العثمانيين يستعيدون شيئا من هيبتهم بعد معاهدة كارولوفتس التي وقعت في عهد مصطفى الثاني .

كما تم عقد اتفاق في عهده مع السويد ضد روسيا عام 1153 هـ بوساطة السفير الفرنسي في الاستانة.
الحرب بين فرنسا و النمسا

حدثت حرب طاحنة بين فرنسا و النمسا ، كان سببها موت ملك النمسا شارل السادس. تولت بعده ماريا تيريزا مقاليد الحكم . حاولت فرنسا عبر سفيرها في إسطنبول إقحام الدولة العثمانية في حلف عسكري معها في هذه الحرب ، بحيث يضرب العثمانيون شرقا والفرنسيون غربا مشتتين القوة النمساوية ، وأبرز الفرنسيون أن نجاح هذا الحلف سيعني عودة أغلب الأراض التي فقدت منذ عهد السلطان سليمان القانوني بما فيها هنغاريا.

لم توافق الخلافة العثمانية على هذا الحلف لعدم تبصر وزرائها بالسياسة الدولية من جهة ، و للرغبة بحق دماء المسلمين من جهة ، والانشغال بعجلة الإصلاحات الداخلية.


توفي محمود الأول عام 1168 هـ، وخلفه أخوه عثمان الثالث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني عثمان الثالث (السابع والعشرون)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 5:11

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  -ouooo10

السلطان عثمان الثالث بن مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.

أخ السلطان محمود الأول (1110 هـ -3/2 يناير 1699 - 1170 هـ 30 أكتوبر 1757). أحد سلاطين الدولة العثمانية. تولى الخلافة بعد موت أخيه السلطان محمود الأول، وكان عمره وقتئذ يزيد على السادسة والخمسين. قام بقتل الصدر الأعظم علي باشا لسوء تصرفه، وعين محمد راغب باشا مكانه، فكان عونًا له. يقال أن الخليفة عثمان كان يسير متنكرًا في الليل، ويطلع على أحوال الرعية، ويعمل على الإصلاح. توفي سنة 1171 هـ.
مصادر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني مصطفي الثالث (السابع والعشرون)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 5:19

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  2710

السلطان مصطفى أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.

(1129 هـ / 1717م - 1187 هـ / 1774م) أحد خلفاء الدولة العثمانية. تولى الحكم من 1171 حتى 1187 هـ بعد ابن عمه عثمان الثالث وكان عمره حينذاك 42 عاما.
الإصلاحات في عهده

قام الخليفة بتعيين الوزير راغب باشا صدرا أعظما وذلك لما يسر الله لهذا الرجل من معرفة بالبلاد وسعة في الاطلاع، كان الخليفة مصطفى يرى أن الخطر الداهم على الدولة يتمثل في قوة روسيا المتصاعدة، لذا فقد عمل على إصلاح الجيش العثماني وعقد اتفاقية عسكرية مع بروسيا لمساعدة العثمانيين عند الحاجة في حال اندلاع الحرب مع النمسا أو روسيا، واجتهد راغب باشا في توسيع التجارة البحرية والبرية كما فكر بحفر خليج يربط نهر دجلة بإسطنبول لدفع عجلة التبادل التجاري بين ولايات الدولة المختلفة ولمنع الغلاء والمجاعات في بعض الولايات إلا أن الموت عاجل راغب باشا وحكم على مشروعه بالتوقف، كما أنشأ راغب باشا مكتبة عمومية من مصاريفه الخاصة، وأقام مستشفيات عديدة لحماية الولايات الحدودية العثمانية من الأوبئة التي كانت منتشرة في شرق أوروبا في تلك الأيام.

تمكن الخليفة مصطفى الثالث من الحصول على خدمات البارون دي توت المجري، فعمل ذلك الأخير على بناء القلاع على ضفتي الدرنديل وتسليحها بالمدافع الضخمة لصد أي هجوم بحري محتمل على الدرنديل وإسطنبول، وأسس ورشة في الأستانة لصب المدافع فيها ونظم فرق المدفعية بناء على النسق الحديث كما أسس مدارسا لتخريج ضباط المدفعية وأركان الحرب وضباط البحرية على دراية بأساليب الحرب الحديثة، وقد أنهت أول دفعة من ضباط البحرية دراستها بسرعة مثيرة للدهشة وأحرزوا نصرا على الأسطول الروسي الذي كان يحاصر جزيرة لمنوس لاتخاذها قاعدة لمحاصرة القسطنطينية بحرا. عرف المركز التعليمي الجديد الخاص بتخريج ضباط البحرية بجامعة إسطنبول التقنية İstanbul Teknik ـniversitesi ولا تزال هذه الجامعة قائمة حتى يومنا هذا و قد طرأ عليها كثير من التغيير و تحولت إلى جامعة مدنية و تعد من أفضل الجامعات الهندسية في الشرق الأوسط .

من إصلاحاته أيضا أنه كان يتابع أمور الحرب مع روسيا بنفسه ويعد الخطط لذلك وكان ينزل أشد العقوبات بالقادة الذين يخالفون تعليماته العسكرية أو ينهزمون في الجبهات ، حتى ينضبط الجند ويتعظ القادة.

من آثار مصطفى الثالث أيضا أنه كان يبني المدارس ويشيد التكايا، كما أنشأ جامعا على قبر والدته على الضفة الشرقية من إسطنبول وأصلح جامع محمد الفاتح بعد أن زلزلت أركانه زلزلة شديدة.
الحروب المستمرة مع روسيا

قامت الحرب بين روسيا والدولة العثمانية، وقد كانت الحرب سجالا بين الطرفين فتارة يغير خان القرم على إقليم سربيا الجديدة الروسي وتارة تكسب روسيا بعض المعارك مما جعلها تستولي على بعض المدن العثمانية في رومانيا، وثبت العثمانيون بعدها فأنزلوا الهزائم بالجيش الروسي على يد القائد عثمان باشا والذي قلده الخليفة فيما بعد لقب غازي على إنجازاته العسكرية في وجه الروس.

واستعرت نيران الحرب في البحر بين الدولتين واصطدمت السفن العثمانية والروسية في أكثر من معركة، فاستفاد علي بك الكبير حاكم مصر من تواجد الأسطول الروسي في المنطقة فعقد حلفا مع روسيا وأعلن ثورته على الدولة العثمانية، وتمكن من التوغل في فلسطين ولبنان وسوريا وكان يحاذي البحر عند مسيره مما جعل الجيش العثماني ينحصر بين نيران السفن الروسية ونيران الجيش المصري وتسبب بهزيمته.

قام محمد بك أبو الدهب -أحد مماليك مصر- بقلب حكم علي بك الكبير في مصر مما اضطر هذا الأخير إلى العودة مع 400 جندي من حلفائه الروس إلى مصر والتقى مع جيش أبو الدهب عند الصالحية في الشرقية، وكان النصر حليف الوالي المملوكي فأسر علي بك الكبير وأربعة من الضباط الروس، وتم تسليمهم جميعا إلى الأستانة.

توفي في سنة 1187 هـ / 1774م، وتولى من بعده أخوه عبد الحميد الأول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني عبد الحميد الاول(الثامن والعشرون)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 5:24

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  2810


السلطان عبد الحميد بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.

(1137 هـ / 1725م - 1203 هـ / 1789م) أحد خلفاء الدولة العثمانية. حكم من عام 1187 هـ حتى 1203 هـ. بقي محجوزا في قصره مدة حكم أخيه مصطفى الثالث حتى تولى الحكم بعد وفاته عام 1187 هـ.

محتويات

1 معاهدة قينارجة
2 ضياع بلاد القرم
3 وفاته
4 مصادر

معاهدة قينارجة

في عهده جهزت روسيا لحملة عسكرية لاسترداد ماخسرته من هيبة في عهد مصطفى الثالث فهاجمت روسيا الجيوش العثمانية عند فارنا البلغارية وهزمتها، وتم الصلح بعد ذلك على استقلال تتار القرم وإقليم بسارابيا ومنطقة قوبان وإعطاء السفن الروسية حرية الملاحة في البحر الأسود والمتوسط وأن تدفع الدولة العثمانية غرامة لروسيا كل سنة وإعطاء روسيا حق حماية النصارى الأرثوذكس من رعايا الدولة العثمانية وتبني كنيسة في اسطنبول، وعرفت المعاهدة باسم معاهدة قينارجة.

وكان هدف روسيا من هذه المعاهدة فتح الطريق لاحتلال بلاد القرم (سواحل أوكرانيا حاليًا وجنوبها)، وفعلا لم تنقضي المعاهدة حتى بدأت روسيا تثير الفتن الداخلية وتختلق الذرائع للتدخل في شئون البلاد وانتهى الأمر بدخول 70 ألف عسكري روسي، فأصبحت القرم من بعد هذا جزءا من روسيا، وكان ذلك في 1774م.

مما يجدر التنويه له هو تفرغ العساكر الروسية للدولة العثمانية تماما، وذلك بسبب الانتصارات التي حققتها روسيا على جيرانها حيث حيدت السويديين وعزلتهم في حدود بلادهم الطبيعية ولم تعد للسويد أية أراضي غير إسكندنافية، كما اقتسمت روسيا والنمسا وبروسيا مملكة بولندا، وكان هذا مما ابتلي به عبد الحميد الأول في عهده حيث أنه كان يجدر بالسلاطين العثمانيين ووزارائهم الذين سبقوه التنبه لخطر وصية بطرس الأكبر ووضع حد لها والتي تقضي بالتوسع على حساب إضعاف ممالك الثلاث المتاخمة لروسيا (السويد وبولندا والدولة العثمانية) حتى تتفرغ روسيا تماما لقضم الأراضي العثمانية وتحويل إسطنبول إلى عاصمة أرثوذكسية كما كانت أيام بيزنطة.
ضياع بلاد القرم

خرقت روسيا معاهدة قينارجة باحتلالها لبلاد القرم، فجن جنون العثمانيين وأرادوا إعلان الحرب على روسيا لاسترجاع بلاد القرم، لكن فرنسا نصحت السلطان عبد الحميد بعدم الإقبال على إعلان الحرب بسبب استعداد روسيا المسبق لحرب العثمانيين ولعلم الفرنسيين عن معاهدة عسكرية سرية بين الملكة الروسية وإمبراطور النمسا لقتال العثمانيين في نفس الوقت في حال اندلاع أي حرب روسية عثمانية جديدة، لكن الملكة الروسية كاترينا استفزت مشاعر الخلافة مجددا في عام 1787م بزيارتها لأراضي القرم حيث كانت قد نصبت لها أقواس النصر المكتوب عليها (الطريق بيزنطة) والمقصود هنا هو طموح روسيا باستعادة ممتلكات الحضارة البيزنطية وإعادة السيطرة الأرثوذكسية على القسطنطينية فأعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا.

ارتبكت القيادة العسكرية الروسية الغير مستعدة للحرب إلا أن ملكة روسيا كتبت إلى بوتمكين القائد الروسي للإسراع باحتلال إقليم أوزي المتاخم لبلاد القرم قبيل وصول جيش الخلافة وبالفعل دخلتها القوات الروسية، أما النمسا فقد أعدت العدة وأرسل الإمبراطور جوزيف الثاني جيشًا لانتزاع بلغراد فمني الجيش النمساوي بشر هزيمة وتعقبته العساكر العثمانية.
وفاته

توفي عبد الحميد الأول عام 1203 هـ وخلفه ابن أخيه وهو سليم الثالث ابن مصطفى الثالث فاستغلت النمسا وروسيا وفاته لتجديد الحروب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني سليم الثالث (التاسع والعشرون)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 5:32


الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  2910


سليم الثالث بن مصطفى الثالث أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. (1175 هـ / 1761م - 1222 هـ / 1808م) هو أحد خلفاء الدولة العثمانية. تولى السلطة بعد وفاة عمه عبد الحميد الأول سنة 1203 هـ وكانت المعارك الحربية مستمرة، فأعطى وقته وجهده للقتال، وكان من أصحاب الهمة العالية والمصلحين في عصره.

محتويات

1 بداية عهده
2 الإصلاحات الداخلية
3 الحملة الفرنسية على مصر
4 النظام العسكري الجديد
5 العلاقة مع الدولة السعودية الأولى
6 قلاقل البلقان
7 الحلف الإنكليزي الروسي
8 عزل الخليفة سليم الثالث
9 البيرقدار يتوجه إلى الأستانة لمعاقبة الثائرين
10 الهوامش
11 المصادر
12 مصادر الدراسة

بداية عهده

حينما ضعفت الجيوش العثمانية، واتحدت الجيوش الروسية والنمساوية تمكنت روسيا من الاستيلاء على الأفلاق والبغدان وبساربيا، واستطاعت النمسا احتلال بلاد الصرب وعاصمتها بلغراد. ونتيجة لعدم استمرار التحالف النمساوي الروسي، تنازلت النمسا عن الصرب للدولة العثمانية سنة 1205 هـ لتتفرغ للثورة الفرنسية التي أخذت تشعل أوروبا شيئا فشيئا لا سيما مع بروز نجم نابليون بونابرت وهزيمته للجيوش الإيطالية والنمساوية مرة تلو الأخرى. أما روسيا فقد استمرت روسيا في حربها، واستولت على بعض المدن وارتكبت جرائم كثيرة. تدخلت إنجلترا وهولندا وبروسيا للصلح بين الطرفين خوفا على مصالحها فكانت معاهدة ياسي عام 1314هـ، وأخذت روسيا بموجبها بلاد القرم نهائيًا مع إقليمي بيسارابيا وأوزي.

كانت البلاد بحاجة لإصلاحات في كافة المجالات لا سيما الحربية حيث أن ضعف سلطات إسطنبول سبب استئثار بعض الولاة بولاياتهم وامتناعهم عن دفع الأموال المتفق عليها للخزينة السلطانية.
الإصلاحات الداخلية

وبعد هدوء القتال على الجبهات انصرف الخليفة للإصلاحات الداخلية فبدأ بتعيين أحد الشبان المدعو كوشك حسين باشا قبودانا عاما، وقد كان ملما ودارسا لأحوال أوروبا، فبذل جهده بإخلاص لتنقية الطريق التجارية البحرية من القراصنة، وأصلح الثغور وأنشأ القلاع عليها، وبنى عدة مراكب حربية على أحدث الأنماط الفرنسية والإنجليزية، وجلب العديد من المهندسين السويديين والفرنسيين المهرة لصب معظم قوالب المدفعية في طوبخانات الدولة، كما قام الخليفة بإنشاء سفارات دائمة لدى دول أوروبا الكبرى، واستغل انشغال الأوروبيين بمحاربة حكومة الثورة الفرنسية لتحديث دولته وجيشه، فاستقدم العديد من الخبراء والضباط الفرنسيين لتدريب وتحسين العساكر العثمانية، وكان هذه التحديثات تلقى ردود فعل سلبية جدا من الانكشارية.
السلطان سليم الثالث يستقبل الأعيان في قصر طوب قابي.

عمل كوشك حسين باشا على إصلاح مدارس البحرية والمدفعية (الطوبجبة)، وجهز مكتبة لمدرسة المدفعية وضع فيها أحدث ما سطر عن فن الحرب والرياضيات، كما كان يترجم كتب المهندس العسكري الفرنسي الشهير فوبان عن فنون التحصين. عمل سليم الثالث على وضع خطة جادة لتوسيع رقعة التعليم في الدولة، فافتتح العديد من المدارس والمعاهد. وكان رجلا يعفو عند مقدرته فأكثر العفو على من كان يثور على بابه العالي، كما كان يكره الظلم حتى وإن كان على غير المسلمين، ويحارب أهله.
استقبال الصدر الأعظم للجنرال أوبرت دوبيت السفير والناصح العسكري الفرنسي في إسطنبول قبيل غزو نابليون لمصر.
الحملة الفرنسية على مصر

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الحملة الفرنسية على مصر

في سنة 1799م 1213هـ دخلت فرنسا مصر بجيشها الذي يقوده نابليون بونابرت بدون إعلان الحرب على الدولة العثمانية، وكان قوام الجيش الفرنسي 36000 عسكري من العساكر التي تمرست في المعارك المختلفة بعد خبراتها في الحملة الفرنسية في إيطاليا، بالإضافة إلى 122 عالما في مختلف المجالات لدراسة الأرض المصرية، وكان الهدف الرئيسي من هذه الحملة السيطرة على طريق التجارة الإنجليزي الذي كان يستغل الأراض المصرية لإرسال البضائع الإنجليزية والمؤن والمواد الخام من وإلى الهند.

حاول نابليون أن يخدع الشعب المصري فأعلن بأنه صديق للخليفة العثماني وأنه جاء لطرد المماليك الذين عاثوا في الأرض الخراب، ولم يلبث المماليك أن خسروا أمام بونابرت في معركة الأهرام، ولم يقووا على الوقوف أمام المدفعية الفرنسية الحديثة. هاجم الأدميرال نلسون الإنجليزي الأسطول الفرنسي وأغرقه في معركة أبي قير، مما قطع طرق الإمداد على الحملة الفرنسية، كما أن انتشار الطاعون وقدوم فصل الشتاء أجبر نابليون على العدول عن توغله والتوقف على أسوار عكا والعودة إلى مصر. تعاونت الدولة العثمانية مع إنجلترا وروسيا لإخراج فرنسا من مصر، وأرسل العثمانيون وحلفاؤهم عدة حملات حتى تمكنوا من إجبار الفرنسيين على الجلاء التام. راسل نابليون دار الخلافة عبر السفير العثماني في فرنسا لإعادة المودة بين البلدين كما كانت قبيل الحرب فوافق السلطان سليم لما كان يرى في ذلك ضمانا لعدم بقاء الإنجليز في مصر، ولقوة فرنسا العسكرية آنذاك، واستمرت الدولة العثمانيين باستقدام الضباط الفرنسيين لتحديث جيشها، أما الفرنسيين فقد تحصلوا على تجديد امتيازاتهم التجارية بعد أن كانت قد ألغيت خلال الاحتلال الفرنسي لمصر، كما سمح الباب العالي للسفن الفرنسية بمشاركة السفن الروسية الإبحار في البحر الأسود.
النظام العسكري الجديد

شرع كوشك حسين باشا في تنظيم الجند المشاة على النسق الأوروبي للتخلص من الانكشارية الذين غدوا سبب كل فتنة بالإضافة إلى أنهم أصبحوا عالة على الدولة، وسميت فرق المشاة الجديدة بـالنظام الجديد. تحصل الانكشارية مع مجموعة للعلماء المتشددين والمعادين للتغيير على فتوى بإبطال النظام الجديد لكونه مستوردا من الغرب، مما أرغم سليم الثالث على الانصياع لهم، فقام كوشك حسين باشا باصطفاء نحو 600 من النظام الجديد الملغي وشكلهم مع مجموعة من الشبان المتطوعة في فوج واحد، وقام بالإنفاق عليهم من جيبه الخاص دون ن يعبأ بالانكشارية الذين راحوا يقفون أمام سراياه مهددين تارة ومستهزئين تارة أخرى. أبلى فوج القبودان حسين باشا بلاءا منقطع النظير عن أقرانه في أثناء حصار عكا من قبل جيوش نابليون مما دفع السلطان سليم إلى إعادة النظام الجديد مرة أخرى، وأمر بتدريب المزيد منهم مستغلا انشغال الانكشارية في محاربة الفرنسيين في مصر، كما أمر بفصل المدفعية عن الانكشارية وتنظيمها على النسق الأوروبي أيضا. حصلت فيما بعد مناوشات عديدة في الرومللي بين الانكشارية وعصابات بلقانية تابعة سريا لروسيا، ولم يتمكن الانكشارية من السيطرة على الوضع، وانفلت زمام الأمر، فأرسل الخليفة بعساكره الجدد لصد هذا البلاء عن العباد، فحظوا بالظفر على العصاة، وعاد الاستقرار للأهالي في البلاد، ففرح السلطان سليم ولم يكتف بإغداق الهبات والأعطيات على جنده بل إنه سطر فرمانا (قرارا) يسري على الولايات التركية والأوروبية، ويقضي بتجنيد جميع الشبان ذوي الـ25 عاما من الانكشارية والمدنية لضمهم للنظام الجديد فلم يقبل الانكشارية هذا الأمر، فأمر السلطان والي القرمان عبد الرحمن باشا الذي كان أحد أكير المؤيدين للإصلاح أن يأتي بكل قواته إلى الأستانة ومن ثم يتوجه لقمع كل انكشاري معارض، فحدثت صدامات عديدة في البلقان بين الطرفين لكنها لم تحسم الأمر، واضطرت العساكر النظامية الجديدة للعودة إلى الأستانة عندما أحس الخليفة باستفحال الثورة، وانضمام مجموعة من العلماء وعدد من الطلبة إليها، فعزل بعض الوزراء وعين آغا الانكشارية صدرا أعظما لتخفيف حدة الثورة في البلاد.
العلاقة مع الدولة السعودية الأولى

بعث الأمير سعود الكبير بن عبد العزيز برسالة سنة 1218 هـ إلى السلطان سليم الثالث بعد أن فتح مكة يطلب فيها منع الطبول والمحمل والزمور إلى البلد المقدس من والي دمشق ووالي القاهرة[1]
قلاقل البلقان

حدثت فتنة في كبيرة في بلاد الصرب (صربيا) سببها وقوع ظلم الانكشارية على أهلها، فعهد السلطان سليم لوالي بلغراد بمحاربة الانكشارية ومجازاة الظالمين، فاستعان الوالي بالسباهي وطرد الانكشارية من بلاد الصرب ورفع ظلمهم، فطلبت العساكر الانكشارية العفو فعفا السلطان عنهم وسمح لهم بالعودة إلى صربيا مجددا. ما إن عاد الانكشارية إلى بلاد الصرب حتى عادوا للظلم والإفساد، وزاد بهم الأمر حتى قتلوا والي بلغراد نفسه، فأمر الخليفة والي البوسنة بمساعدة الشعب الصربي للقضاء على هذه الفئة الباغية، فتحالف مع من ثار من الصرب حتى تمكن من إقصاء الانكشارية نهائيا عن صربيا.
الحلف الإنكليزي الروسي

نشأ هذا الحلف في سبيل إضعاف الإمبراطور الفرنسي نابليون الذي كانت جيوشه تهيمن على معظم أوروبا، وتلحق الهزائم المتتالية بممالكها الكبرى، فشنت روسيا حربا برية على الدولة العثمانية لاحتلال ولايتي الأفلاق والبغدان (رومانيا حاليا)، كما عسكرت السفن الإنكليزية أمام الدرنديل. أما الإنكليز فقد أرسلوا لائحة يطلبون فيها فك الحلف مع فرنسا، وإجلاء الضباط الفرنسيين، والاتحاد مع إنكلترا، ومنح الولايتين الرومانية لروسيا، وتسليم السفن العثمانية، بالإضافة إلى إعلان الحرب على فرنسا، وإلا فإن الأستانة ستتلقى نيران البحرية الإنكليزية. قرن قائد الأسطول الإنجليزي القول بالفعل فاجتاز الدرنديل ودمر كل السفن العثمانية الراسية هناك، ولم يتمكن العثمانيون من إنهاء تحصيناتهم في الوقت المناسب، وعادت البحرية الإنكليزية للانتظار مجددا ليتم تنفيذ طلباتها. تشاور رجال الدولة العثمانية، ورأوا الإذعان لطلبات الإنكليز فأرسلوا مندوبا إلى الجنرال سبستياني الفرنسي يطلب منه مغادرة الربوع العثمانية مع من معه من الضباط الفرنسيين، لكن سبستياني أصر على مقابلة الخليفة بنفسه، فأخبر السلطان سليم أن نابليون سيرسل جيوشه المعسكرة على سواحل إيطاليا إلى الأستانة لدعم الموقف، وأن الإنكليز لو رأوا مقاومة من العثمانيين لخافوا على تجارتهم من البوار في الولايات العثمانية.
سفير فرنسا هوراس سبيستياني الذي قدم النصيحة العسكرية للسلطنة العثمانية خلال تحصين الدردنيل.

جهز الملحق الفرنسي مخططا لتحصين الاستانة بالسرعة القصوى، وشكلوا فرقة من 200 عسكري فرنسي لمحاربة الإنكليز وقت الحاجة، ودأب الناس على العمل على التحصينات حتى أنهوها في بضعة أيام، وقد شارك الشيوخ والأطفال والنساء في هذا العمل الذي كان يصل الليل بالنهار، وعملت السفن المتبقية على سد مداخل البوسفور لتأخير الإنكليز، وكان السلطان سليم يشرف بنفسه على سير المشروع. عندما تحقق الأسطول الإنكليزي من ضعف موقفه وقرب نهاية الاستحكامات العثمانية، عاد يجر أذيال الخيبة. سار الصدر الأعظم مع عساكر النظام الجديد والانكشارية بالإضافة إلى والي البوسنة ومصطفى باشا البيرقدار حاكم مدينة روستجق (روسة حاليا) البلغارية لحرب روسيا، وامتدت هذه الحرب حتى عهد السلطان محمود الثاني.
عزل الخليفة سليم الثالث

راجع: الانقلابات على القصر العثماني 1807-1808

توفي مفتي الدولة العثمانية الذي كان –- من أشد المعضدين للإصلاح، فخلفه رجل كان على عكسه تماما فاتحد مع مجموعة من العلماء والجهال والمنتفعين من رجال الدولة لعزل السلطان، فراحوا يحرضون من انخرط من شبان الانكشارية في السلك العسكري الجديد متحججين أن الملابس النظامية الجديدة هي أزياء خاصة بالنصارى مخالفة للقرآن الكريم والسنة الشريفة، ولقت سمومهم رواجا عند الجهال والمنتفعين وحصلت فتن عديدة في كثير قلاع الدولة، لم يدري سليم الثالث عنها إلا متأخرا بسبب قيام القائم مقام بتعتيم الصورة عليه. ابتهل المتآمرون لنجاحهم الجزئي، وتشجعوا على المضي قدما في مخططهم مستغلين سفر الجيوش مع الصدر الأعظم وانشغالها بحرب روسيا، فاجتمعت الجنود الانكشارية مع إخوانهم غير المنتظمين بتدبير المفتي الجديد ومن عاضده من بعض الرجالات في الدولة في منطقة خارج الأستانة، حتى إذا استعدوا دخلوا الأستانة، وقتلوا كل الوزراء والأعيان المؤيدين للإصلاح العسكري والنظام الجديد. سارع السلطان بعزل وزرائه وتعيين من قد يحاذي رأي الثائرين لإسكاتهم، ولكنه لم يسلم من شرهم، حيث أنهم كانوا يخشون أن يعود لتنفيذ مشاريعه العسكرية الإصلاحية، فأفتى مفتي الدولة العثمانية الجديد بأن أي خليفة يدخل أنظمة الغرب وطرقهم في الدولة، ويجبر رعاياه على اتباعها غير صالح للولاية، فعزلوه وأسروه، وولي من بعد مصطفى الرابع.
البيرقدار يتوجه إلى الأستانة لمعاقبة الثائرين

حدث في عهد مصطفى الرابع هدنة مؤقتة مع روسيا فسار مصطفى باشا البيرقدار على رأس 16 ألف عسكري إلى الأستانة لإعادة السلطان سليم لحكم البلاد، ولكن رجال مصطفى الرابع قتلوا السلطان سليم الثالث ظنا منهم أن ذلك قد يخمد الثورة، إلا أن الثائرين اشتعلوا غضبا، وانتهى الأمر بعزل وقتل مصطفى الرابع، وتولية محمود الثاني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني مصطفي الرابع(الثلاثون)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 5:40

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  3011

السلطان مصطفى الرابع بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. (8 سبتمبر 1779 - 15 نوفمبر 1808) كان سلطان الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1222هـ/1807 و1223هـ/1808. والده عبد الحميد الأول. وخلال فترة حكم الإصلاحي سليم الثالث، كان مصطفى مفضلاً لدى السلطان. وتولى الخلافة عام (1222هـ) بعد عزل ابن عمه سليم الثالث.

عندما قامت ثورة الانكشارية على سليم الثالث، خدع مصطفى السلطان ودعم الانكشارية الذين خلعوا السلطان القديم، وجعلوا من مصطفى الحاكم الجديد، وكان من نتيجة ذلك أن تفرق عسكر النظام الجديد، ولكن ظل هناك تعاطف مع سليم الثالث. قام الخليفة الجديد بتثبيت من بقي حيا من الوزراء من بعد الأحداث الأخيرة في مواقعهم، كما افتتح مدرسة لتخريج مترجمين أكفاء.

محتويات

1 الحرب مع روسيا
2 محاسبة الثائرين
3 انظر أيضا
4 مصادر

الحرب مع روسيا

عندما وصل خبر عزل السلطان سليم إلى الجبهة عم السرور في صفوف الانكشارية لتخلصهم من مشروع العساكر النظامية الجديدة، لكن الصدر الأعظم حلمي إبراهيم باشا لم يشاركهم سرورهم، ولم تبدو عليه بوادر الاستحسان، فقتلته عساكر الانكشارية، وعينوا غيره من من ترتضيه أهواؤهم، وكانت العاقبة وخيمة جدا، ولولا انشغال الروس بمحاربة نابليون في الغرب، وهزيمتهم القاسية بمعركة فريدلند، لمني الجيش العثماني بأكبر هزيمة في تاريخه.

اجتمع القيصر الروسي ألكسندر الأول مع نابليون الأول بعد المعركة ، واتفقا على الصلح، وأن على روسيا التوقف عن محاربة العثمانيين، وقبول الفرنسيين كوسيط بين الطرفين، مع إخلاء ولايتي الأفلاق والبغدان من قبل الروس. يذكر المؤرخ الفرنسي لافاليه أن الروس والفرنسيين اتفقوا سرا على تقسيم الولايات العثمانية الأوروبية بينهما في حال عدم قبول العثمانيين بالوساطة الفرنسية بحيث تحصل فرنسا على اليونان وألبانيا والبوسنة ومقدونيا، وروسيا على بلغاريا والأفلاق والبغدان، بينما يتم ترضية النمسا بإقليم صربيا. ويظهر جليا غدر نابليون بالعثمانيين، بعد أن كانت وعوده لسليم الثالث بالدعم بكافة أشكاله السبب الرئيس لدخول الدولة حربا برية مع روسيا وبحرية مع إنكلترا. قبل العثمانيون بالتوسط الفرنسي، وحصلت هدنة مؤقتة بين الطرفين.
محاسبة الثائرين

اختلف الثائرون الذين كانوا قد أطاحوا بحكومة السلطان سليم في الأستانة. وفي عام 1808 انطلق جيش بقيادة مصطفى باشا البيرقدار إلى إسطنبول لإعادة سليم الثالث للحكم، وإعدام الثائرين، مؤيدا من قبل الصدر الأعظم الجديد وغالبية الوزراء، وبالفعل نجح باختراق الأستانة، ومعاقبة رؤوس الثورة، ولم يكاشف البيرقدار أحدا برغبته في إعادة السلطان سليم للحكم، وتظاهر باستعداده للرحيل إلى بلاده روستجق في بلغاريا بعدما تم له ما كان قد أعلنه. عندما استمر جند البيرقدار بالتقدم، أمر مصطفى إعدام سليم الثالث وأخ آخر له هو محمود. الأمر الذي سيجعل من مصطفى الذكر الوحيد المتبقي من السلالة الحاكمة، ومنحيا بذلك أي منافس قانوني على العرش كما اعتقد. وقتل سليم وألقيت جثته أمام المنشقين، ولكن تم الإطاحة بمصطفى واستبداله بمحمود الذي نجا من الإعدام بالاختباء. وتم إعدام مصطفى في ذات العام بعد أن حكم ثلاثة عشر شهرا.
انظر أيضا

الانقلابات على القصر العثماني 1807-1808

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: انفصال مصر عن الدوله العثمانيه بقياده محمد علي    الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 5:52


الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Uouo_o10

الحديثة: Kavalalı Mehmet Ali Paşa؛ وبالألبانية: Mehmet Ali Pasha)، المُلقب بالعزيز أو عزيز مصر، هو مؤسس مصر الحديثة وحاكمها ما بين عامي 1805 إلى 1848. استطاع أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا، ومكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة التركية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين.

خاض محمد علي في بداية فترة حكمه حربًا داخلية ضد المماليك والإنجليز إلى أن خضعت له مصر بالكليّة، ثم خاض حروبًا بالوكالة عن الدولة العلية في جزيرة العرب ضد الوهابيين وضد الثوار اليونانيين الثائرين على الحكم العثماني في المورة، كما وسع دولته جنوبًا بضمه للسودان. وبعد ذلك تحول لمهاجمة الدولة العثمانية حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول، وكاد يسقط الدولة العثمانية، لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي أوقفت محمد علي وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها.

خلال فترة حكم محمد علي، استطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة، إلا أن حالتها تلك لم تستمر بسبب ضعف خلفائه وتفريطهم في ما حققه من مكاسب بالتدريج إلى أن سقطت دولته في 18 يونيو سنة 1953 م، بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في مصر.

محتويات

1 نشأته وقدومه إلى مصر
2 تولّي العرش
2.1 خطر الألفي
2.2 حملة فريزر
2.3 التخلص من الزعامة الشعبية
2.4 مذبحة القلعة
3 فترة خدمة السلطنة
3.1 الحرب الوهابية العثمانية
3.2 ضم السودان
3.3 حرب المورة
4 الحملة على الشام
4.1 أسبابها
4.2 مراحلها
4.2.1 المرحلة الأولى
4.2.2 المرحلة الثانية
5 بناء الدولة
5.1 عسكريًا
5.1.1 الجيش
5.1.2 الأسطول
5.1.3 التعليم العسكري
5.1.4 الصناعات العسكرية
5.2 تعليميًا
5.2.1 البعثات العلمية
5.2.2 المدارس العليا
5.2.3 المدارس الابتدائية
5.3 اقتصاديًا
5.3.1 الصناعة
5.3.2 الزراعة
5.3.3 التجارة
5.4 إداريًا
5.4.1 نظام الحكم
5.4.2 التقسيم الإداري
5.4.3 النظام المالي
5.5 عمرانيًا
5.6 اجتماعيًا
6 نهاية محمد علي باشا
6.1 سنواته الأخيرة
6.2 وفاته
6.3 إرثه
7 زوجاته ومستولداته وأبناؤه
8 المراجع
8.1 حواش
9 المصادر
10 وصلات خارجية

نشأته وقدومه إلى مصر
المنزل حيث وُلد محمد علي باشا في مدينة قولة، شمال اليونان حاليًا. احتفظت به الحكومة اليونانية وأجرت عليه بعض التصليحات كي يظل قائمًا، ويُشكل حاليًا معلمًا من معالم المدينة.

ولد في مدينة قولة التابعة لمحافظة مقدونيا شمال اليونان عام 1769، لأسرة ألبانية.[1][2][3][4][5] كان أبوه "إبراهيم آغا" رئيس الحرس المنوط بخفارة الطريق ببلده،[6] وقيل أن أباه كان تاجر تبغ. كان لوالده سبعة عشر ولدًا لم يعش منهم سواه،[7] وقد مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه "طوسون"، الذي مات أيضًا، فكفله حاكم قولة وصديق والده "الشوربجي إسماعيل" الذي أدرجه في سلك الجندية، فأبدى شجاعة وحسن نظر، فقربه الحاكم وزوجه من امرأة غنية وجميلة تدعى "أمينة هانم"، كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل ومن الإناث أنجبت له ابنتين.[6] وحين قررت الدولة العثمانية إرسال جيش إلى مصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية والتي كان قوامها ثلاثمائة جندي، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة الذي لم تكد تصل كتيبته ميناء أبو قير في مصر في ربيع عام 1801،[8] حتى قرر أن يعود إلى بلده فأصبح هو قائد الكتيبة.[6] ووفقًا لكثير ممن عاصروه، لم يكن يجيد سوى اللغة الألبانية، وإن كان قادرًا على التحدث بالتركية.[9][10]

بعد فشل الحملة الفرنسية على مصر، وانسحابها عام 1801، تحت ضغط الهجوم الإنجليزي على الثغور المصرية، الذي تواكب مع الزحف العثماني على بلاد الشام،[11] إضافة إلى اضطراب الأوضاع في أوروبا في ذلك الوقت. شجع ذلك المماليك على العودة إلى ساحة الأحداث في مصر، إلا أنهم انقسموا إلى فريقين أحدهما إلى جانب القوات العثمانية العائدة لمصر بقيادة إبراهيم بك الكبير والآخر إلى جانب الإنجليز بقيادة محمد بك الألفي.[6] ولم يمض وقت طويل حتى انسحب الإنجليز من مصر وفق معاهدة أميان.[12] أفضى ذلك إلى فترة من الفوضى نتيجة الصراع بين العثمانيين الراغبين في أن يكون لهم سلطة فعلية لا شكلية على مصر، وعدم العودة للحالة التي كان عليها حكم مصر في أيدي المماليك، وبين المماليك الذين رأوا في ذلك سلبًا لحق أصيل من حقوقهم.[13] شمل ذلك الصراع مجموعة من المؤامرات والاغتيالات في صفوف الطرفين، راح ضحيتها أكثر من والٍ من الولاة العثمانيين.[14] خلال هذه الفترة من الفوضى، استخدم محمد علي قواته الألبانية للوقيعة بين الطرفين، وإيجاد مكان له على مسرح الأحداث،[13] كما أظهر محمد علي التودد إلى كبار رجالات المصريين وعلمائهم ومجالستهم والصلاة ورائهم، وإظهار العطف والرعاية لمتاعب الشعب المصري وآلامه، مما أكسبه أيضًا ود المصريين.[14][15] وفي مارس 1804، تم تعيين والٍ عثماني جديد يدعى "أحمد خورشيد باشا"، الذي استشعر خطورة محمد علي وفرقته الألبانية الذي استطاع أن يستفيد من الأحداث الجارية والصراع العثماني المملوكي، فتمكن من إجلاء المماليك إلى خارج القاهرة، فطلب من محمد علي بالتوجه إلى الصعيد لقتال المماليك، وأرسل إلى الآستانة طالبًا بأن تمده بجيش من "الدلاة".1 وما أن وصل هذا الجيش حتى عاث في القاهرة فسادًا مستوليا على الأموال والأمتعة ومعتديا على الأعراض، مما أثار تذمر الشعب، وطالب زعماؤه الوالي خورشيد باشا بكبح جماح تلك القوات، إلا أنه فشل في ذلك، مما أشعل ثورة الشعب التي أدت إلى عزل الوالي،[14] واختار زعماء الشعب بقيادة عمر مكرم -نقيب الأشراف- محمد علي ليجلس محله.[13][14] وفي 9 يوليو 1805، وأمام حكم الأمر الواقع، أصدر السلطان العثماني سليم الثالث فرمانًا سلطانيًا بعزل خورشيد باشا من ولاية مصر، وتولية محمد علي على مصر.[14]
تولّي العرش
خطر الألفي

تحرير
http://ar.wikipedia.org{{localurl:قالب:أسرة محمد علي

حكام مصر من أسرة محمد علي
Coat of arms of the Kingdom of Egypt.png
الولاة
محمد علي باشا
إبراهيم باشا
عباس حلمي الأول
محمد سعيد باشا
إسماعيل باشا
خديويون
الخديوي إسماعيل
الخديوي توفيق
الخديوي عباس حلمي الثاني
سلاطين
السلطان حسين كامل
السلطان فؤاد
ملوك
الملك فؤاد الأول
الملك فاروق الأول
الملك أحمد فؤاد الثاني

بعد أن بايعه أعيان الشعب في دار المحكمة ليكون واليًا على مصر في 17 مايو سنة 1805م والذي أقره فيها الفرمان السلطاني الصادر في 9 يوليو من نفس العام، كان على محمد علي أن يواجه الخطر الأكبر المحدق به، ألا وهو المماليك بزعامة محمد بك الألفي الذي كان المفضل لدى الإنجليز منذ أن ساندهم عندما أخرجوا الفرنسيين من مصر. ولم يمض سوى 3 أشهر حتى قرر المماليك مهاجمة القاهرة، وراسلوا بعض رؤساء الجند لينضموا إليهم عند مهاجمة المدينة. علم محمد علي بما يدبر له، فطالب من رؤساء الجند مجاراتهم واستدراجهم لدخول المدينة. وفي يوم الاحتفال بوفاء النيل عام 1805، هاجم ألف من المماليك القاهرة، ليقعوا في الفخ الذي نصبه محمد علي لهم، وأوقع بهم خسائر فادحة، مما اضطرهم للانسحاب. حينئذ، استغل محمد علي الفرصة، وطاردهم حتى أجلاهم عن الجيزة، فتقهقروا إلى الصعيد الذي كان ما زال في أيديهم.[16]

وفي أوائل عام 1806م، أنفذ محمد علي جيشًا لمحاربة المماليك في الصعيد بقيادة حسن باشا قائد الفرقة الألبانية، الذي اشتبك مع قوات محمد بك الألفي الأكثر عددًا في الفيوم، وانهزمت قوات محمد علي مما أدى إلى انسحابها إلى جنوب الجيزة، ثم فرّت جنوبًا إلى بني سويف من أمام قوات محمد بك الألفي الزاحفة نحو الجيزة. تزامن ذلك مع زحف قوات إبراهيم بك الكبير وعثمان بك البرديسي من أسيوط لاحتلال المنيا، التي كانت بها حامية تابعة لمحمد علي، إلا أن قوات حسن باشا دعّمت الحامية وأوقفت زحف قوات المماليك إلى المنيا.[17]

في تلك الأثناء، صدر فرمان سلطاني بعزل محمد علي من ولاية مصر، وتوليته ولاية سلانيك. أظهر محمد على الامتثال للأمر واستعداده للرحيل، إلا أنه تحجج بأن الجند يرفضون رحيله قبل سداد الرواتب المتأخرة. وفي الوقت نفسه، لجأ إلى عمر مكرم نقيب الأشراف الذي كان له دور في توليته الحكم ليشفع له عند السلطان لإيقاف الفرمان. فأرسل علماء مصر وأشرافها رسالة للسلطان، يذكرون فيها محاسن محمد علي وما كان له من يد في دحر المماليك، ويلتمسون منه إبقائه واليًا على مصر. فقبلت الآستانة ذلك على أن يؤدي محمد علي 4,000 كيس،2 ويرسل ابنه إبراهيم رهينة في الآستانة إلى أن يدفع هذا الفرض.[18]

بعد أن توجه محمد بك الألفي إلى الجيزة، لم يهاجم القاهرة وإنما توجه إلى دمنهور بناءً على اتفاق سري بينه وبين حلفائه الإنجليز، ليتخذها مركزًا لتجميع قواته، فحاصرها إلا أن أهالي المدينة وحاميتها استبسلوا في الدفاع عنها. وعندما بلغ محمد علي أنباء حصار دمنهور، أرسل جزءًا من جيشه لمواجهة قوات محمد بك الألفي، فوصلت إلى الرحمانية في أواخر شهر يوليو من عام 1806، واشتبكوا مع قوات الألفي بالنجيلة وهي قرية بالقرب من الرحمانية، وتعرض جيش محمد علي للمرة الثانية للهزيمة، وانسحبوا إلى منوف. عاد الألفي لحصار دمنهور، إلا أنه لم يبلغ منها منالاً، فقد طال الحصار فتألّب عليه جنوده متذمرين، مما اضطره لفك الحصار والانسحاب إلى الصعيد. وسرعان ما جاءت محمد علي أنباء وفاة عثمان بك البرديسي أحد أمراء مماليك الصعيد، ثم أنباء وفاة الألفي أثناء انسحابه، فاغتبط لذلك. سرعان ما جرد جيشًا وتولى قيادته لمحاربة المماليك في الصعيد. استطاع جيش محمد علي أن يهزم المماليك في أسيوط، ويجليهم عنها، واتخذ منها مقرًا لمعسكره حيث جاءته أنباء الحملة الإنجليزية.[19]
حملة فريزر

في إطار الحرب الإنجليزية العثمانية، وجهت إنجلترا حملة من 5,000 جندي بقيادة الفريق أول فريزر،[20] لاحتلال الإسكندرية لتأمين قاعدة عمليات ضد الدولة العثمانية في البحر المتوسط، كجزء من استراتيجية أكبر ضد التحالف الفرنسي العثماني.[21]

أنزلت الحملة جنودها في شاطئ العجمي في 17 مارس سنة 1807، ثم زحفت القوات لاحتلال الإسكندرية، التي سلمها محافظ المدينة "أمين أغا"3 إلى القوات البريطانية دون مقاومة، فدخلوها في 21 مارس.[22] وهناك بلغتهم أنباء وفاة حليفهم الألفي، فأرسل فريزر إلى خلفاء الألفي في قيادة المماليك ليوافوه بقواتهم إلى الإسكندرية. وفي الوقت ذاته، راسلهم محمد علي ليهادنهم، إلا أنهم خشوا أن يتهموا بالخيانة، فقرروا الانضمام لقوات محمد علي، وإن كانوا يضمرون أن يسوّفوا حتى تتضح نتائج الحملة ليقرروا مع من ينضموا.[23] قرر فريزر احتلال رشيد والرحمانية، لقطع طريق التعزيزات التي قد تأتي إلى المدينة عبر نهر النيل.[24]

وفي 31 مارس، أرسل فريزر 1,500 جندي بقيادة اللواء "باتريك ويشوب" لاحتلال رشيد، فاتّفقت حامية المدينة بقيادة "علي بك السلانكلي" والأهالي على استدراج الإنجليز لدخول المدينة دون مقاومة، حتى ما أن دخلوا شوارعها الضيقة، حتى انهالت النار عليهم من الشبابيك وأسقف المنازل، وانسحب من نجا منهم إلى أبو قير والإسكندرية، بعد أن خسر الإنجليز في تلك الواقعة نحو 185 قتيل و 300 جريح، إضافة إلى عدد من الأسرى.[25] أرسلت الحامية الأسرى ورؤوس القتلى إلى القاهرة، وهو ما قوبل باحتفال كبير في القاهرة. [26][27]

ولأهمية المدينة، أرسل فريزر في 3 أبريل جيشًا آخر قوامه 2,500 جندي بقيادة الفريق أول ويليام ستيوارت، ليستأنف الزحف على المدينة، فضرب عليها في 7 أبريل حصارًا وضربها بالمدافع، وأرسل ستيوارت قوة فاحتلت قرية "الحمّاد" لتطويق رشيد، ومنع وصول الإمدادات للمدينة. وفي 12 أبريل، عاد محمد علي من الصعيد، واطلع على الأخبار وقرر إرسال جيش من 4,000 من المشاة و1,500 من الفرسان بقيادة نائبه "طبوز أوغلي"، لقتال الإنجليز. صمدت المدينة لمدة 13 يومًا،[26] حتى وصل الجيش المصري في 20 أبريل،[25] مما اضطر ستيوارت إلى الانسحاب.[28] كما أرسل رسولاً إلى النقيب "ماكلويد" قائد القوة التي احتلّت الحمّاد يأمره بالانسحاب، إلا أنه لم يتمكن من الوصول. وفي اليوم التالي، حوصرت القوة المؤلفة من 733 جنديًا في الحمّاد.[26] بعد مقاومة عنيفة، وقعت القوة بين قتيل وأسير.[29] فعاد ستيوارت إلى الإسكندرية ببقية قواته، بعد أن فقد أكثر من 900 من رجاله بين قتيل وجريح وأسير.[30]

تابعت قوات محمد علي زحفها نحو الإسكندرية، وحاصروها.[28] وفي 14 سبتمبر سنة 1807، تم عقد صلح بعد مفاوضات بين الطرفين، نص على وقف القتال في غضون 10 أيام، وإطلاق الأسرى الإنجليز،[27][31] على أن تخلي القوات الإنجليزية المدينة،[21] والتي رحلت إلى صقلية في 25 سبتمبر.[25] وبذلك تخلص محمد علي من واحد من أكبر المخاطر التي كادت تطيح بحكمه في بدايته.
التخلص من الزعامة الشعبية
نقيب الأشراف والزعيم الوطني الكبير الشيخ عمر مكرم، خلعه محمد علي باشا من نقابة الأشراف في محاولة للتخلص من كبار الزعماء الشعبيين وتوطيد حكمه في البلاد.

على الرغم من المساعدات التي قدمتها الزعامة الشعبية بقيادة نقيب الأشراف عمر مكرم، لمحمد علي بدءً بالمناداة به واليًا، ثم التشفع له عند السلطان لإبقائه واليًا على مصر. وبالرغم من الوعود والمنهج الذي اتبعه محمد علي في بداية فترة حكمه مع الزعماء الشعبيين، بوعده بالحكم بالعدل ورضائه بأن تكون لهم سلطة رقابية عليه، إلا أن ذلك لم يدم. بمجرد أن بدء الوضع في الاستقرار النسبي داخليًا، بالتخلص من الألفي وفشل حملة فريزر وهزيمة المماليك وإقصائهم إلى جنوب الصعيد، حتى وجد محمد علي أنه لن تطلق يده في الحكم، حتى يزيح الزعماء الشعبيين. تزامن ذلك مع انقسام علماء الأزهر حول مسألة من يتولى الإشراف على أوقاف الأزهر بين مؤيدي الشيخ عبد الله الشرقاوي ومؤيدي الشيخ "محمد الأمير".[32][33]

وفي شهر يونيو من عام 1809، فرض محمد علي ضرائب جديدة على الشعب،[32] فهاج الناس ولجأوا إلى عمر مكرم الذي وقف إلي جوار الشعب وتوعد بتحريك الشعب إلي ثورة عارمة ونقل الوشاة الأمر إلى محمد علي. استغل محمد علي محاولة عدد من المشايخ والعلماء للتقرب منه وغيرة بعض الأعيان من منزلة عمر مكرم بين الشعب كالشيخ محمد المهدي والشيخ محمد الدواخلي، فاستمالهم محمد علي بالمال ليوقعا بعمر مكرم. وكان محمد علي قد أعد حسابًا ليرسله إلي الدولة العثمانية يشتمل علي أوجه الصرف، ويثبت أنه صرف مبالغ معينة جباها من البلاد بناء علي أوامر قديمة وأراد يبرهن علي صدق رسالته، فطلب من زعماء المصريين أن يوقعوا علي ذلك الحساب كشهادة منهم على صدق ما جاء به. إلا أن عمر مكرم امتنع عن التوقيع وشكك في محتوياته.[32]

فأرسل يستدعي عمر مكرم إلي مقابلته، فامتنع عمر مكرم، قائلاً "إن كان ولا بد، فاجتمع به في بيت السادات." وجد محمد علي في ذلك إهانة له، فجمع جمعًا من العلماء والزعماء، وأعلن خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وتعيين الشيخ السادات، معللاً السبب أنه أدخل في دفتر الأشراف بعض الأقباط واليهود نظير بعض المال، وأنه كان متواطئًا مع المماليك حين هاجموا القاهرة يوم وفاء النيل عام 1805، ثم أمر بنفيه من القاهرة إلي دمياط.[32] وبنفي عمر مكرم اختفت الزعامة الشعبية الحقيقية من الساحة السياسية، وحل محله مجموعة من المشايخ الذين كان محمد علي قادرًا على السيطرة عليهم إما بالمال أو بالاستقطاعات، وهم الذين سماهم الجبرتي "مشايخ الوقت".[34]
مذبحة القلعة

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: مذبحة القلعة

بالرغم من أن محمد علي استطاع هزيمة المماليك، وإبعادهم إلى جنوب الصعيد. إلا أنه ظل متوجسًا من خطورتهم، لذا لجأ إلى استراتيجية بديلة وهي التظاهر بالمصالحة واستمالتهم بإغداق المال والمناصب والاستقطاعات عليهم، حتى يستدرجهم للعودة إلى القاهرة. كان ذلك بمثابة الطعم الذي ابتلعه الجانب الأكبر من المماليك، الذين استجابوا للدعوة مفضلين حياة الرغد والترف على الحياة القاسية والمطاردة من قبل محمد علي. إلا أن بعض زعماء المماليك مثل إبراهيم بك الكبير وعثمان بك حسن ورجالهم، لم يطمئنوا إلى هذا العرض، وفضلوا أن يبقوا في الصعيد.[35]
الجنود المصريين وقد أحاطوا بالمماليك من كل جانب وأمطروهم بوابل من الرصاص. بريشة إميل جان هوراس ڤيرنت.
مذبحة المماليك في القاهرة، ويبدو محمد علي باشا جالسًا.

في ديسمبر من عام 1807، تلقّى محمد علي أمرًا سلطانيًا من السلطان العثماني مصطفى الرابع، بتجريد حملة لمحاربة الوهابيين الذين سيطروا على الحجاز، مما أفقد العثمانيين السيطرة على الحرمين الشريفين، وبالتالي هدد السلطة الدينية للعثمانيين. إلا أن محمد علي ظل يتحجج بعدم استقرار الأوضاع الداخلية في مصر، بسبب حروبه المستمرة مع المماليك.[36] لكن بعد تظاهره بالمصالحة مع المماليك، لم يبق أمام محمد علي ما يمنعه من تجريد تلك الحملة، لذا قرر محمد علي أن يجرّد حملة بقيادة ابنه أحمد طوسون لقتال الوهابيين. كان في تجريد تلك الحملة ورحيل جزء كبير من قوات محمد علي خطر كبير على استقرار أوضاعه في مصر، فوجود المماليك بالقرب من القاهرة، قد يشجعهم على استغلال الفرصة لينقضوا على محمد علي وقواته. لذا لجأ محمد علي إلى الحيلة، فأعلن محمد على عن احتفال في القلعة بمناسبة إلباس ابنه طوسون خلعة قيادة الحملة على الوهابيين، وحدد له الأول من مارس سنة 1811، وأرسل يدعو الأعيان والعلماء والمماليك لحضور الاحتفال.[35] لبى المماليك الدعوة، وما أن انتهى الاحتفال حتى دعاهم محمد علي إلى السير في موكب ابنه. تم الترتيب لجعل مكانهم في وسط الركب، وما أن وصل المماليك إلى طريق صخري منحدر يؤدي إلى باب العزب المقرر أن تخرج منه الحملة، حتى أغلق الباب فتكدست خيولهم بفعل الانحدار، ثم فوجئوا بسيل من الرصاص انطلق من الصخور على جانبي الطريق ومن خلفهم يستهدفهم.[37] راح ضحية تلك المذبحة المعروفة بمذبحة القلعة كل من حضر من المماليك، وعددهم 470 مملوك، ولم ينج من المذبحة سوى مملوك واحد يدعى "أمين بك"، 4 الذي استطاع أن يقفز من فوق سور القلعة.[38] بعد ذلك أسرع الجنود بمهاجمة بيوت المماليك، والإجهاز على من بقي منهم، وسلب ونهب بيوتهم، بل امتد السلب والنهب إلى البيوت المجاورة، ولم تتوقف تلك الأعمال إلا بنزول محمد علي وكبار رجاله وأولاده في اليوم التالي، وقد قُدّر عدد من قتلوا في تلك الأحداث نحو 1000 مملوك.[35][37]

تعرض محمد علي للعديد من الانتقادات من المؤرخين الغربيين بسبب غدره بالمماليك في تلك المذبحة، 5 بينما عدها البعض مثل محمد فريد إحدى أفعال محمد علي الحسنة التي خلّص بها مصر من شر المماليك.[37] بتخلص محمد علي من معظم المماليك، انسحب المماليك الذين بقوا في الصعيد إلى دنقلة، وبذلك أصبح لمحمد علي كامل السيطرة على مصر.[35]
فترة خدمة السلطنة
الحرب الوهابية العثمانية

Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: وهابية
محمد بن عبد الوهاب

الأمير عبد الله بن سعود الكبير بن عبد العزيز آل سعود، آخر أمراء الدولة السعودية الأولى، قاتل الجيش المصري حتى هُزم عام 1818، وأُعدم في الآستانة.[36]

ظهر عجز الدولة العثمانية، منذ أوائل القرن التاسع عشر، في إخماد الثورات التي قامت في وجهها، فاستنجدت بولاتها لإخمادها،[39] ومن هذه الثورات التي أقضّت مضاجع الدولة: الثورة اليونانية والحركة الوهّابية في شبه الجزيرة العربية.6 حقّقت الدعوة الوهّابية نجاحًا في نجد، واحتضنها أمير الدرعية محمد بن سعود بن محمد آل مقرن، وتجاوزتها إلى بعض أنحاء الحجاز واليمن وعسير وأطراف العراق والشام، واستولى الوهابيون على مكة والطائف والمدينة المنورة،[40] حتى بدا خطرها واضحًا على الوجود العثماني في أماكن انتشارها، بل في المشرق العربي والعالم الإسلامي، وأدّت دورًا هامًا في تطور الفكر الإسلامي الحديث،[40] حيث تُعدّ أول حركة إصلاحية سلفية في العصر الحديث، كما أنها أولى الحركات الإصلاحية التجديدية التي ظهرت في الدولة العثمانية.[41]

وشعرت الدولة العثمانية بخطورة تلك الحركة، وأدركت أن نجاحها سوف يؤدي إلى فصل الحجاز وخروجه من يدها، وبالتالي خروج الحرمين الشريفين، ما يفقدها الزعامة التي تتمتع بها في العالم الإسلامي بحكم إشرافها على هذين الحرمين، في وقت كانت قد بدأت تسعى فيه إلى التغلب على عوامل الضعف الداخلية، وتقوية الصلات بينها وبين أنحاء العالم الإسلامي بوصفها مركز الخلافة الإسلامية.[41] شكّلت كل هذه العوامل حافزًا للدولة العثمانية للوقوف في وجه الدعوة الوهّابية ومواجهتها للحد من انتشارها، فحاولت في بادئ الأمر عن طريق ولاة بغداد ودمشق لكنها فشلت،[42] فوقع اختيارها على محمد علي باشا، فأعدّ هذا حملة عسكرية بقيادة ابنه أحمد طوسون دخلت ينبع وبدر، إلا أنها انهزمت في معركة وادي الصفراء.[43] لم يستثمر الوهّابيون انتصارهم في الصفراء، وقبعوا في معاقلهم، ما أعطى طوسون الفرصة لإعادة تنظيم صفوف قواته، كما طلب إمدادات من القاهرة، وأخذ يستميل القبائل الضاربة بين ينبع والمدينة المنورة بالمال والهدايا، ونجح في سياسته هذه التي مهّدت له السبيل لاستعادة المدينة المنورة ومكة والطائف،[43] لكن الوهّابيين عادوا وانتصروا في تَرَبة والحناكية وقطعوا طرق المواصلات بين مكة والمدينة،[44] وانتشرت الأمراض في صفوف الجيش المصري، وأصاب الجنود الإعياء نتيجة شدة القيظ وقلة المؤونة والماء،[45] ما زاد موقف طوسون حرجًا، فرأى بعد تلك الخسائر، أن يلزم خطة الدفاع، وأرسل إلى والده يطلب المساعدة.[45]

قرر محمد علي باشا أن يسير بنفسه إلى الحجاز لمتابعة القتال والقضاء على الوهّابيين، وبسط نفوذ مصر في شبه الجزيرة العربية، فغادر مصر، في 26 أغسطس سنة 1812م، الموافق فيه 17 شعبان سنة 1227هـ، على رأس جيش آخر ونزل في جدة ثم غادرها إلى مكة وهاجم معاقل الوهّابيين، إلا أنه فشل في توسيع رقعة انتشاره، فأخلى القنفذة بعد أن كان قد دخلها، وانهزم ابنه طوسون في تَرَبة مرة أخرى.[46] كان من الطبيعي بعد هذه الهزائم المتكررة ومناوشات الوهّابيين المستمرة لوحدات الجيش المصري، أن يطلب محمد علي باشا المدد من مصر، ولمّا وصلت المساعدات، وفيما كان يتأهب للزحف توفي خصمه سعود في 27 أبريل سنة 1814م، الموافق فيه 6 جمادى الأولى سنة 1229هـ، وخلفه في الإمارة ابنه عبد الله.[47] ويبدو أن هذا الأمير لم يملك قدرات عسكرية تُمكنه من درء الخطر المصري ما أدى إلى تداعي الجبهة الوهّابية، فصبّت هذه الحادثة في مصلحة محمد علي باشا الذي تمكّن من التغلب على جيش وهّابي في بسل، وسيطر على تَرَبة ودخل ميناء القنفذة، في حين سيطر طوسون على القسم الشمالي من نجد.[48]
خط سير حملة إبراهيم باشا من الحناكية إلى الدرعية.

عند هذه المرحلة من تطوّر المشكلة الوهّابية، اضطر محمد علي باشا أن يغادر شبه الجزيرة العربية ويعود إلى مصر للقضاء على حركة تمرد استهدفت حكمه، وبعد القضاء على هذه الحركة استأنف حربه ضدّ الوهّابيين، فأرسل حملة عسكرية أخرى إلى شبه الجزيرة بقيادة ابنه إبراهيم باشا في 5 سبتمبر سنة 1816م، الموافق فيه 12 شوّال سنة 1231هـ.[49] تمكّن إبراهيم باشا، بعد اصطدامات ضارية مع الوهّابيين، من الوصول إلى الدرعية وحاصرها، فاضطر عبد الله بن سعود إلى فتح باب المفاوضات، واتفق الطرفان على تسليم الدرعية إلى الجيش المصري، شرط عدم تعرضه للأهالي، وأن يُسافر عبد الله بن سعود إلى الآستانة لتقديم الولاء للسلطان، وأن يردّ الوهّابيون الكوكب الدري، وما بقي بحوزتهم من التحف والمجوهرات التي أخذوها حين استولوا على المدينة المنورة.[47] وعمد إبراهيم باشا، بعد تسلمه الدرعية، إلى هدمها. وهكذا انتهت الحرب الوهّابية التي خاضها الجيش المصري في شبه الجزيرة العربية، وعاد إبراهيم باشا إلى مصر.
ضم السودان

كانت الحملة التالية في حملات محمد علي هي الحملة التي جردها لضمّ السودان. كانت أهداف محمد علي غير المعلنة من تلك الحملة السعي وراء الذهب والماس الذي تناقل الناس أنه موجود في أصقاع السودان وخاصة سنار، ولاتخاذ جنود سودانيين في الجيش النظامي المصري لما عرف عنهم من صبر وشجاعة وطاعة، والتخلص من بقية جنود الفرق غير النظامية في الجيش المصري التي كانت تثير القلاقل ومصدر متاعب لمحمد علي. أما السبب الظاهري لتلك الحملة، فكان القضاء على البقية الباقية من المماليك الذين فروا إلى دنقلة.[50][51]

انطلفت الحملة المؤلفة من 4,000 جندي في مراكب نيلية في 20 يوليو سنة 1820، بقيادة إسماعيل باشا ثالث أبناء محمد علي.[52] سارت الحملة جنوبًا، فانحدرت من أسوان إلى وادي حلفا إلى دنقلة ، حيث واجهت المماليك وهزمتهم دون مقاومة تذكر. وفي 4 نوفمبر من نفس العام، واجهت جمعًا من السودانيين بأسلحة بدائية وهزمهم في كورتي. ثم واصل الجيش المصري الزحف، فاستولى على بربر في 10 مارس سنة 1821، ثم شندي الذي أعلن ملكها نمر استسلامه أمام الجيش الزاحف، ثم استولوا بعد ذلك على أم درمان، فاجتازوها وبالقرب منها أسسوا مدينة الخرطوم لتكون قاعدة عسكرية للقوات المصرية.[50]

وجه بعد ذلك إسماعيل باشا نسيبه محمد بك الدفتردار في حملة لضم كردفان. وفي شهر أبريل من عام 1821، اشتبكت قوات الدفتردار مع قوات محمد الفضل سلطان كردفان في بارا، فانتصر الدفتردار ودخل مدينة الأبيض، ليضم بذلك كردفان للأراضي الخاضعة للسلطة المصرية. سار إسماعيل ببقية جيشه لضم مملكة سنار، فاستولى على مدينة ود مدني، فقدم ملكها الملك "بادي" ولائه للجيش المصري، فدخل المصريون سنار في 12 يونيو 1821.[50][51]

وفى أثناء وجود الجيش في سنار انتشر المرض بين الجنود، فاضطر إسماعيل إلى طلب المدد من أبيه، فأمدّه بقوات بقيادة أخيه الأكبر إبراهيم باشا، واتفقا على تقسيم العمل بينهما، فكانت مهمة إسماعيل الزحف بجيشه على منطقة النيل الأزرق، بينما اتجه إبراهيم لضم بلاد الدنكا واستكشاف أعالي النيل. فواصل إسماعيل زحفه في منطقة النيل الأزرق حتى وصل إلى فازوغلي في شهر يناير من عام 1822. أما إبراهيم فأكرهه المرض على العودة إلى مصر.[50]

بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها المصريون على السودانيين، وما أن وصل إسماعيل باشا إلى شندي في ديسمبر من عام 1822، حتى أمر الملك نمر بالمثول أمامه وبدأ في تأنيبه واتهامه بإثارة القلاقل، ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة وألف من العبيد، فأظهر الملك نمر الامتثال ولم تمض أيام حتى دعا إسماعيل باشا وكبار رجاله إلى وليمة، وبعد أن أثقلهم بالطعام والشراب، أمر بإشعال النار في المكان، وأمر جنوده برمي كل من يحاول الهرب بالسهام والنبال، فمات إسماعيل ورجاله خنقًا وحرقًا. فلما بلغ محمد بك الدفتردار الخبر، زحف إلى شندي وأسرف في القتل والسبي، وتعقّب الملك نمر إلا أنه لم يدركه حيث فر إلى حدود الحبشة. بعد ذلك استقرت الأوضاع في السودان ودان لحكم محمد علي.[50]
حرب المورة

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: حرب استقلال اليونان

كانت بلاد اليونان، حتى أوائل القرن التاسع عشر، جزءًا من السلطنة العثمانية، وفي هذه الفترة ظهرت في البلاد بوادر الثورة ضد الحكم العثماني، بفعل أربعة عوامل: تطوّر المجتمع اليوناني بفعل الرخاء الاقتصادي الذي نجم عن الحروب النابليونية، وانتشار الأفكار الأوروبية وبخاصة أفكار الثورة الفرنسية، وردود الفعل الآيلة ضد المركزية العثمانية، والتدخل الأوروبي المباشر.[53] وأخذت الحركات الثورية والجمعيات السياسية السريّة والعلنية تُشكل خطرًا على وحدة الدولة العثمانية بدءً من عام 1820، واتخذت مراكز لها في كل من روسيا والنمسا لتكون على اتصال وثيق بالحكومات الأوروبية من جهة، وبمنجاة من اضطهاد الحكّام العثمانيين من جهة أخرى. وكان بعض هذه الجمعيات، مثل "الجمعية الأخوية" (باليونانية: Φιλική Εταιρεία أو Εταιρεία των Φιλικών؛ نقحرة: فيلكي إيتريا)، يدعو إلى إحياء الإمبراطورية البيزنطية والاستيلاء على العاصمة الآستانة، وإخراج المسلمين من أوروبا ودفعهم إلى آسيا.[54] وقد اتخذت الثورة في إقليم المورة بالذات طابعًا دينيًا، رافعة شعارًا هو: الإيمان والحرية والوطن.[54] واجهت الدولة العثمانية مصاعب كبيرة في محاربة الثوّار، نظرًا لكثرة الجزر ولوعورة المسالك التي اشتهرت بها بلاد اليونان، بفعل معرفة اليونانيين كيفية الاستفادة منها استراتيجيًا ضد القوّات العثمانية.[54] وعندما تفاقم خطر الثورة، طلب السلطان محمود الثاني من محمد علي باشا أن يُرسل قواته إلى اليونان لإخضاع الثوّار.[55]
لوحة الغارة على ميسولونغي، يظهر فيها الثوّار اليونانيون وهم يُقاتلون الجيش المصري والعثماني. بريشة ثيودور ڤريزاكيس (1855).
لوحة إبراهيم يُهاجم ميسولونغي، وهي تُظهر الهجوم المصري على المدينة بقيادة إبراهيم باشا، بريشة غوزيپي پيترو مزّولا.

قبل محمد علي باشا القيام بهذا الدور بفعل أن الخطر موجه ضد دولة المسلمين العامّة، المتمثلة بالدولة العثمانية، وضد الإسلام ممثلاً في السلطان العثماني خليفة المسلمين، فأرسل حملة عسكرية بقيادة حسن باشا نزلت في جزيرة كريت وأخمدت الثورة فيها،[56] كما أرسل حملة أخرى بقيادة ابنه إبراهيم باشا، لإخماد ثورة المورة، ونجح في تنفيذ إنزال على شواطئها بعد اصطدامات بحرية قاسية مع الأسطول اليوناني في عام 1825،[57] وأنقذ الجيش العثماني المحاصر في ميناء كورون، كما حاصر ناڤارين، أهم مواقع شبه الجزيرة.[57] وتمكّن إبراهيم باشا من دخول هذا الثغر، كما فتح كلاماتا وتريپولستا في شهر يونيو من عام 1825، وطارد الثوّار واستولى على معاقلهم، باستثناء مدينة نوپلي، عاصمة الحكومة الثورية، واستعد للقضاء على آخر معاقل للثوّار في هيدرا وأستبزيا وميناء نوپلي وميسولونغي.[58] وما لبثت الأخيرة أن سقطت في يد الجيش المصري وكانت آخر معقل كبير للثوار.[59]

نتيجة لانتصار الجيش المصري، قام اليونانيون بتحريك الرأي العام الأوروبي لإنقاذ الثورة، فنهضت جماعة من أقطاب الشعراء والأدباء يثيرون الرأي العام في أوروبا بكتاباتهم، ويحثّون الدول الأوروبية على التدخل لصالح الثورة.[60] وفعلاً دعت بريطانيا روسيا للتشاور، بغية الوصول إلى تفاهم حول مستقبل اليونان، وتكلّلت هذه المفاوضات بتوقيع پروتوكول سان بطرسبيرغ، الذي انضمت إليه فرنسا بعد مدة قصيرة، واتفقت الدول الثلاث على حث الباب العالي على عقد هدنة مع اليونانيين، ومنحهم قدرًا من الحكم الذاتي في إطار التبعية الاسمية للسلطان العثماني.[61] لكن سقوط ميسولونغي قلب الأمور رأسًا على عقب، فاتجهت الدول الأوروبية وفي مقدمتها روسيا إلى العنف دعمًا للثوّار، فأرسلت سفنها إلى مياه اليونان لفرض مطالبها بالقوة، ومنع السفن العثمانية والمصرية من الوصول إلى شواطئ هذا البلد، وإرسال الإمدادات إلى الجيشين العثماني والمصري.[62] وحاصرت أساطيل الحلفاء الأسطولين العثماني والمصري في ميناء ناڤارين وضربتهما، بدون سابق إنذار، ودمرتهما تمامًا في 20 أكتوبر سنة 1827م، الموافق فيه 29 ربيع الأول سنة 1243هـ.[60]
الأسطولين العثماني والمصري تلتهمهما النيران في معركة ناڤارين.

عند هذه النقطة من المشكلة اليونانية، كانت وجهات النظر العثمانية والمصرية متفقة على السياسة العامة، إلا أنه بعد تدخل الدول الأوروبية وانتصارها البحري في ناڤارين اختلفت وجهتيّ نظر الجانبين.[63] فقد رأى محمد علي باشا أن لا فائدة تُرجى من مواصلة القتال، بعد أن فقد أسطوله وانقطعت طريق مواصلاته البحرية مع جيوشه في بلاد اليونان، وأن الحكمة تقضي بفصل السياسة المصرية عن السياسة العثمانية،[63] وقد عجّل في سرعة اتخاذه قرار الانسحاب إرسال فرنسا قوة عسكرية أنزلتها في المورة، وتلقّيه مذكرة من الدول الأوروبية تصرّ فيها على فصل بلاد اليونان واستهداف مصر، إن هو استمر في اتباع السياسة العثمانية. لذا فضّل محمد علي عزل مصر عن المشكلة اليونانية، وترك أمرها للسلطان.[63] وفي 7 سبتمبر سنة 1828م، الموافق فيه 26 صفر سنة 1244هـ، ابتدأ انسحاب الجنود المصرية من المورة على متن ما بقي من السفن، ولم يبق في اليونان غير ألف ومائتيّ جندي للمحافظة على بعض المواقع ريثما تستلمها الجنود العثمانية،[64] إلا أن القوات الفرنسية قامت بهذه المهمة عوضًا عن القوات العثمانية.[64]
الحملة على الشام
أسبابها
السلطان محمود خان الثاني "أبو الإصلاح"، سلطان الدولة العثمانية منذ سنة 1808 حتى سنة 1839،[65] وعد محمد علي باشا بتوليته على بلاد الشام لقاء خدماته الجليلة للسلطنة، لكنه عاد وأخلف الوعد خوفًا على وحدة أراضي الدولة.

خرج محمد علي باشا من الحرب اليونانية من دون أن يظفر بفتوح جديدة، ولم يُحقق أي استفادة من الاشتراك فيها، في حين انتهت الحرب مع الوهّابيين ببسط نفوذه على شبه الجزيرة العربية، وأتاح له دخول السودان ضم الجزء المتمم للأراضي المصرية،[66] أما العمل الذي قام به بعد ذلك فكان مسرحه بلاد الشام. كان محمد علي يطمح من كل تلك المساعدات والخدمات التي قدمها للدولة العثمانية أن يمنحه السلطان ولاية من الولايات الكبرى، ولكن السلطان اكتفى بأن أقطع محمد علي جزيرة كريت تقديرًا لخدماته وتعويضًا عن بعض ما فقده في الحرب اليونانية،[67] لكن هذا التعويض لم يكن ذا قيمة، إذ لم يكن من السهل أن تحكم مصر هذه الجزيرة وأن تستفيد منها لاشتهار أهلها بالعصيان والتمرّد،[66] ورأى أن يضم بلاد الشام إلى مصر، يدفعه في ذلك عاملان: سياسي واقتصادي.[68]

أما العامل السياسي فهو اتخاذ بلاد الشام حاجزًا يقي مصر الضربات العثمانية في المستقبل من جهة، وإنشاء دولة عربية، أو قيام سلطنة إسلامية قوية، من جهة أخرى، كما أن بسط نفوذه على هذه البلاد سيُمكنه من تجنيد جيش من سكانها، فيزداد بذلك عدد أفراد جيشه.[69] أما العامل الاقتصادي، فإنه أراد استغلال موارد بلاد الشام، من الخشب والفحم الحجري والنحاس والحديد التي كانت تفتقر إليها مصر، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية بسبب موقعها الجغرافي واتصالها بالأناضول، وعلاقاتها التجارية بأواسط آسيا حيث تمر قوافل التجارة،[70] وبسبب موقعها على طريق الحج إلى البيت الحرام.[69]

والراجح أن محمد علي باشا كان يطمح إلى ضمّ بلاد الشام منذ عام 1810، ويأمل أن يصل إلى حكمها بموافقة السلطان،[71] فطلب من محمود الثاني، في عام 1813، أثناء الحرب الوهّابية، أن يعهد إليه بحكم هذه البلاد بحجة أنه بحاجة إلى مدد منها يعاونه على القتال، فوعد السلطان محمد علي بأن يوليه عليها نظرًا لأن الحرب في شبه الجزيرة كان تؤرق مضجعه وكان يتطلّع إلى القضاء على الوهابيين بسرعة خوفًا من أن تؤدي دعوتهم إلى التفرقة بين المسلمين.[72] ولمّا انتهت الحرب، عاد السلطان وأخلف وعده، إذ شعر أن وجود محمد علي في الشام خطرٌ على كيان السلطنة نفسها.[69] مهّد محمد علي لتنفيذ خطته، بأن أخذ يوطد علاقاته بأقوى شخصين في المنطقة وهما: عبد الله باشا والي عكا، وبشير الثاني الشهابي أمير لبنان، وكلاهما مدين لمحمد علي بالبقاء في منصبه. أما عبد الله باشا فكان محمد علي قد ساعده لدى السلطان، إثر خلافه مع والي دمشق عام 1821، فرضي عنه السلطان وأقرّه على ولاية عكا، كما كان محمد علي قد أمدّه بالمال في معركته ضد والي دمشق.[69]
الأمير بشير الثاني الشهابي "الكبير"، أمير لبنان منذ سنة 1788 حتى سنة 1840، كان حليفًا أساسيًا وصديقًا مقربًا من محمد علي باشا.

أما الأمير بشير فكان قد ناصر عبد الله باشا في ذاك الخلاف، وسار على رأس جيشه وحارب والي دمشق وهزمه. وما كادت الدولة العثمانية تطّلع على هزيمة والي دمشق حتى جرّد الباب العالي حملة عسكرية قوية اضطرت الأمير بشير إلى ترك البلاد، والسفر إلى مصر، حيث رحّب به محمد علي، واتفقا على التعاون معًا. ولمّا كان محمد علي على وفاق مع السلطان، فقد استطاع أن يسترضيه ويُلطف موقفه من الأمير بشير، وأن يُعيده إلى إمارته. ونشأت بين الأمير ومحمد علي علاقة وثيقة وصداقة متينة بعد أن جمعهما طموح مشابه،[68] ألا وهو توسيع رقعة بلاد كل منهما، فتعاهدا على السير معًا في سياسة مشتركة.[73][74] أخذت أهداف محمد علي تتبلور بدءًا من عام 1825 عندما صارح الفريق أول الفرنسي "بواييه" بأنه سوف يعمد، بعد أن ينتهي من حرب المورة، إلى وضع يده على بلاد الشام بما فيها ولاية عكا، ولن يقف بجيشه إلا على ضفاف دجلة والفرات، وفي بلاد اليمن والجزء الأوسط من شبه الجزيرة العربية.[75] وتتوافق هذه الأفكار مع ما أشيع، نقلاً عنه وعن ولده إبراهيم باشا، بأنه سيكون المدافع عن حقوق الشعوب العربية التي تعيش تحت الحكم العثماني حياة التابع البائس المستضعف،[75] وأضحت السيطرة على بلاد الشام، بدءًا من عام 1829، من الأمور الضرورية في سياسته الإستراتيجية.

ورأى أحد القناصل البريطانيين، ويُدعى باركر، في عام 1832، أن جيش محمد علي منهمك في مشروع تحرير الشعوب العربية وجمعها في إمبراطورية عربية، وأن هدفه المباشر هو توطيد سلطته في بشالق عكا ودمشق، ثم التوسع بعد ذلك نحو حلب وبغداد عبر كل الولايات العربية.[76] وربط معظم المؤرخين بين طلب محمد علي باشا من السلطان عام 1813، ليوليه بلاد الشام، من أجل القضاء على الوهّابيين في الحجاز، وبين حملته التي قام بها في عام 1831. ولو أن هذا الأمر كان صحيحًا لانتهز والي مصر فرصة نجاحه في إخضاع الوهّابيين ليزحف نحو بلاد الشام لضمّها، وبخاصة أن الباب العالي رفض له آنذاك طلبين: أولهما إعادة يوسف كنج إلى ولاية الشام، وإبعاد سليمان باشا عنها، وثانيهما منحه هذه الولاية.[77] لكن من الواضح أن محمد علي عدّ أن رسالته هي إنقاذ الدولة العثمانية نفسها من خطر الخراب، وإحداث تغييرات جذرية، ونفخ حياة جديدة فيها.[75] فقد كان مؤمنًا بوحدة العالم الإسلامي بزعامة السلطان شرط أن يُسارع إلى حماية المسلمين بعد كارثة ناڤارين، منبهًا إلى ضرورة تجديد السلطنة على قاعدة الدين الإسلامي.[78] وسواء كان محمد علي يحلم بدولة عربية منفصلة عن الدولة العثمانية وتقوم على أنقاضها، أو كانت رسالته تقضي قيام سلطنة إسلامية قوية، فمما لا شك فيه أن تدخل الدول الأوروبية في هذ القضية حال بينه وبين أي تفاهم مع الباب العالي، من جهة، ومنعه من تحقيق أهدافه، من جهة أخرى.[79]

تُعد حروب محمد علي باشا في بلاد الشام حروبًا دفاعية وهجومية في آن معًا، أما كونها حروبًا دفاعية فلأن محمد علي باشا كان يعلم أن الدولة العثمانية لا تألُ جهدًا في السعي لاسترداد مركزها في مصر، وأن السلطان محمود الثاني لم يكن صافي النيّة، وأما كونها حروبًا هجومية فلأن هدفه كان أيضًا التوسع.[71] ويبدو أن محمد علي باشا قد أخذ قرار التصدي للباب العالي ضمن خلفيّات عدّة. فقد آنس في جيشه القوة، ووجد أن الدولة العثمانية في حالة من التدهور والتفكك، وأنها محط أنظار ومؤامرات الدول الأوروبية.[69] وهكذا وقع والي مصر أسير عاملين: أسير نفسه، إذ رأى أن الباب العالي ظلمه عندما منعه من ولاية الشام، على الرغم من أدائه خدمات جليلة للسلطنة، وأسير اعتقاده أنه أصلح ولاة الشام.[80]
مراحلها

مرّت الحروب في بلاد الشام بمرحلتين، انتهت المرحلة الأولى باتفاقية كوتاهية، عام 1833، ورسّخت السيطرة المصرية على الشام، في حين انتهت المرحلة الثانية باتفاقية لندن عام 1840، وقضت بانسحاب الجيش المصري.
المرحلة الأولى
لوحة ثلاثة فلاحين (بالفرنسية: Trois fellahs)، بريشة شارل جبرائيل غلاير (1835)، وقد صوّر فيها 3 فلاحين مصريين. كانت مسألة الفلاحين السبب الرئيسي وراء الحملة المصرية على الشام.

تكمن الأسباب المباشرة للحرب في النزاع الداخلي الذي حصل بين محمد علي باشا وعبد الله باشا والي عكا،[81] فقد افتعل محمد علي خلافًا مع والي عكا إذ طالبه بإعادة المال الذي كان قد قدّمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في الزراعة، ولمّا ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة لاحتلال أراضي الشام.[82] زحف الجيش المصري باتجاه فلسطين في 14 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1831م، الموافق 7 جمادى الأولى سنة 1247هـ، تحت قيادة إبراهيم باشا بن محمد علي،[81] وسيطر على مدنها من دون مقاومة تُذكر، باستثناء عكا التي ضرب عليها حصارًا مركزًا برًا وبحرًا حتى لا يأتيها المدد بحرًا فلا يقوى على فتحها، كما حصل لنابليون بونابرت من قبل حين حاصرها سنة 1799.[83] وبينما كانت تقاوم حصار إبراهيم باشا، كان أبناء الأمير بشير، ومعهم جنود مصريون، يسيطرون على صور وصيدا وبيروت وجبيل. ولمّا استعصت عليهم طرابلس أسرع إبراهيم باشا لنجدة حلفائه، ولم تلبث أن سقطت في أيديهم.[82]

اضطربت الدولة العثمانية أمام زحف الجيش المصري، وعدّت ذلك عصيانًا وقامت للتصدي له. واصطدم جيش عثماني، بقيادة عثمان باشا والي حلب، بالجيش المصري في سهل الزرّاعة جنوبي حمص، إلا أنه انهزم أمامه. ثم عاد إبراهيم باشا إلى عكا لمواصلة حصارها، فدخلها عنوة في 28 مايو/أيار سنة 1832م، الموافق فيه 27 ذي الحجة سنة 1247هـ، وأسر عبد الله باشا وأرسله إلى مصر.[84] وتابع القائد المصري زحفه باتجاه الشمال، بعد سيطرته على عكا، فدخل دمشق مع الأمير بشير وجيشه بعد أن قاتلا والي المدينة، ورحّب السكان به لأنهم كانوا أقرب إلى الرغبة في تغيير حكامهم بفعل مساوئ الولاة العثمانيين.[85]
إبراهيم باشا بن محمد علي، فاتح بلاد الشام وقائد العمليات العسكرية فيها، بريشة شارل فيليپ لاريڤيار.

جزع الباب العالي لسقوط عكا ودمشق وسيطرة المصرييين على جنوب الشام، وخشي السلطان أن يتزعزع مركزه أمام انتصاراتهم، فحشد جيشًا آخر بقيادة السرعسكر حسين باشا ودفعه لوقف الجيش المصري، وإجبار المصريين على الانسحاب من بلاد الشام، وأصدر في الوقت نفسه فرمانًا أعلن فيه خيانة محمد علي باشا وابنه إبراهيم للسلطة الشرعيّة.[86] اصطدم إبراهيم باشا بالجيش العثماني الجديد في معركة حمص وتغلّب عليه في 29 يونيو/حزيران سنة 1832م، الموافق 10 صفر سنة 1248هـ، وسيطر على حماة ودخل إثر ذلك مدينة حلب، وتأهب لاستئناف الزحف باتجاه الشمال.[87] انسحب حسين باشا شمالاً، بعد خسارته، وتمركز في ممر بيلان وهو أحد الممرات الفاصلة بين بلاد الشام والأناضول، فلحقه إبراهيم باشا واصطدم به وتغلّب عليه، وطارد من بقي من جيشه حتى اضطرهم إلى مغادرة المنطقة عن طريق ميناء الإسكندرونة وسيطر على الممر، كما احتل ميناء إياس، شمالي الإسكندرونة، ودخل ولاية أضنة وطرسوس.[88]

وشجعت هزيمة العثمانيين إبراهيم باشا على مواصلة طريقه، فتقدم في داخل بلاد الأناضول حتى بلغ مدينة قونية، وكان العثمانيون قد تجمعوا ليدافعوا عن قلب السلطنة، ولكن القائد المصري تغلّب عليهم في 20 ديسمبر/كانون الأول سنة 1832م، الموافق 27 رجب سنة 1248هـ، وأسر قائدهم الصدر الأعظم محمد رشيد باشا.[82] وبهذه الغلبة انفتحت الطريق أمامه إلى الآستانة، حتى خُيّل للعالم في ذلك الوقت أن نهاية السلطنة العثمانية أصبحت قريبة. عقب هزيمة قونية ساد القلق عاصمة الخلافة، وارتعدت فرائص السلطان الذي خشي من تقدم إبراهيم باشا نحو العاصمة، فاستنجد بالدول الأوروبية للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم ينجده إلا روسيا،7 إذ كانت بريطانيا منهمكة في شؤونها الداخلية وبالمسألة البلجيكية،[89]8 وكانت فرنسا تؤيد محمد علي وتتعاون معه، وقد كان في جيشه عدد من القادة الفرنسيين، ووقفت كل من النمسا وبروسيا على الحياد.[90] أرسلت روسيا عام 1833 أسطولاً بحريًا إلى الآستانة للدفاع عنها، ولم تكد بريطانيا وفرنسا تطلعان على وجود السفن الروسية في مياه الآستانة حتى هالهما الأمر، وشعرتا بالخطر الروسي عليهما، وخشيتا أن تستغل روسيا تداعي الدولة العثمانية لتقوّي مركزها في الممرات البحرية،[91] فسارعتا إلى عرض مساعدتهما على السلطان فيما إذا تخلّى عن المساعدة الروسية. ولكن الروس رفضوا إجلاء سفنهم إلا بعد أن ينسحب المصريون من الأناضول. عندئذ نشط ممثلو بريطانيا وفرنسا في التوسط بين السلطان ومحمد علي، حتى تم تبادل الرسائل بينهما.[92] واستخدمت فرنسا علاقاتها الوديّة مع مصر لإقناع محمد علي باشا بتسوية خلافه مع السل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: ابراهيم باشا   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 5:55



إبراهيم باشا بن محمد علي باشا بن إبراهيم آغا (1789 - 10 نوفمبر 1848)، الابن الأكبر لوالي مصر محمد علي باشا. نصب كقائم على العرش نيابة عن أبيه من 2 مارس حتى 10 نوفمبر 1848. قاد حملة عسكرية على وسط الجزيرة العربية وقضى على الدولة السعودية الأولى.

محتويات

1 عنه
2 الحروب التي خاضها
2.1 الحملة المصرية ضد الدولة السعودية الأولى
2.2 حرب المورة
2.3 الحرب في السودان
2.4 الحملة على بلاد الشام
3 تعيينه حاكمًا على مصر
4 زوجاته وأبنائه
5 معرض الصور
6 الهوامش

عنه

ولد في نصرتلي، تركيا[1]. كان عضد أبيه القوي وساعده الأشد في جميع مشروعاته، كان باسلًا مقدامًا في الحرب، لا يتهيب الموت، وقائدًا محنكًا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب، وقام بإنشاء التكية المصرية سنة 1816.
الحروب التي خاضها
الحملة المصرية ضد الدولة السعودية الأولى

يعتبر من أحسن قادة الجيوش في القرن التاسع عشر، وقد حارب وانتصر في شبه الجزيرة العربية ضد عبد الله بن سعود بالدرعية، ثم أكمل حربه بكلًا من السودان واليونان وتركيا وسوريا وفلسطين. وكانت البداية عندما عينه والده قائدًا للحملة المصرية ضد آل سعود والتي جرت بين 1816 و1819، فقضى على حكمهم، وأسر أميرهم عبد الله بن سعود وأرسله لأبيه محمد علي باشا في القاهرة، فأرسله محمد علي إلى الأستانة، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه، فنال إبراهيم باشا من السلطان مكافأة سخية، ونال أبوه محمد علي باشا لقب خان وهو اللقب الذي لم يحظ به سواه.
حرب المورة

كانت اليونان و الجزء من أوروبا الشرقية تابعة للدولة العثمانية منذ القرن 15 الميلادي , فعندما قامت الثورة علي الدولة العثمانية عجز السلطان عن اخمادها , و لذلك طلب من محمد علي باشا -اقوي الولاة في اطار الدولة العثمانية - القضاء علي تلك الثورة . فبعث محمد علي بأبنه الأكبر إبراهيم باشا .. فنجح إبراهيم في القضاء علي الثورة و انهي التمرد .. و اكتسب الجيش المصري خلال تلك الحرب خبرات ميدانية .. و ضم محمد علي جزيرة كريت (مكافأة من السلطان)
الحرب في السودان

وذهب بين سنتي 1821-1822 إلى السودان ليقمع تمرد وقع هناك.

تحرير
http://ar.wikipedia.org{{localurl:قالب:أسرة محمد علي

حكام مصر من أسرة محمد علي
Coat of arms of the Kingdom of Egypt.png
الولاة
محمد علي باشا
إبراهيم باشا
عباس حلمي الأول
محمد سعيد باشا
إسماعيل باشا
خديويون
الخديوي إسماعيل
الخديوي توفيق
الخديوي عباس حلمي الثاني
سلاطين
السلطان حسين كامل
السلطان فؤاد
ملوك
الملك فؤاد الأول
الملك فاروق الأول
الملك أحمد فؤاد الثاني
الحملة على بلاد الشام

ثم عين قائدًا للجيش ضد ثورة اليونانيين الذين خرجوا على الدولة العثمانية للظفر بالاستقلال، فانتزع معاقلهم وأخمد ثورتهم التي ظلت من 1825 ولغاية 1828، ولكن نزول الجنود الفرنسيين بالمورة أجبره على الجلاء عن اليونان. وحين طمع محمد علي في ممتلكات السلطنة العثمانية بالشام أرسله مع جيش قوي ففتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس حتى وصل إلى «كوتاهيه» وذلك بعامي 1832 و1833، وحينما تجدد القتال عام 1839 بين المصريين والأتراك انتصر وهزمهم هزيمة ساحقة في معركة نسيب الفاصلة والتي وقعت في حزيران/يونيو 1839 وغنم أسلحة كثيرة من العثمانيين، ولكن الدول الأوروبية حرمته من فتوحه وأجبرته على الجلاء عن جميع الجهات التي كان قد فتحها.
تعيينه حاكمًا على مصر

عين بعام 1848 نائبًا عن أبيه في حكم مصر، وكان أبوه في ذلك الوقت لا يزال حيًا، إلا أنه كان قد ضعفت قواه العقلية وأصبح لا يصلح للولاية. ولكنه توفي قبل والده في نوفمبر من العام نفسه. وهناك تاريخان بالنسبة لتعينه واليًا على مصر:

من 2 سبتمبر 1848 إلى أن توفي في 10 نوفمبر 1848.
تولى حكم مصر بفرمان من الباب العالي في مارس 1848 نظرًا لمرض والده. ولكنه لم يعمر أكثر من سبعة أشهر ونصف بعد ذلك وتوفى وهو لم يتجاوز الستين من عمره في نوفمبر 1848[1].

زوجاته وأبنائه
الزوجة أبنائه منها
خديجة برنجي قادين محمد بك
شيوه كار قادين أحمد رفعت باشا
هوشيار قادين (لقبت بعهد ابنها بالوالدة باشا) إسماعيل باشا
ألفت قادين مصطفى بهجت
كلزار قادين
سارة قادين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1869
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Empty
مُساهمةموضوع: السلطان العثماني محمود الثاني (الواحد والثلاثون)   الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  Icon_minitimeالخميس 29 مايو - 6:09

الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه  3110
السلطان محمود خان الثاني عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. (20 يوليو 1785 – 1 يوليو 1839) كان السلطان الثلاثون للدولة العثمانية، وهو ابن السلطان عبد الحميد الأول شهد عصرة خطوات إصلاح واسعة، وحاول أن يوقظ الدولة العثمانية، وأن يدفعها إلى ما تستحقه من مكانة وتقدير.

محتويات

1 ولاية السلطان محمود الثاني
2 القضاء على الإنكشارية
3 الأخذ بالنظم العسكرية الحديثة
4 إصلاح التعليم
5 إصلاحات أخرى
6 العلاقة مع الدولة السعودية الأولى
7 حرب الاستقلال اليونانية
8 اتفاق الدول الكبرى على العثمانيين
9 احتلال فرنسا للجزائر وثورة محمد علي
10 وفاة السلطان
11 الهوامش
12 المصادر
13 من مصادر الدراسة

ولاية السلطان محمود الثاني

تقلد السلطان محمود الثاني مقاليد الخلافة العثمانية سنة 1808م وهو في الرابعة والعشرين من عمره، واستقر عزمه على أن يمضي في طريق الإصلاح الذي سلكه بعض أسلافه من الخلفاء العثمانيين، ورأى أن يبدأ بالإصلاح الحربي، فكلف الصدر الأعظم "مصطفى البيرقدار" بتنظيم الإنكشارية وإصلاح أحوالهم، وإجبارهم على اتباع التنظيمات القديمة الموضوعة منذ عهد السلطان سليمان القانوني وأُهملت شيئا فشيئا.
القضاء على الإنكشارية

راجع: الانقلابات على القصر العثماني 1807-1808

حاول الصدر الأعظم أن يقوم بالمهمة التي كلفه بها السلطان محمود الثاني؛ فقوبل باعتراض من الإنكشارية، وثاروا في العاصمة ثورة عارمة في (رمضان 1223 هـ = 1808م) وحاولوا إرجاع السلطان السابق "مصطفى الرابع" ليكون ألعوبة في أيديهم، وأضرموا النيران في السرايا الحكومية، ومات الصدر الأعظم في هذه الفتنة محترقا وهو يحاول أن يقضي على تلك الفتنة، واضطر السلطان أن يخضع لهم بعد أن أضرموا النار في العاصمة، وكادت النيران تقضي عليها، مؤجلا فكرة التخلّص منهم إلى وقت آخر.

وكان السلطان يرى أن اشتداد نفوذ الإنكشارية قد حطم جهود كل من يحاول الإصلاح من السلاطين السابقين، وأن سرّ نجاح محمد علي باشا في حركته الإصلاحية أنه بدأ بإزالة عقبة مشابهة وهي المماليك فتخلص منهم في الحادثة المعروفة باسم "مذبحة القلعة"، وقد تخلص السلطان محمود الثاني من الإنكشارية تماما في سنة (1240 هـ = 1826م).
الأخذ بالنظم العسكرية الحديثة
السُلطان محمود الثاني بعد إقراره اللباس الأوروبي في الدولة العثمانيَّة.

وجّه السلطان محمود الثاني عنايته إلى بناء فرق عسكرية تأخذ بالنظم الحديثة؛ فأنشأ قوة من سلاح المدفعية على يد ضباط أوروبيين، وكان نجاح هذه القوة في تعلم الفنون العسكرية الحديثة حافزا له في تنظيم قوة أخرى من المشاة على نفس الطريقة. بدأ السلطان يعمل على إيجاد رأي عام يؤيد ما يتجه إليه من إصلاحات، بإقامة الحفلات الكبرى لأي إنجاز تقوم به قواته، وباستصدار فتوى من كبار مشايخ الدولة بوجوب تعليم فنون الحرب، وضرورة إصلاح الجندية، وإدخال النظام العسكري الحديث في فرق الإنكشارية التي لا يمكنها بما هي عليه الآن الوقوف أمام الجيوش الأوروبية، وأحيا السلطان محمود الثاني ما أقامه مصطفى الثالث من مدارس للطوبجية والبحرية والهندسة، وأنشأ مدرسة حربية لتخريج الضباط على غرار المدارس الحربية الأوروبية، ومدارس لتعليم الجند وتدريبهم على نَسَق مدارس الجيش في إنجلترا.

أخذ السلطان بنظام التجنيد الإجباري لأبناء المسلمين، وجعل مدة التجنيد عشر سنوات، وأرسل الضباط في بعثات للخارج على نطاق واسع، واستدعى عددا من الضباط من بروسيا لتدريب القوات الجديدة. اتجه السلطان إلى إصلاح البحرية، فأعاد فتح مدرسة البحرية التي كان قد أنشأها السلطان مصطفى الثالث، وشرع في بناء ثكنات خاصة لرجال البحرية الذين سُموا أحيانا بـ"جنود البحر"، وبنى دارا جديدة للمدرسة البحرية عُنِي بتلاميذها ومدرسيها، وزودها بالأدوات والمكتبة والأجهزة، ثم بنى مدرسة بحرية أخرى قصرها على الطلاب المتفوقين من المدرسة القديمة.
سفينة المحمودية كما تظهر في هذا الرسم، هي أكبر سفينة حربية في العالم لسنوات عديدة يديرها 1280 بحار وتحمل 128 مدفعا موزعين على ثلاثة طوابق، واعتبرت هذه السفينة فخر البحرية العثمانية في تلك الفترة و شاركت في حرب القرم، ولم يقدر لها أن تغرق. هناك مجسم معروض لهذه السفينة في المتحف البحري العسكري في إسطنبول

من أهم إصلاحات محمود الثاني كان العناية بالبحرية العثمانية وإعادة بنائها لا سيما بعد الهزيمة القاسية للأسطول العثماني في معركة نافارين أمام الأساطيل الأوروبية المتحالفة، حيث أدخل أول سفينة حربية تعمل بالبخار في عام 1828 م كما أمر نخبة مهندسيه ببناء سفينة المحمودية Mahmudiye ذات الـ128 مدفع وبقيت هذه السفينة الأضخم في العالم لسنوات عديدة، كماأعاد فتح المدرسة الهندسية البحرية التي كانت قد أنشئت في قبل في سنة (1208 هـ = 1793م)، وكلما انتهى العمل في بناء قطعة بحرية أُنزلت للبحر في احتفال عظيم، وكان السلطان يُسرّ لإنشاء السفن الجديدة سرورا عظيما ويخلع على طاقمها هباته وهداياه.
إصلاح التعليم

عُنِي محمود الثاني بتنظيم التعليم حيث أنشأ المدارس الابتدائية المسماة "صبيان مكتبي" لتعليم الهجاء التركي وقراءة القرآن، ومبادئ اللغة العربية، والمدارس الثانوية "مكتب رشدية" لتعليم الرياضيات والتاريخ والجغرافيا، إلى جانب المدارس الملحقة بالمساجد، كما أنشئت مدارس تُعِدّ طلابها للالتحاق بمدارس البحرية والطب والزراعة والهندسة والمدفعية، وكانت المدرسة الإعدادية لمدرسة الطب ملحقة بها.

اعتنى محمود الثاني بمدرسة تعليم اللغات التي أنشئت في عصر السلطان مصطفى الرابع لتخريج المترجمين، وكان يلتحق خريجو هذه المدارس بالسفارات المختلفة. أكثر محمود الثاني من إرسال البعثات العلمية إلى لندن وباريس لتحصيل الفنون والعلوم الحديثة، وكلف سفيره في باريس "أحمد باشا" بمرافقتهم وكتابة تقارير عنهم.

ومنها أيضا اهتمامه بالمكتبات حيث قام بتجديد المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة.
إصلاحات أخرى

حاول السلطان إصلاح أجهزة الدولة المركزية بالطريقة الأوروبية، فوضع الأوقاف تحت إشرافه وألغى الأوقاف الصغيرة وضمها إلى أملاك السلطان، وأجرى أول إحصاء للأراضي الزراعية التركية في العصر الحديث، وأدخل تحسينات على شبكة المواصلات، وأنشأ طرقا جديدة وأدخل البرق، وخطوط السكك الحديدية، كما أنشأ جريدة رسمية للدولة.

شهد عصر السلطان محمود نشاطا في حركة التعمير، وصيانة المرافق القديمة التي أصابها الإهمال، فأنشأ في سنة (1241 هـ = 1825م) "جامع نصرت" أي جامع النصر في إستانبول، وأعاد تعمير مسجد "آيا صوفيا" وغيره من مساجد العاصمة.

عمل حتى على إصلاح الملابس، حيث استحدث لباسا يشبه اللباس الأوروبي واستبدل العمامة بالطربوش الذي كان يرتديه الرعايا العثمانيون في ولايات الأفلاق والبغدان (قبعة رومانية)، وأجبر موظفي الحكومة المدنيين والعسكريين على ارتداء اللباس الجديد في أماكن عملهم.

قام بزيارة الولايات الأوروبية للوقوف على حالها وأخذ على عاتقه تحديث الدولة العلية لتجاري الدول الكبرى من جديد.
العلاقة مع الدولة السعودية الأولى

أمر السلطان محمود خان واليه محمد علي باشا بالقضاء على الدولة السعودية الأولى، حيث أرسله ابنه إبراهيم باشا للقضاء على الدرعية -عاصمة الدولة السعودية. وقد قام إبراهيم باشا بمحاصرة الدرعية وارسال عبد الله بن سعود الكبير للأستانة حيث أمر بقتله بعد أن طاف به شوارعها حتى وصلوا به إلى ميدان السلطان بايزيد حيث قتل[1]
حرب الاستقلال اليونانية

استغل اليوناييون انشغال الدولة العثمانية في إخماد إحدى الثورات حتى يهبوا معلنين بداية حرب الاستقلال اليونانية والتي كان أمراؤهم وأغنياؤهم قد أعدوا لها منذ مدة ليس قصيرة، وحظيت بدعم أوروبا التي أرسلت إليهم المال والعتاد والرجال. أراد السلطان محمود أن يخفف عن جيوشه العبء من جهة وأن يضعف قوة محمد علي باشا (الوالي العثماني في مصر آنذاك)، فأصدر أمرا لمحمد علي بالتوجه فورا لدعم الحامية العثمانية المتمركزة في اليونان.

اضطر محمد علي للانصياع لأوامر خليفته، فسير 17 ألف عسكري مصري إلى بلاد اليونان، بالإضافة إلى الأسطول البحري المصري. اجتمع الأسطولان المصري والعثماني عند السواحل اليونانية، وقاد إبراهيم باشا جنوده عبر ميناء مودون إلى البر اليوناني وبدا باسترجاع كل المدن المفقودة حتى حرر أثينا.

بعد مشاورات ومناوشات سياسية طويلة بين الدولة العلية والدول العالمية، رفضت الدولة العثمانية تدخل أي دولة في شأن اليونان، كما رفضت أي اقتراح لحل الأزمة، مما سبب ظهور حلف روسي فرنسي إنجليزي كان هدفه فصل اليونان عن جسد الدولة العلية، فتجمعت أساطيل الدول الثلاثة في ميناء نافارين وقامت بتدمير الأسطولين المصري والعثماني فجأة وبدون إنذار مسبق في معركة نافارين، كما جهزت فرنسا جيشا بريا كبيرا عمل على إعادة احتلال اليونان من قوات محمد علي باشا، والتي تقهقرت بناء على أوامر والي مصر، وانتهى الأمر باستقلال اليونان.
الأسطول المصري في معركة نافارين للرسام الروسي إيفان إيفازوفسكي
اتفاق الدول الكبرى على العثمانيين

كان من نتائج حرب الاستقلال اليونانية وقوع الحرب بين روسيا والدولة العلية، فحدثت مناوشات كبيرة بين الطرفين انتهت بتقدم الروس ببطء في الأراضي العثمانية، وكان سبب ذلك استخدام العثمانيين للتنظيمات العسكرية الجديدة بدلا من الإنكشارية، لكن هذه الحرب لم تكن قد أمهلت العثمانيين الوقت الكافي لإعداد عدد أكبر من الجيوش النظامية الحديثة وانتهت القصة بهزيمة العثمانيين و سيطرة الروس على مدن عديدة في بلغاريا ورومانيا.

تدخلت الدول الكبرى من جديد، وجرت المناقشات السياسية التي انتهت بانسحاب روسيا من المناطق التي احتلتها مقابل دفع الدولة العثمانية لغرامة حربية كبيرة على ثلاثة دفعات، بالإضافة إلى استقلال اليونان وإضعاف سلطة الدولة على ولاياتها الأوروبية، وكان الهدف من هذا كله إثقال كاهل الدولة العثمانية فلا تستطيع توفير المال لتحديث جيشها وإعادة بناء أساطيلها البحرية، والتأكد من حدوث القلاقل في البلقان حتى تبقي الدولة العثمانية مستنزفة ماليا وعسكريا، ولإبقاء نافذة للدول الكبرى للتدخل في شؤون الدولة العثمانية مستقبلا.
احتلال فرنسا للجزائر وثورة محمد علي

استغل الفرنسيون ضعف الدولة العثمانية، ولا سيما في الجانب البحري بعد تدمير جزء كبير من أسطولها البحري في معركة نافارين، فقاموا باحتلال ولاية الجزائر التابعة اسميا للدولة العثمانية. حدث ذلك في عام 1830 م ولم تقوى الدولة العلية على فعل شيء فبدأت المقاومة الجزائرية بقيادةعبد القادر الجزائري.
محمد علي باشا يستعرض جيشه حديث النشأة.

كان محمد علي باشا ذا طموح كبير وأراد أن يستبدل السلطنة العثمانية الضعيفة بدولة علوية (نسبة لمحمد علي) حديثة تحقق طموحه الكبير. لم يأبه محمد علي لما كان يدور بين الفرنسيين وجيرانه الجزائريين واستغل ضعف الدولة العثمانية ليباشر في عام 1831 بمحاولة السيطرة على الشام، وبالفعل تمكن من هزيمة الحامية العثمانية والتقدم إلى ما بعد جبال طوروس وأنزل الهزائم المتوالية في الجيش العثماني حتى وصل إلى مدينة قونية.

أوقف محمد علي باشا زحفه بسبب إبرام روسيا والدولة العلية معاهدة عسكرية تقضي بدفاع الجيش الروسي عن إسطنبول في حالة تقدم قوات محمد علي صوبها، وأرادت روسيا بهذا الحفاظ على السلطنة العثمانية الضعيفة من أن ترثها دولة قوية تقف بوجه تحقيق وصية بطرس الأكبر، وتدخلت القوى الأوروبية مجددا وتم ترسيم الحدود بين الطرفين وإنهاء الصراع مؤقتا حيث خافت تلك الدول من تنامي قوى محمد علي وروسيا على حساب الدولة العثمانية، لكن حرب عادت للاشتعال عام 1839 م في معركة نصيبين والتي انتهت بانتصار محمد علي مجددا.
وفاة السلطان

امتاز السلطان محمود الثاني بالتوجه للغرب العلماني، أنهكته الحروب مع روسيا، وشغلته حروبه مع محمد علي والي مصر الطموح الذي تطلع إلى ضم بلاد الشام إلى ولايته في مصر، ووقعت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي في سنة (1245 هـ = 1830م).

تعرض السلطان للإصابة بعدوى السل، ولما اشتد به المرض نُقل إلى إحدى ضواحي إستانبول للاستشفاء بهوائها النقي، ثم لم يلبث أن عاجلته المنية في (19 ربيع الآخر 1255 هـ = 2 يوليو 1839م) وخلفه السلطان عبد المجيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hatem.123.st
 
الخلافه الاسلاميه من بعد وفاه الرسول وحتي انهيار الخلافه العثمانيه في الحرب العالميه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعه الاسلاميه الشامله
» تصريحات الصحف العالميه بعد مجزرة انغولا
» شاهد اقوى افلام الرعب العالميه مترجم
» العصر الذهبي للدوله الاسلاميه (عصر هارون الرشيد)
» نتينياهو وبيريز يهنئان الامه الاسلاميه بحلول شهر رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضفضه :: منتدي نشره اخبار فضفضه :: التاريخ الاسلامي-
انتقل الى: