فضفضه
ارجو من زوارنا الكرام التسجيل في منتدي فضفضه

من فتح مكه الى وفاة الرسول2 416132450
فضفضه
ارجو من زوارنا الكرام التسجيل في منتدي فضفضه

من فتح مكه الى وفاة الرسول2 416132450
فضفضه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فضفضه موقع عربى متكامل
 
البوابةالرئيسيةدردشة الاعضاءأحدث الصورالتسجيلدخولطرائف فضفضه
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الموت بطعم التفاح الاخضر
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالإثنين 26 أكتوبر - 7:24 من طرف Admin

» لماذا تطلب المراه المساوه
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالثلاثاء 20 أكتوبر - 8:17 من طرف Admin

» لماذ المرأه الموظفه
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالأربعاء 14 أكتوبر - 8:23 من طرف Admin

» قناتي علي اليوتيوب
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالأربعاء 14 أكتوبر - 8:09 من طرف Admin

» دردشه الاعضاء
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالأربعاء 14 أكتوبر - 7:46 من طرف Admin

» لعبه كلمه السر
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالسبت 8 أبريل - 5:45 من طرف Admin

» الكاتبه فريده الشوباشي خير دليل علي ان المرأه لا تصاح ان تنال حريتها
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالإثنين 10 أكتوبر - 3:19 من طرف Admin

» قانون الخدمه المدنيه الجديد بعد اقرار مجلس النواب
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالجمعة 7 أكتوبر - 20:34 من طرف Admin

» اهم اسباب غرق مركب رشيد شباب عاطل ونساء موظفات
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالأحد 25 سبتمبر - 4:14 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سمر - 8530
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
ابو حنفى - 5968
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
جنه - 5171
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
gana - 4139
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
نورا - 3362
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
renaad - 2830
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
ايناس - 2451
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
البحارمندي - 2113
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
نيرفين - 1964
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
Admin - 1869
من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_rcapمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Voting_barمن فتح مكه الى وفاة الرسول2 Vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 25 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 25 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1612 بتاريخ الأربعاء 13 أكتوبر - 16:40
الإبحار
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث

 

 من فتح مكه الى وفاة الرسول2

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ziadopel
عضو فضي
عضو فضي
ziadopel


10
ذكر عدد الرسائل : 542
تاريخ الميلاد : 04/08/1988
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 29/11/2009

من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Empty
مُساهمةموضوع: من فتح مكه الى وفاة الرسول2   من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالسبت 5 ديسمبر - 10:45

53- 9 - إنكسار حدة العدو وهزيمته الساحقة:
وماهي إلا ساعات قلائل -بعد رمي القبضة - حتى انهزم العدو هزيمة منكرة، وقتل من ثقيف وحدهم نحو السبعين، وحاز المسلمون ما كان مع العدو من مال وسلاح وظعن.
وهذا هو التطور الذي أشار إليه سبحانه وتعالى في قوله: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ. ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ }.

53- 10 - حركة المطاردة:
ولما انهزم العدو صارت طائفة منهم إلى الطائف ، وطائفة إلى نخلة ، وطائفة إلى أوطاس، فأرسل النبي صلَّى الله عليه وسلم إلى أوطاس طائفة من المطاردين يقودهم أبو عامر الأشعري، فتناوش الفريقان القتال قليلاً، ثم انهزم جيش المشركين، وفي هذه المناوشة قتل القائد أبو عامر الأشعري.
وطاردت طائفة أخرى من فرسان المسلمين فلول المشركين الذين سلكوا نخلة ، فأدركت دريد بن الصمة فقتله ربيعة بن رفيع.
وأما معظم فلول المشركين الذين لجأوا إلى الطائف؛ فتوجه إليهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بنفسه بعد أن جمع الغنائم.

53- 11 - الغنائم:
وكانت الغنائم: السبي ستة آلاف رأس، والإبل أربعة وعشرون ألفاً، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية فضة، أمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بجمعها، ثم حبسها بالجعرانة، وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري، ولم يقسمها حتى فرغ من غزوة الطائف .
وكانت في السبي الشيماء بنت الحارث السعدية؛ أخت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من الرضاعة، فلما جيء بها إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عرفت له نفسها فعرفها بعلامة فأكرمها، وبسط لها رداءه، وأجلسها عليه، ثم من عليها، وردها إلى قومها.

54- 1 - مقدمة غزوة الطائف:
وهذه الغزوة في الحقيقة امتداد لغزوة حنين، وذلك أن معظم فلول هوازن وثقيف دخلوا الطائف مع القائد العام -مالك بن عوف النصري - وتحصنوا بها، فسار إليهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بعد فراغه من حنين وجمع الغنائم في الجعرانة في نفس الشهر -شوال سنة 8ه ـ.
وقدم خالد بن الوليد على مقدمته طليعة في ألف رجل، ثم سلك رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إلى الطائف ، فمر في طريقه على النخلة اليمانية، ثم على قرن المنازل، ثم على لية، وكان هناك حصن لمالك بن عوف فأمر بهدمه، ثم واصل سيره حتى انتهى إلى الطائف فنزل قريباً من حصنه، وعسكر هناك، وفرض الحصار على أهل الحصن.
ودام الحصار مدة غير قليلة، ففي رواية أنس عند مسلم أن مدة حصارهم كانت أربعين يوماً، وعند أهل السير خلاف في ذلك، فقيل: عشرين يوماً، وقيل: بضعة عشر، وقيل: ثمانية عشر، وقيل: خمسة عشر.
ووقعت في هذه المدة مراماة ومقاذفات، فالمسلمون أول ما فرضوا الحصار رماهم أهل الحصن رمياً شديداً كأنه رجل جراد، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة، وقتل منهم اثنا عشر رجلاً، واضطروا إلى الارتفاع عن معسكرهم إلى مسجد الطائف اليوم، فعسكروا هناك.
ونصب النبي صلَّى الله عليه وسلم المنجنيق على أهل الطائف ، وقذف به القذائف، حتى وقعت شدخة في جدار الحصن، فدخل نفر من المسلمين تحت دبابة، ودخلوا بها إلى الجدار ليحرقوه، فأرسل عليهم العدو سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرموهم بالنبل وقتلوا منهم رجالاً.
وأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم -كجزء من سياسة الحرب لإلجاء العدو إلى الإستسلام - أمر بقطع الأعناب وتحريقها، فقطعها المسلمون قطعاً ذريعاً، فسألته ثقيف أن يدعها لله والرحم، فتركها لله والرحم.
ونادى مناديه صلَّى الله عليه وسلم: أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر، فخرج إليهم ثلاثة وعشرون رجلاً فيهم أبو بكرة -تسور حصن الطائف وتدلى منه ببكرة مستديرة يستقي عليها، فكناه رسول الله صلَّى الله عليه وسلم " أبا بكرة" - فأعتقهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، و دفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه، فشق ذلك على أهل الحصن مشقة شديدة.
ولما طال الحصار، واستعصى الحصن، وأصيب المسلمون بما أصيبوا من رشق النبال وبسكك الحديد المحماة -وكان أهل الحصن قد أعدوا فيه مايكفيهم لحصار سنة - استشار رسول الله صلَّى الله عليه وسلم نوفل بن معاوية الديلي فقال: هم ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك، وحينئذ عزم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على رفع الحصار والرحيل، فأمر عمر بن الخطاب فأذن في الناس: إنا قافلون غداً إن شاء الله، فثقل عليهم وقالوا: نذهب ولا نفتحه؟ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: اغدوا على القتال، فغدوا فأصابهم جراح، فقال: إنا قافلون غداً إن شاء الله، فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون، ورسول الله صلَّى الله عليه وسلم يضحك.
ولما ارتحلوا واستقلوا قال: قولوا آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون.
وقيل: يا رسول الله ادع على ثقيف ، فقال: اللهم اهد ثقيفاً وآت بهم.

54- 2 - قسمة الغنائم بالجعرانة:
ولما عاد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بعد رفع الحصار عن الطائف؛ مكث بالجعرانة بضع عشرة ليلة لا يقسم الغنائم، ويتأنى بها، يبتغي أن يقدم عليه وفد هوازن تائبين، فيحرزوا مافقدوا، ولكنه لم يجئه أحد، فبدأ بقسمة المال، ليسكت المتطلعين من رؤساء القبائل وأشراف مكة ، فكان المؤلفة قلوبهم أول من أعطي وحظي بالأنصبة الجزلة.
وأعطى أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل، فقال: ابني يزيد؟ فأعطاه مثلها، فقال:
ابني معاوية؟ فأعطاه مثلها، وأعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل، ثم سأله مائة أخرى، فأعطاه إياها. وأعطى صفوان بن أمية مائة من الإبل ثم مائة ثم مائة-كذا في الشفاء، وأعطى الحارث بن الحارث بن كلدة مائة من الإبل، وكذلك أعطى من رؤساء قريش وغيرها مائة مائة من الإبل، وأعطى آخرين خمسين خمسين وأربعين أربعين حتى شاع في الناس أن محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، فازدحمت عليه الأعراب يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة، فانتزعت رداءه فقال: يا أيها الناس، ردوا علي ردائي، فو الذي نفسي بيده لو كان عندي شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً.
ثم قام إلى جنب بعيره فأخذ من سنامه وبرة، فجعلها بين إصبعه، ثم رفعها فقال: أيها الناس، والله مالي من فيئكم، ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم.
وبعد إعطاء المؤلفة قلوبهم أمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم زيد بن ثابت بإحضار الغنائم والناس، ثم فرضها على الناس، فكانت سهامهم لكل رجل أربعاً من الإبل وأربعين شاة، فإن كان فارساً أخذ إثني عشر بعيراً ومائة شاة.
كانت هذه القسمة مبنية على سياسة حكيمة، فإن في الدنيا أقواماً كثيرين يقادون إلى الحق من بطونهم، لا من عقولهم، فكما تهدي الدواب إلى طريقها بحزمة برسيم تظل تمد إليها حتى تدخل حظيرتها آمنة، فكذلك هذه الأصناف من البشر تحتاج إلى فنون من الإغراء حتى تستأنس بالإيمان وتهش له.

54- 3 - الأنصار تجد على رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم):
وهذه السياسة لم تُفهم أول الأمر، فأطلقت ألسنة شتى بالإعتراض، وكان الأنصار ممن وقعت عليهم مغارم هذه السياسة، لقد حرموا جميعاً أعطية حنين، وهم الذين نودوا وقت الشدة فطاروا يقاتلون مع الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) حتى تبدل الفرار انتصاراً، وها هم أولاء يرون أيدي الفارين ملأى، وأما هم فلم يمنحوا شيئاً قط.
روى ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) ما أعطى من تلك العطايا في قريش ، وفي قبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت فيهم القالة، حتى قال قائلهم: لقي والله رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء. قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومي، قال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة، فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا، وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال: لقد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، فأتاهم رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها عليّ في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم
؟ قالوا: بلى ، والله ورسوله أمنّ وأفضل.
ثم قال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)؟ لله ولرسوله المنّ والفضل. قال: أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتم ولصدقتم: آتيتنا مكذباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك.
أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً، وسلكت الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار.
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) قسماً وحظاً، ثم انصرف رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) وتفرقوا.

54- 4 - قدوم وفد هوازن:
وبعد توزيع الغنائم أقبل وفد هوازن مسلماً، وهم أربعة عشر رجلاً، ورأسهم زهير بن صرد، وفيهم أبو برقان عم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من الرضاعة، فسألوه أن يمن عليهم بالسبي والأموال، وأدلوا إليه بكلام ترق له القلوب، فقال: إن معي من ترون، وإن أحب الحديث إلي أصدقه، فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟ قالوا: ما كنا نعدل بالإحساب شيئاً. فقال: إذا صليت الغداة -أي صلاة الظهر - فقوموا فقولوا: إنا نستشفع برسول الله صلَّى الله عليه وسلم إلى المؤمنين، ونستشفع بالمؤمنين إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أن يرد إلينا سبينا، فلما صلى الغداة قاموا فقالوا ذلك، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وسأسأل لكم الناس، فقال المهاجرون والأنصار: ماكان لنا فهو لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا. وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا. فقال بنو سليم : ما كان لنا فهو لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم، فقال العباس بن مرداس: وهنتموني.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين، وقد كنت استأنيت سبيهم، وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئاً. فمن كان عنده منهن شيء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك، ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرد عليهم، وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفيء الله علينا، فقال الناس: قد طيبنا لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم فقال: إنا لا نعرف من رضي منكم ممن لم يرض. فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم، فردوا عليهم نساءهم وأبناءهم، لم يتخلف منهم أحد غير عيينة بن حصن فإنه أبى أن يرد عجوزاً صارت في يديه منهم، ثم ردها بعد ذلك، وكسا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم السبي قبطية قبطية.

54- 5 - العمرة والإنصراف إلى المدينة:
ولما فرغ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من قسمة الغنائم في الجعرانة أهَلّ معتمراً منها، فأدى العمرة، وانصرف بعد ذلك راجعاً إلى المدينة بعد أن ولى على مكة عتاب بن أسيد، وكان رجوعه إلى المدينة لست ليال بقيت من ذي القعدة سنة 8هـ.
قال محمد الغزالي: لله ما أفسح المدى الذي بين هذه الآونة الظافرة بعد أن توج الله هامته بالفتح المبين، وبين مقدمه إلى هذا البلد النبيل منذ ثمانية أعوام؟
لقد جاءه مطارداً يبغي الأمان، غريباً مستوحشاً ينشد الإيلاف والإيناس، فأكرم أهله مثواه، وآووه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، واستخفوا بعداوة الناس جميعاً من أجله، وها هو ذا بعد ثمانية أعوام يدخل المدينة التي استقبلته مهاجراً خائفاً؛ لتستقبله مرة أخرى وقد دانت له مكة ، وألقت تحت قدميه كبرياءها وجاهليتها فأنهضها؛ ليعزها بالإسلام، وعفا عن خطيئاتها الأولى {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }.

55- 1 - مقدمة البعوث والسرايا بعد الرجوع من غزوة الفتح:
وبعد الرجوع من هذا السفر الطويل الناجح أقام رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بالمدينة يستقبل الوفود، ويبعث العمال، ويبث الدعاة، ويكبت من بقي في الإستكبار عن الدخول في دين الله، والاستسلام للأمر الواقع الذي شاهدته العرب. وهاك صورة مصغرة من ذلك:

55- 2 - المصدقون:
قد عرفنا مما تقدم أن رجوع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة كان في أواخر أيام السنة الثامنة فما هو إلا أن استهل هلال المحرم من سنة 9هـ، وبعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلم المصدقين إلى القبائل. وهذه هي قائمتهم:
1-عيينة بن حصن

لى بني تميم .
2-يزيد بن الحصين

لى أسلم وغفار.
3-عباد بن بشير الأشهلي

لى سليم ومزينة.
4-رافع بن مكيث

لى جهينة .
5-عمرو بن العاص

لى بني فزارة.
6-الضحاك بن سفيان

لى بني كلاب.
7-بشير بن سفيان

لى بني كعب.
8-ابن اللتبية الأزدي

لى بني ذبيان .
9-المهاجر بن أبي أمية

لى صنعاء (وخرج عليه الأسود العنسي وهو بها ).
10-زياد بن لبيد

لى حضرموت .
11-عدي بن حاتم

لى طيء وبني أسد .
12-مالك بن نويرة

لى بني حنظلة.
13-الزبرقان بن بدر

لى بني سعد (إلى قسم منهم ).
14-قيس بن عاصم

لى بني سعد إلى(قسم آخر منهم ).
15-العلاء بن الحضرمي

لى البحرين.
16-علي بن أبي طالب

لى نجران (لجمع الصدقة والجزية كليهما ).
وليس هؤلاء العمال كلهم بعثوا في المحرم سنة 9 هـ؛ بل تأخر بعث عدة منهم إلى اعتناق الإسلام من تلك القبائل التي بعثوا إليها. نعم كانت بداية بعث العمال بهذا الإهتمام البالغ في المحرم سنة 9هـ. وهذا يدل على مدى نجاح الدعوة الإسلامية بعد هدنة الحديبية ، وأما بعد فتح مكة فقد دخل الناس في دين الله أفواجاً.
السرايا


56- 1 - مقدمة غزوة تبوك:
إن غزوة فتح مكة كانت غزوة فاصلة بين الحق والباطل: لم يبق بعدها مجال للريبة والظن في رسالة محمد صلَّى الله عليه وسلم عند العرب، ولذلك انقلب المجرى تماماً، ودخل الناس في دين الله أفواجاً -كما سيظهر ذلك مما نقدمه في فصل الوفود، ومن العدد الذي حضر في حجة الوداع - وانتهت المتاعب الداخلية واستراح المسلمون؛ لتعليم شرائع الله، وبث دعوة الإسلام.

56- 2 - سبب الغزوة:
إلا أنها كانت هناك قوة تعرضت للمسلمين من غير مبرر، وهي قوة الرومان -أكبر قوة عسكرية ظهرت على وجه الأرض في ذلك الزمان - وقد عرفنا فيما تقدم أن بداية هذا التعرض كانت بقتل سفير رسول الله صلَّى الله عليه وسلم -الحارث بن عمير الأزدي - على يد شرحبيل بن عمرو الغساني، حينما كان السفير يحمل رسالة النبي صلَّى الله عليه وسلم إلى عظيم بصرى، وأن النبي صلَّى الله عليه وسلم أرسل بعد ذلك سرية زيد بن حارثة التي اصطدمت بالرومان اصطداماً عنيفاً في مؤتة ، ولم تنجح في أخذ الثأر من أولئك الظالمين المتغطرسين، إلا أنها تركت أروع أثر في نفوس العرب، قريبهم وبعيدهم.
ولم يكن قيصر ليصرف نظره عما كان لمعركة مؤتة من الأثر الكبير لصالح المسلمين، وعما كان يطمح إليه بعد ذلك كثير من قبائل العرب من استقلالهم عن قيصر، ومواطأتهم للمسلمين، إن هذا خطراً يتقدم ويخطو إلى حدوده خطوة بعد خطوة، ويهدد الثغور الشامية التي تجاور العرب، فكان يرى أنه يجب القضاء على قوة المسلمين قبل أن تتجسد في صورة خطر عظيم لا يمكن القضاء عليها، وقبل أن تثير القلاقل والثورات في المناطق العربية المجاورة للرومان.
ونظراً إلى هذه المصالح لم يقض قيصر بعد معركة مؤتة سنة كاملة؛ حتى أخذ يهيىء الجيش من الرومان والعرب التابعة لهم من آل غسان وغيرهم، وبدأ يجهز لمعركة دامية فاصلة.

56- 3 - الأخبار العامة عن استعداد الرومان وغسان:
وكانت الأنباء تترامى إلى المدينة بإعداد الرومان للقيام بغزوة حاسمة ضد المسلمين، حتى كان الخوف يتسورهم كل حين، لا يسمعون صوتاً غير معتاد إلا ويظنونه زحف الرومان، ويظهر ذلك جلياً مما وقع لعمر بن الخطاب، فقد كان النبي صلَّى الله عليه وسلم آلى من نسائه شهراً في هذه السنة (9هـ ) وكان هجرهن واعتزل عنهن في مشربة له، ولم يفطن الصحابة إلى حقيقة الأمر في بدايته فظنوا أن النبي صلَّى الله عليه وسلم طلقهن، فسرى فيهم الهم والحزن والقلق، يقول عمر بن الخطاب -وهو يروي هذه القصة -: وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت آتيه أنا بالخبر -وكانا يسكنان في عوالي المدينة ، يتناوبان إلى النبي صلَّى الله عليه وسلم- ونحن نتخوف ملكاً من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب، فقال: افتح، افتح، فقلت: جاء الغساني؟ فقال: بل أشد من ذلك، اعتزل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أزواجه، الحديث.
وفي لفظ آخر (أنه قال ): وكنا تحدثنا أن آل غسان تنعل النعال لغزونا، فنزل صاحبي يوم نوبته، فرجع عشاء، فضرب بابي ضرباً شديداً وقال: أنائم هو؟ ففزعت، فخرجت إليه، وقال: حدث أمر عظيم. فقلت: ما هو؟ أجاءت غسان ؟ قال: لا بل أعظم منه وأطول، طلق رسول الله صلَّى الله عليه وسلم نساءه. الحديث.
وهذا يدل على خطورة الموقف. الذي كان يواجهه المسلمون بالنسبة إلى الرومان. ويزيد ذلك تأكداً ما فعله المنافقون حينما نقلت إلى المدينة أخبار إعداد الرومان، فبرغم ما رآه المنافقون من نجاح رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في كل الميادين، وأنه لا يوجل من سلطان على ظهر الأرض، بل يذيب كل ما يعترض في طريقه من عوائق، برغم هذا كله طفق هؤلاء المنافقون يأملون في تحقق ما كانوا يخفونه في صدورهم، وما كانو يتربصونه من الشر بالإسلام وأهله. ونظراً إلى قرب تحقق آمالهم أنشأوا وكرة للدس والتآمر، في صورة مسجد، وهو مسجد الضرار، أسسوه كفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله، وعرضوا على رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أن يصلي فيه، وإنما مرامهم بذلك أن يخدعوا المؤمنين، فلا يفطنوا إلى ما يؤتى به في هذا المسجد من الدس والمؤامرة ضدهم، ولا يلتفتوا إلى من يرده ويصدر عنه، فيصير وكرة مأمونة لهؤلاء المنافقين و لرفقائهم في الخارج، ولكن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أخر الصلاة فيه -إلى قفوله من الغزوة - لشغله بالجهاز، ففشلوا في مرامهم وفضحهم الله، حتى قام الرسول صلَّى الله عليه وسلم بهدم المسجد بعد القفول من الغزو، بدل أن يصلي فيه.
56- 4 - الأخبار الخاصة عن إستعداد الرومان وغسان:
كانت هذه هي الأحوال والأخبار التي يواجهها ويتلقاها المسلمون، إذ بلغهم من الأنباط الذين يقدمون بالزيت من الشام إلى المدينة أن هرقل قد هيأ جيشاً عرمرماً قوامه أربعون ألف مقاتل، وأعطى قيادته لعظيم من عظماء الروم، وأنه جلب معهم قبائل لخم وجذام وغيرهما من متنصرة العرب، وأن مقدمتهم بلغت إلى البلقاء، وهكذا تمثل أمام المسلمين خطر كبير.

56- 5 - زيادة خطورة الموقف:
والذي كان يزيد خطورة الموقف أن الزمان كان فصل القيظ الشديد، وكان الناس في عسرة وجدب من البلاء وقلة من الظهر، وكانت الثمار قد طابت، فكانو يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص على الحال، من الزمان الذي هم فيه، ومع هذا كله كانت المسافة بعيدة، والطريق وعرة صعبة.


56- 6 - الرسول صلَّى الله عليه وسلم يقرر القيام بإقدام حاسم:
ولكن الرسول صلَّى الله عليه وسلم كان ينظر إلى الظروف والتطورات بنظر أدق وأحكم من هذا كله. إنه كان يرى أنه لو توانى وتكاسل عن غزو الرومان في هذه الظروف الحاسمة، وترك الرومان لتجوس خلال المناطق التي كانت تحت سيطرة الإسلام ونفوذه، وتزحف إلى المدينة؛ كان له أسوأ أثر على الدعوة الإسلامية، وعلى سمعة المسلمين العسكرية. فالجاهلية التي تلفظ نفسها الأخير بعدما لقيت من الضربة القاسمة في حنين ستحيا مرة أخرى، والمنافقون الذين يتربصون الدوائر بالمسلمين، ويتصلون بملك الرومان بواسطة أبي عامر الفاسق سيبعجون بطون المسلمين بخناجرهم من الخلف، في حين تهجم الرومان بحملة ضارية على المسلمين من الأمام، وهكذا يخفق كثير من الجهود التي بذلها هو وأصحابه في نشر الإسلام، وتذهب المكاسب التي حصلوا عليها بعد حروب دامية ودوريات عسكرية متتابعة متواصلة... تذهب هذه المكاسب بغير جدوى.
كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يعرف كل هذا جيداً، ولذلك قرر القيام -مع ما كان فيه من العسرة والشدة - بغزوة فاصلة يخوضها المسلمون ضد الرومان في حدودهم، ولا يمهلونهم حتى يزحفوا إلى دار الإسلام.

56- 7 - الإعلان بالتهيؤ لقتال الرومان:
ولما قرر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم الموقف أعلن في الصحابة أن يتجهزوا للقتال، وبعث إلى القبائل من العرب وإلى أهل مكة يستنفرهم، وكان قل ما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، ولكنه نظراً لخطورة الموقف وإلى شدة العسرة أعلن أنه يريد لقاء الرومان، وجلى للناس أمرهم، ليتأهبوا أهبة كاملة، وحضهم على الجهاد، ونزلت قطعة من سورة براءة تثيرهم على الجلاد، وتحثهم على القتال. ورغبهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في بذل الصدقات، وإنفاق كرائم الأموال في سبيل الله.

56- 8 - المسلمون يتسابقون إلى التجهز للغزو:
ولم يكن من المسلمن أن سمعوا صوت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يدعو إلى قتال الروم إلا وتسابقوا إلى امتثاله، فقاموا يتجهزون للقتال بسرعة بالغة، وأخذت القبائل والبطون تهبط إلى المدينة من كل صوب وناحية، ولم يرض أحد من المسلمين أن يتخلف عن هذه الغزوة -إلا الذين في قلوبهم مرض وإلا ثلاثة نفر - حتى كان يجيء أهل الحاجة والفاقة يستحملون رسول الله صلَّى الله عليه وسلم؛ ليخرجوا إلى قتال الروم، فإذا قال لهم: {لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ }.
كما تسابق المسلمون في إنفاق الأموال وبذل الصدقات. كان عثمان بن عفان قد جهز عيراً للشام، مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها، ومائتا أوقية، فتصدق بها ثم تصدق بمائة بعير بأحلاسها وأقتابها، ثم جاء بألف دينار فنثرها في حجره صلَّى الله عليه وسلم، فكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقلبها ويقول: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم، ثم تصدق وتصدق، حتى بلغ مقدار صدقته تسعمائة بعير ومائة فرس سوى النقود.
وجاء عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقية فضة، وجاء أبو بكر بماله كله، ولم يترك لأهله إلا الله ورسوله صلَّى الله عليه وسلم وكانت أربعة آلاف درهم، وهو أول من جاء بصدقته، وجاء عمر بنصف ماله، وجاء العباس بمال كثير، وجاء طلحة وسعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة، كلهم جاءوا بمال، وجاء عاصم بن عدي بتسعين وسقاً من التمر، وتتابع الناس بصدقاتهم قليلها وكثيرها، حتى كان منهم من أنفق مداً أو مدين لم يكن يستطيع غيرها، وبعثت النساء ما قدرن عليه من مسك ومعاضد وخلاخل وقرط وخواتم.
ولم يمسك أحد يده، ولم يبخل بماله إلا المنافقون {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ }.

56- 9 - الجيش الإسلامي إلى تبوك:
وهكذا تجهز الجيش، فاستعمل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري، وقيل سباع بن عرفطة، وخلف على أهله علي بن أبي طالب، وأمره بالإقامة فيهم، وغمص عليه المنافقون، فخرج فلحق برسول الله صلَّى الله عليه وسلم، فرده إلى المدينة وقال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.
ثم تحرك رسول الله صلَّى الله عليه وسلم نحو الشمال يريد تبوك ، ولكن الجيش كان كبيراً -ثلاثون ألف مقاتل، لم يخرج المسلمون في مثل هذا التجمع الكبير قبله قط - فلم يستطع المسلمون مع ما بذلوه من الأموال أن يجهزوه تجهيزاً كاملاً. بل كانت في الجيش قلة شديدة بالنسبة إلى الزاد والمراكب، فكان ثمانية عشر رجلاً يعتقبون بعيراً واحداً، وربما أكلوا أوراق الأشجار حتى تورمت شفاههم، واضطروا إلى ذبح العير -مع قلتها - ليشربوا ما في كروشها من الماء، ولذلك سمي هذا الجيش جيش العسرة.
ومر الجيش الإسلامي في طريقه إلى تبوك بالحجر -ديار ثمود {الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَاد ِ}، أي وادي القرى - فاستقى الناس من بئرها، فلما راحوا قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: لا تشربوا من مائها ولا تتوضأوا منه للصلاة. وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئاً، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها ناقة صالح عليه السلام.
وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: لما مر النبي صلَّى الله عليه وسلم بالحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم؛ أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه وأسرع بالسير حتى جاز الوادي.
واشتدت في الطريق حاجة الجيش إلى الماء حتى شكوا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، فدعا الله، فأرسل الله سحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس، واحتملوا حاجاتهم من الماء.
ولما قرب من تبوك : قال: إنكم ستأتون غداً إن شاء الله تعالى عين تبوك . وإنكم لم تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي. قال معاذ: فجئنا وقد سبق إليها رجلان، والعين تبض بشيء من مائها، فسألهما رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: هل مسستما من مائها شيئاً؟ قالا: نعم. وقال لهما ماشاء الله أن يقول، ثم غرف من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع الوشل، ثم غسل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فيه وجهه ويده، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس، ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً.
وفي الطريق أو لما بلغ تبوك -على اختلاف الروايات - قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: تهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عقاله. فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء.
وكان دأب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في الطريق أنه كان يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء جمع التقديم وجمع التأخير كليهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هدي
الموضوع المميز
الموضوع المميز
هدي


3
انثى عدد الرسائل : 1726
تاريخ الميلاد : 14/12/1982
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 03/07/2008

من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من فتح مكه الى وفاة الرسول2   من فتح مكه الى وفاة الرسول2 Icon_minitimeالسبت 5 ديسمبر - 18:13

جزاك الله خيرا علي المعلومات القيمه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من فتح مكه الى وفاة الرسول2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من فتح مكه الى وفاة الرسول1
» من فتح مكه الى وفاة الرسول3
» وفاة أحد أسمن الرجال فى العالم
» شهادة وفاة زوجية! من ابو حنفى
» زى النهارده وفاة توماس أديسون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضفضه :: منتدى بلغو عنى ولو اية :: السيره النبويه الشريفه-
انتقل الى: